عن النصر والهزيمة...
ليست الحرب مجرَّد معارك تخوضها جيوش، وإنما صراع مصالح وإرادات وأهداف بين الأطراف المتنازعة، تحاول تحقيقها باستخدام عدة وسائل تهدف إلى إضعاف الخصم والاستفادة من المعادلات السياسية بعد تغييرها لفرض شروط معينة على طاولة المفاوضات.
ليست الحرب مجرَّد معارك تخوضها جيوش، وإنما صراع مصالح وإرادات وأهداف بين الأطراف المتنازعة، تحاول تحقيقها باستخدام عدة وسائل تهدف إلى إضعاف الخصم والاستفادة من المعادلات السياسية بعد تغييرها لفرض شروط معينة على طاولة المفاوضات.
وضعت الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ومناصروه في المنطقة والعالم اليوم الجميع أمام معركة مزدوجة إحداهما مباشرة ضد ما يجري من سياسات أنتجتها الأزمة العميقة للمنظومة الإمبريالية الغربية والثانية ضد الزيف والكذب الذي كان وما زال يقوم بتغطية هذه السياسات.
أثبتت المقاومة، على مدى سنوات طويلة، قدرتها المذهلة على ابتكار وصياغة وتوظيف الرموز والمصطلحات في المعركة. وكان أحدها «إيلام العدو» الذي أطلقته المقاومة مؤخراً كعنوان للمرحلة القادمة في سياق ردها على الهمجية الصهيونية واغتيال قادتها.
تداول نشطاء التواصل الاجتماعي قبل فترة قصيرة فيديو قصير أعادوا فيه نشر مشهد من فيلم عمر المختار للمخرج مصطفى العقاد والممثل أنتوني كوين يقول فيه بصوت الممثل عبد الله غيث: «سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه، أما أنا فإن حياتي ستكون أطول من حياة شانقي».
ثمة مقولة واقعية تؤكد أن كل شيء يحمل بداخله نقيضه، كذلك هي الحياة والموت يحمل كل منهما في باطنه الآخر، فمن رحم الموت تكون الحياة. يبدو الموت وقحاً أحياناً، ومخيفاً أيضاً، فخوفنا من الموت يرجع إلى خوفنا من الخسارة التي يحملها.
في معركة مركّبة كالتي تجري الآن في منطقتنا ثمة معركة تخاض ضد العقول والقلوب بضراوة تماثل ضراوة المعركة على الأرض. وقد تظهر بأشكال مختلفة ولكنها ذات محتوى واحد، يتعلق بفهم فكرة المقاومة وحواملها الاجتماعية وتحديد من هو العدو وفهم كل ما يخصه.
تكمن البطولة التي تكاد أن تصبح أسطورة عند الشعب الفلسطيني في إنسانيته بالذات، في تعلقه بأرضه وعشقه لترابها وزيتونها، في رغبته بالتعلم والذهاب إلى المدرسة والجامعة، في إصراره على الحياة وتمسكه بها رغم كل المصائب والمصاعب التي يمر بها، وحتى في استشهاده إذ ينتصر الفلسطيني للحياة بالموت في سبيلها.
فقط في بلدنا المتعب كأرواحنا، تسير في أحد الطرقات فيسقط عليك جسر من السماء. قد تشعر لوهلة أنك تعيش حلماً يحكي رواية أو قصة فانتازيا، ولكن مرارة التفاصيل اليومية المعاشة والمفارقات المتتابعة التي تنهال على رؤوسنا، تذكرك أنك بطل الرواية والقصة من حيث لا تدري، البطل الضحية حيث لا مغزى من السرد والكلام رغم أنهما أساس القصة والرواية.
انتهت دورة الألعاب الأولمبية التي جرت في الفترة ما بين 26 تموز إلى 11 آب في فرنسا. وأعلن مكتب النيابة العامة في باريس فتح تحقيق بسبب شكوى تقدمت بها الملاكمة الجزائرية إيمان خليف الفائزة بالميدالية الذهبية لوزن 66 كلغ، بتهمة التحرش الإلكتروني الجسيم.
تؤكد الأحداث صحة الحقيقة العلمية التي تقول بأنه لا يمكن تغيير الواقع إلا بعد فهمه جيداً وإدراك العلاقات الداخلية التي تحكم تطوره. وقد تعلمت حركة المقاومة دروسها بالتجربة المباشرة وطورت نفسها وأدواتها على ضوء فهم عميق ومتقدم لواقعها الخاص وارتباطاته بموازين القوى المتغيرة في عالم يغلي ويتغير كل يوم.