مركز دراسات قاسيون
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
نتابع هنا الجزء الثالث والأخير من هذه المادة، ويمكن الرجوع إلى الجزأين السابقين عبر الرابطين المرفقين (الجزء الأول، الجزء الثاني).
الهيكل العام للمادة كان مكوناً من المحاور التالية:
أولاً: تأصيل مفهومي القوى القارية والقوى المحيطية.
ثانياً: الأوزان الاقتصادية-السياسية لنوعي القوى خلال 2000 عام مضت.
ثالثاً: الاستعمار الأوروبي وهيمنة القوى المحيطية.
رابعاً: الاستعمار الاقتصادي، التبادل اللامتكافئ والهيمنة المحدثة.
خامساً: انتقال مركز الثقل.
سادساً: «الحزام والطريق» و«المشروع الأوراسي» والصعود القاري الجديد.
سابعاً: الشرق الأوسط، مشروعان متناقضان.
ثامناً: نتائج وخلاصات.
وقد توقفنا في الجزء السابق عند المحور السادس دون إنهائه بشكل كامل، ونتابع هنا بإكماله. *
بعد انقضاء ما يقرب من أسبوعين على انتهاء حرب الـ 12 يوماً بين «إسرائيل» وإيران، والتي بدأت بالضربة التي شنها الكيان ضد إيران في 13 حزيران الماضي، مستهدفاً مواقع نووية وعسكرية ومدنية، وتلتها ضربات إيرانية أحدثت دماراً غير مسبوق في تل أبيب وحيفا وأماكن أخرى داخل الكيان، ما تزال مراكز الدراسات والصحف العبرية تنشر بشكل يومي مقالات وأبحاثاً وتحليلات بهدف استيعاب الحدث ونتائجه المباشرة والمتوسطة والبعيدة المدى.
نتابع هنا الجزء الثاني من هذه المادة، بعد نشر جزئها الأول في العدد الماضي من قاسيون والذي يمكن الوصول إليه عبر الرابط المرفق، على أن يتم نشر القسم الثالث والأخير في العدد القادم من قاسيون.
هدأت نيران الحرب الإقليمية ذات الأبعاد الدولية، التي استمرت 12 يوماً متواصلاً. حربٌ حملت في كل لحظة منها، احتمالات الانزلاق نحو حرب أوسع وأشمل. ورغم أنها هدأت، مؤقتاً، فهذا لا يعني بحال من الأحوال أنها انتهت؛ فالصراع العميق الذي ولّدها ما يزال قائماً، بل ويشتد يوماً وراء الآخر.
يوم 9 حزيران الجاري، وفي ختام كلمة له في تشاتام هاوس في لندن، قال مارك روته، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي- الناتو، موجهاً كلامه للأعضاء الأوروبيين ضمن الناتو: «إذا لم ترفعوا الإنفاق إلى 5%، بما في ذلك 3.5 % للدفاع، يمكنكم أن تبقوا على أنظمتكم الصحية وأنظمتكم التقاعدية، ولكن من الأفضل أن تتعلموا اللغة الروسية».
مع إطلاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حربه التجارية الجمركية خلال الأيام العشرة الأولى من شهر نيسان الماضي، عبر فرض رسوم جمركية مرتفعة على كل دول العالم تقريباً، برز الصراع التجاري مع الصين على وجه الخصوص بوصفه الصراع الأساسي المستهدف من وراء هذه الحرب.
مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عزمه رفع كل العقوبات الأمريكية المفروضة على سورية، انفتحت آفاق انتقال الوضع السوري نحو مشهد جديد يحمل فرصاً جديدة من جهة، ومخاطر قديمة- جديدة من جهة أخرى، ما يتطلب العمل على استيعاب هذا المشهد بإحداثياته المختلفة، كأرضية للسياسات التي ينبغي اتخاذها وتطبيقها، وهو ما سنحاول البدء به في هذه المادة...
عجّت الصحف والإعلام بشكل عام في كافة أنحاء العالم خلال الشهرين المنصرمين بالأخبار والتحليلات حول السياسة الأمريكية في المنطقة التي يمكن أن تتخذها إدارة ترامب، منذ بدء المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران حول الملف النووي، والتي بدأت بشكل مفاوضات غير مباشرة، تلتها لقاءات على مستويات مختلفة من مسؤولي الدولتين. وأعقبت ذلك خطوة مفاجئة من ترامب تجاه ملف الحوثيين في اليمن، والذي لا يمكن فصله– وإن لم يتم ربطه رسمياً وعلناً بالملف الإيراني- والذي كان إعلانه التوصل إلى هدنة مع الحوثيين. وهذان الأمران وحدهما كافيان لشغل الإعلام. ولكن ما زاد الاهتمام بما يحصل، كان ليس فقط عدم مشاركة «إسرائيل» في هذه الخطوات والمجريات فحسب، بل عدم التشاور مع «إسرائيل» أو حتى إعلامها مسبقاً بأي من هذه الخطوات، وفق تصريحات من أعلى المستويات في الكيان.
ترفع «إسرائيل» من مستوى ونوعية اعتداءاتها على الأرض السورية والشعب السوري بشكلٍ متواتر؛ فالأمر لم يعد مقتصراً على الغارات الجوية على مواقع مختلفة في البلاد، بما فيها مؤخراً القصف الذي طال مجمع قصر الشعب في دمشق، بل وامتد إلى العمل المباشر والعلني على إثارة الفتن والمشاركة المباشرة في دفع السوريين للاقتتال فيما بينهم على أسس طائفية وقومية ودينية، وبالاستفادة من الاختراقات التي راكمتها عبر سنوات طويلة داخل مختلف الأطراف السورية المتناقضة.
على سطح الظاهرة، يبدو «الإسرائيلي» خلال عام ونصف مضى منذ 7 أكتوبر، بوصفه البلطجي الأول في المنطقة، الذي يضرب يميناً وشمالاً كثورٍ هائج، ولا يردعه شيء. في جوهرها، تبدو الأمور أشد تعقيداً واختلافاً، وصولاً حتى إلى التناقض التام، مع المظهر الخارجي للمسألة... حيث يمكن لحظ ارتفاع درجة التخوفات الوجودية للكيان، والتي تتجلى من خلال عدة محاور، سننظر من خلال إعلام الكيان إلى ثلاثة منها في هذه المادة، وهي: علاقة الكيان مع الولايات المتحدة، والعلاقات التركية-الأمريكية فيما يتعلق بسورية بالتحديد، والملف الإيراني، وبالأخص المفاوضات حول النووي.