«أين ستقف إفريقيا في نهاية المطاف؟» وأسئلة أخرى عن المستقبل

أثار انقلاب النيجر في شهر آب الجاري حالة من الرعب في أروقة السياسة الفرنسية تحديداً والغربية عموماً، مما طرح الكثير من التساؤلات، انصبّ معظمها في محاولة فهم السبب الحقيقي لهذا القلق، ومن ثم فهم الخيارات المتاحة بالنسبة لواشنطن وباريس، خصوصاً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار مجمل التغيرات الإفريقية المشابهة في العقد الماضي التي جرت عكس مصالح الغرب.

إفريقيا... قصة الثروة المنهوبة ورحلة البحث عن البدائل

ما هو حجم الثروات في إفريقيا؟ وهل يمكن تجاهل أرقام كهذه في الحديث عن مستقبل البشرية؟ أسئلة لا يمكن القفز فوقها، ولا يمكن التمهيد لها إلا عبر توضيح حجم وآليات النهب، وهو أكثر الجوانب جوهرية في علاقة إفريقيا مع الغرب، ومدخل لفهم حاجة دول القارة للبحث عن البدائل.

سطوع غرامشي وتجفيف المادة البشرية وما بعد المجتمع

قد يعتبر البعض، ونقصد أهل «اليسار» تحديداً، قضية تفتيت وتذرير المجتمع مجرد خلاصات مبالغ بها معتمدة لتبرير طرح نظري «ثوري» على الرغم من الكثير من المعطيات المباشرة حول التفتيت والتفكيك وضرب البنى والمؤسسات السياسية والاجتماعية الحديثة منها والمتكونة تاريخياً. وفي هذه المادة سوف نعود إلى غرامشي لنقاش هذه القضية من أحد جوانبها المباشرة ألا وهي المكون البشري.

جيش الكيان منقسم والتهديد «الوجودي» يتصاعد

يعاني الكيان الصهيوني من «أزمة وجودية» متعددة الأوجه، سياسياً واقتصادياً وأمنياً- عسكرياً، وبأبعاد خارجية مرتبطة بالتغيّرات الدولية وداخلية بالتوترات المتصاعدة. كان واحداً من تعبيرات الأزمة الأكثر خطورة على هذا «الوجود»، أو على الأقل «وحدة الكيان»، تمرّد وامتناع آلاف الضبّاط الاحتياط في «جيش الكيان الصهيوني» عن الالتحاق بتدريباتهم وتنفيذ الأوامر منذ أشهر اعتراضاً على خطة التعديلات القضائية التي تحاول حكومة نتنياهو تمريرها، مما أدى إلى إضعاف «جاهزية الجيش» وقلق واشنطن مما يجري على مصالحها في المنطقة.

لينين ضد تروتسكي ومارتوف (عن التنظيم الحزبي)

«أساء الرفيق تروتسكي تماماً تفسير الفكرة الرئيسة من كتابي (ما العمل؟) عندما يتكلّم أنّ الحزب يجب ألّا يكون تنظيماً تآمريّاً... لقد نسي أنّني في كتابي اقترحتُ عدداً من الأنماط المختلفة من التنظيمات، من أشدّها سرّيةً وحصريةً إلى أوسعها وأكثرها (رخاوة) بالمقابل. كما نسي أنّ الحزب عليه أن يكون الطليعةَ فقط، القائدَ للجماهير الغفيرة من الطبقة العاملة، والتي تعمل بأكملها أو بأكملها تقريباً (تحت التحكّم والتوجيه) من قِبلَ منظّمات الحزب، ولكن مع كون هذه الجماهير لا تنتمي إلى حزب، ولا ينبغي لها أنْ تنتمي بأكملها إلى حزب» – لينين 1903.