قضايا الشرق .. أمريكا ولغز «عدم الاستقرار»

قضايا الشرق .. أمريكا ولغز «عدم الاستقرار»

أعلن عدد من المسؤولين العراقيين عن انتهاء «المحادثات الفنية لاتفاق سحب القوات الأمريكية من العراق»، وبالرغم من أن إعلان الاتفاق بشكلٍ رسمي لم يصدر بعد، إلا أن التقديرات تقول: إنه سيخرج إلى الضوء في شهر تشرين الأول القادم، فهل حقاً ستخرج الولايات المتحدة من العراق؟ أم أنّنا أمام جولة جديدة من المماطلة؟

هذه الأنباء أكدّها مستشار رئيس الوزراء العراقي، وتداولت وكالات الأنباء تفاصيل الاتفاق، الذي نص على خروج مئات من القوات الأمريكية مع نهاية أيلول 2025، على أن يتم إنهاء سحب القوات كلّها في 2026 والحديث يدور عن تعداد يقارب 2500 في العراق، ويضاف إليها 900 من القوات المنتشرة في سورية، التي من المرجّح أنها ستنسحب في حال سحب القوات من العراق.
الآجال الزمنية التي يجري الحديث عنها تعتبر طويلة نسبياً، فإذا ما أخذنا ما يقال حتى اللحظة سيكون الاستنتاج أن القوات لن تخرج قبل سنتين تقريباً، ولكن وقبل التكهن بموعد الانسحاب، من الضروري وضع هذه الأخبار ضمن سياق المشهد الإجمالي، لا في منطقتنا فحسب، بل على المستوى العالمي.
تعمل الولايات المتحدة على إيجاد عناصر ذاتية في المنطقة قادرة على إدامة الاشتباك، وتعتمد بذلك بشكلٍ واضح على الكيان الصهيوني وأذرعها الأخرى من منظمات إرهابية وأطراف تدور في الفلك الأمريكي، وهذا التوصيف يعني: أن واشنطن تريد تخصيص قدراتها للمواجهات والتحديات الأخرى الأكثر خطورة على التخوم الروسية والصينية، لكنها حتى اللحظة لم تستطع تحقيق هذا الهدف بالشكل المثالي، إذ يبدو أن عناصر التفجير المحلية غير كافية، ولا تستطيع إدارة المعركة دون انخراط أمريكي مباشر في كثيرٍ من الأحيان، لكن وفي الوقت نفسه يمكن للقوات الأمريكية أن تكون حاضرة في المشهد الحالي وتطوراته اللاحقة، دون أن تترك قواتها في دائرة النار على الأرض، فما يثير الانتباه في تصريحات المسؤولين العراقيين هو ما قاله رئيس الوزراء محمد شياع السوداني: إن القوات الأمريكية «أصبحت عامل جذب لعدم الاستقرار» فهي تتعرض للهجوم بشكلٍ متكرر، بحسب السوداني، وترد دون تنسيق مع الحكومة العراقية.
الآجال الزمنية التي يجري الحديث حولها، لا يمكن أخذها على محمل الجد، فالمحدد الأساسي لقرارٍ كهذا هو طبيعة الخطوة الأمريكية اللاحقة، فالانسحاب يمكن أن يحدث قبل الوقت المعلن، لكنه لن يعني انتهاء المحاولة الأمريكية للتفجير، بل ربما يجري التخطيط له لتحقيق جرعة تحريض أكبر، لذلك ستكون لحظة سحب القوات ذروة ذلك التصعيد، ولحظة خطيرة لا يمكن تأريضها إلا عبر الاستعداد للمواجهة، وتسريع الضربات للقوات الأمريكية على الأرض.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1191
آخر تعديل على الأربعاء, 11 أيلول/سبتمبر 2024 22:42