افتتاحية قاسيون 1192: هل يمكن تطبيق 2254 دون الغرب؟ stars
ينبغي- قبل النظر إلى ما يجب فعله لإخراج سورية من أزمتها، ولاستعادة وحدتها ووحدة شعبها وسيادتها- النظر فيما يجري فعله حقاً على الأرض، وفي السياسة.
ينبغي- قبل النظر إلى ما يجب فعله لإخراج سورية من أزمتها، ولاستعادة وحدتها ووحدة شعبها وسيادتها- النظر فيما يجري فعله حقاً على الأرض، وفي السياسة.
تبرز منذ عدة أسابيع حركة احتجاجية في بعض المناطق في الشمال الغربي السوري، تحاول العمل ضد تسوية سورية- تركية، وقد عبرت عن نفسها جزئياً في الوقوف ضد إعادة افتتاح معبر «أبو الزندين»، إضافة إلى جملة من النشاطات والفعاليات الأخرى.
تشير التصريحات الرسمية السورية والتركية والروسية خلال الأسبوع الماضي، بما يخص التسوية السورية التركية، والتي جاءت على لسان الرئيس السوري ووزير الخارجية الروسي، ومسؤولين أتراك، إلى أن الخطوات المتدرجة في الوصول إلى التسوية، والتي امتدت لأكثر من عامين ابتداءً من قمة طهران لثلاثي أستانا في تموز 2022، قد قاربت الوصول إلى نقطة لاعودة، تتمثل بلقاء على مستوى الرؤساء، والذي لن يكون- بطبيعة الحال- ختام المسألة، ولكنه سيشكل أرضية التوافق التي سيليها التنفيذ العملي لخطوات ذلك التوافق.
بعد أن اتفق متشددو النظام والمعارضة طوال سنوات بعد 2011 على رفض الحوار، يتفقون الآن، ومنذ عدة سنوات، على الدعوة للحوار؛ ولكن السؤال الأهم هو:
تتكثف السياسة الأوروبية، التي يقال عنها: إنها جديدة حيال سورية، بجملة واضحة جاءت ضمن اللاورقة التي أرسلتها ثماني دول أوروبية منتصف الشهر الماضي لمسؤول الخارجية والأمن ضمن الاتحاد؛ تقول الجملة: «إن الحل السياسي المتوافق مع القرار 2254، يبدو بعيد المنال».
اكتملت عشرة أشهر ويزيد على العدوان «الإسرائيلي»/الأمريكي الإبادي المفتوح على غزة وفلسطين ككل. وبعد أن عمل الأمريكان بوقاحة وعلنية ضد أي حديث عن وقف إطلاق النار طوال الأشهر الخمسة الأولى، فإنهم واصلوا إصرارهم على استمرار المقتلة بعد ذلك، وإنْ بأساليب أكثر مواربة ونفاقاً، دفعتهم إليها عزلتهم الدولية، في هذه القضية على الخصوص.
تعيش منطقتنا بأسرها، ومعها العالم الأوسع، على تخوم تصعيدٍ كبيرٍ واحتمالات خطرة عديدة. الدافع المباشر لهذه الحالة هو السلوك الأمريكي/«الإسرائيلي» تجاه فلسطين بالدرجة الأولى، وتجاه ملفات المنطقة كافة بالدرجة الثانية. وخاصة مع الانتقال الواضح إلى انتهاج سياسات الإرهاب الممنهج المتمثلة بعمليات الاغتيال السياسي المتتابعة.
أثارت اللاورقة المتعلقة بسورية التي أطلقتها مجموعة دول أوروبية مؤخراً، وكذلك تعيين سفير إيطالي في سورية بعد انقطاع طويل، جملة من ردود الأفعال.
على السطح الخارجي، تبدو الأمور راكدةً في سورية بالمعنى السياسي؛ سواء كان الحديث عن الفرامل التي يجري استخدامها ضد سير التسوية السورية-التركية، أو عن انتخابات مجلس الشعب التي مرّت وكأنها لم تكن، أو عن استمرار الغرب شكلياً بسياساته نفسها، إلى غير ذلك من المؤشرات التي يتم الاستناد إليها للقول: إنّ لا شيء تغيّر ولا شيء سيتغير في أي وقت قريب.
تجري يوم غدٍ الإثنين، 15 تموز، انتخابات جديدة لمجلس الشعب السوري. وتحوز هذه الانتخابات، أسوةً بانتخابات عديدة جرت في سورية خلال الأزمة وحتى قبلها، بقدرٍ متواضع من الاهتمام الإعلامي، ناهيك عن الاهتمام الشعبي المنخفض تجاهها.