المحرر السياسي: احتمالات عودة داعش؟
تزداد المؤشرات الدالة على أن هنالك احتمالاً جدياً لعودة نشاط داعش مجدداً، وبشكل واسع النطاق. وبين المؤشرات الأساسية في هذا السياق، ما يلي:
1- المؤشرات الإعلامية السياسية التي بدأ التنظيم بإصدارها، بما فيها تلك التي تكفّر الإدارة الجديدة.
2- الطريقة التي يشتغل فيها الأمريكي على موضوع انسحاب قواته «الجزئي» و«التدريجي»، والتي تشبه سلوكه سابقاً في العراق، والذي أسس للظهور الأول والواسع لداعش في الموصل وغيرها.
3- عمليات تهريب وتجميع الأسلحة التي تم الكشف عن واحدة منها قبل أيام، لشحنة قيل إنها متجهة من دمشق إلى السويداء، والحقيقة أن وجهتها النهائية كانت على الأغلب هي داعش في البادية.
4- الضغط الذي يتلقاه «الإسرائيلي» باتجاه تقييد حرية عمله التخريبي في سورية، يدفعه نحو رفع الاستثمار في داعش وأشباهها، وسيلة أساسية للعمل خلال الفترة القريبة القادمة.
المخاطر التي يشكلها احتمال عودة نشاط داعش، هي مخاطر كبيرة وجدية ولا يمكن التعامل معها دون تحقيق أكبر وحدة ممكنة بين السوريين. وإذا كان لدى أي أحد ضمن السلطة أو خارجها، وهم أنه قادر على تجميع التيارات المختلفة ذات الخلفية الإسلامية في بوتقة واحدة، والاستئثار بالتحكم بمقاليد الأمور عبر هكذا تجميع، فإنه واهم وهماً مضراً بالبلاد وبالعباد؛ فعملية الفرز قادمة ولا مفر منها، والوسيلة الوحيدة للتعامل معها بما يحقن دماء الناس ويحفظ البلاد وأهلها وكرامات أهلها، ويقطع الطريق على «الإسرائيلي» ومخططات التقسيم والتفجير، هي الاستناد إلى الشعب السوري والاستقواء به، وبه كله لا بقسمٍ منه على قسم آخر؛ والمدخل لهذا الاستناد واضح ومعروف: مؤتمر وطني عام يكون حاضنة حوارٍ حقيقي بين السوريين، يناقشون ضمنه كل المشكلات العالقة منذ خمسة عقود، ويضعون الأساس لحكومة وحدة وطنية شاملة ووازنة وواسعة التمثيل، يجري في ظلها العمل من أجل الدستور الدائم ومن أجل انتخابات حرة ونزيهة تكون إحدى وسائل وأدوات الشعب السوري في تقرير مصيره بنفسه...
التصدي لهذه المهمات الكبرى، ليس ترفاً ديمقراطياً، بل ضرورة وجودية، وهي ضرورة محكومة بنافذة زمنية محدودة، والتأخر في تنفيذها يساوي عدم تنفيذها...
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 000