يسار صالح
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
كانت ظهيرة يوم صيفي حار، ركن الشاب «ألفارو» ذو التسعة عشر ربيعاً سيارته أمام مدرسته الثانوية في ولاية كارولاينا الشمالية الأمريكية، لم تمض بضع دقائق حتى سمع الجميع أصوات الأعيرة النارية، استل الصبي بندقيته وأمطر الجميع بوابل من الرصاص، سقط اثنان من التلاميذ على الفور، حاول البعض إخضاعه، لكن ما حدث قد حدث، طوقت الشرطة المكان واقتربت من الصبي الذي ما زال يلهث، وضع سلاحه على الأرض، واقترب من الشرطة مبتسماً مستسلماً، ذهل الرجال من برودة أعصابه، لكن المفاجأة الكبرى كانت قد حدثت قبل ساعات، لقد ترك الصبي والده مضرجاُ بالدماء في بيته، بعد أن أرداه بالبندقية ذاتها، ثم قاد سيارته إلى المدرسة!
يظن الرجل بحق أنه وجد الوصفة السحرية للغفران والخلاص، ولا ندري من أسرى له بهذه النصيحة: لا داعي لإضاعة الوقت بين دول المجاعات وولايات الموت البعيدة، لا داعي للابتسام أمام الكاميرات أمام فراش الموت لطفل صغير، لا داعي لاغتصاب مناصب أحد سفراء «النوايا الحسنة» أو استلام إحدى شهادات الدكتوراه «الفخرية»، يعلم الكثيرون أنك نصاب و قاتل، ستحتاج إلى الكثير من الجهد لتبييض صفحاتك السوداء بعد تقاعدك من مكتبك في البيت الأبيض، ربما قيل لك أن فن الرسم الحساس والراقي قد يسحر القلوب من حولك، لكن يبدو أنك أضفت إلى قائمة الاتهامات الخاصة بك تهمة جديدة، قد تحامقت ولطخت نفسك بالأصبغة بدلا من الدماء التي عهدناها عليك..
يصادف الأول من نيسان ذكرى رأس السنة السريانية – الآشورية ،عيد "أكيتو" ،أو كما يلفظ باللغة الآشورية "خا بنيسان" يمثل بداية للخير وقدوم فصل الربيع، ويعتمد على أسطورة قديمة مفادها "زواج عشتار إلهة الحب مع تموز إله الخصب"
ربما هي المرة الألف التي سمعت فيها هذه الرسالة، لكنها ستعاود المحاولة على الفور، استيقظت في هذا الصباح المشمس، وضعت نظارتها السميكة على عجل وانحنت لتلتقط الهاتف الموضوع بجانبها، لقد كانت ليلة مزعجة مليئة بالأحلام السوداء، «يا رب يكون بخير..» تمتمت هذه الكلمات وضغطت على الأزرار واحداً تلو الآخر تستذكر الرقم المطلوب، لكن تلك الرسالة المزعجة بقيت جواباً قاسياً لجميع محاولاتها، لقد رأت صبيها الوحيد في حلم مزعج أرق ليلتها، وعليها الآن أن تطمئن عليه بأي وسيلة، إنها تعلم بأنه قد لا يستطيع الإجابة، لكن قلبها لم يتوقف عن الاضطراب طوال الصباح، «يا رب يكون بخير..» عاودت التمتمة والاتصال.
عدسات الكاميرات في كل مكان، الأضواء الخاطفة تحول الليل إلى نهار، إنه الحدث الأعظم الذي ينتظره الملايين حول العالم، مئات الممثلين والفنيين والعاملين في مجال السينما قد اجتمعوا، إنها ليلة حفل توزيع جوائز الأوسكار السنوية في نسختها السادسة والثمانين، بعد أن دأب أكثر من 5000 خبير من أعضاء الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون على توزيع الجوائز المناسبة لمستحقيها من صناع الأفلام الكبار طوال تلك السنين
في جنوب المحيط الهادي، تقع جزيرة صغيرة تدعى: «فاناتو»، هي دولة قائمة بذاتها تتمتع بحكم مستقل ذاتي وتدير شؤونها بنفسها، ربما لم تسمع باسمها أبداً، وربما لم يسمع أحد عنها حتى العام 2006، فهو العام الذي تصدرت هذه الدولة فيه لائحة طويلة ضمت بقية دول العالم المائة والثماني والسبعين حينها
لا يعرف معظم الناس معاني تلك الكلمات الثلاث، وينطبق الحال على العديد من الناس حول العالم وفي أمريكا وأوروبا، وللعلم، كان استخدام هذه الكلمات «محرماً» في وقت من الأوقات، رغم أن معانيها واسعة الانتشار ودائمة التداول
غرز الإبرة ببطء في ساعده، أراح رأسه على الأريكة وهو يبتسم برضا وحبور، «إنها أفضل من المرة الماضية» همس لنفسه بصوت شبه مسموع، ثم ضحك بصخب تردد في أرجاء شقته الكبيرة الفارغة، بدأ يغيب عن الوعي رويداً رويداً وهو يستسلم لأوامر تلك الحقنة المزروعة في ذراعه، تسارعت ضربات قلبه مع مرور الوقت، لكنه أحس بوخزة مفاجئة في صدره، لم يقو على الحراك، انتفضت قدمه مرتعشة وقلبت الطاولة الصغيرة أمامه، فتح فمه يريد المزيد من الهواء قبل أن يختنق، لكن دون جدوى، هي ثوان فقط فصلت بين الحياة والموت، غادر هذه الحياة بابتسامة زرقاء على شفتيه وبحقنة تتدلى من يديه، إنه ليس الوحيد الذي ترك هذه الحياة الليلة محمولاً على أثير تلك «المادة البيضاء»، لكنه سيتصدر العناوين الأولى في الصباح: «رحل الفنان الكبير.. مات.. بجرعة زائدة».
فجأة، ستنتقل بنا المشاهد إلى أحد الأقبية المظلمة في النصف الآخر من العالم، هناك رجل تحت التعذيب الشديد هناك، ضرب مبرح وحرمان من النوم ورشق مستمر بالمياه حتى الغرق، لن تربكك ملامح الرجل الشرقية وستستطيع تمييز جنسيته على الفور،
كان ذلك منذ أكثر من ثلاثين سنة، اجتمعت وقتها مجموعة خاصة من رجال الشرطة وحفظ النظام وحتى رجال الإطفاء في مدينة فيلاديلفيا الأميركية، تحلقوا حول أحد عشر رجلاً وتسعة أطفال وبضع نسوة والجميع أسود البشرة، لم يكن المصطلح وقتها «أفريقيين – أميركيين» لقد كانوا وقتها مجرد «زنوج» أو كما يقولون هم «Negros»، هذه الكلمة التي تعتبر اليوم من الشتائم التي تستحي أي جهة إعلامية من النطق بها، رفعت الجموع من تلك القوات أسلحتها باتجاه تلك «المجموعة السوداء» وعبارات العنصرية المقيتة تقطر سموماً من شفاههم وأمام العدسات التي تلتقط كل حرف منها.