سعد خطار
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
لا يخفى على أحد الشرخ الآخذ بالتوسّع بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، بالتوازي مع تصاعد التطورات المرتبطة بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وهو ما يدفع عدداً متزايداً من الباحثين لإيلاء اهتمام لهذا النوع من التغيرات التي تتسارع في طبيعة العلاقة بين الجانبين.
ما إنْ بدأ يرتفع الصوت الأمريكي متوعّداً روسيا بأقسى العقوبات الاقتصادية على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حتى اتضح المستوى غير المسبوق من الضغط الأمريكي على الحلفاء الأوروبيين للالتزام بالعقوبات. وهو أمر طبيعي بالنظر إلى المحاولات الأمريكية المتواصلة لتدفيع الحلفاء فاتورة المواجهة مع الخصوم الاستراتيجيين لواشنطن، لكن الملفت في السلوك الأمريكي هو اتجاهه مؤخراً للضغط على بكين للالتزام بالعقوبات ضد موسكو.
لم يمض وقتٌ قليل منذ أن كشفت تطورات المفاوضات بين إيران والقوى الغربية حول إعادة إحياء الملف النووي الإيراني أن هوامش الاختلاف بين الجانبين قد تضيّقت، وأن التوصل إلى إعادة إحياء الاتفاق هو أمر ممكن وسهل نسبياً لو حسمت الأطراف رغبتها بذلك.
منذ إعلان الرئاسة الجزائرية نيتها استضافة وتنظيم «مؤتمر جامع» للفصائل الفلسطينية في الجزائر، كثرت التكهنات حول توقيت هذه المبادرة وأسبابها. وبرزت إلى الواجهة الإعلامية تنبؤات متسرعة حول نجاحها أو فشلها دون الوقوف بشكلٍ كاف عند تحليل تطورات المشهد الفلسطيني أولاً، ودوافع السلوك الجزائري تالياً.
على أرضية التسارع الجاري في الانسحاب الأمريكي من المنطقة، وتداعيات عملية الانسحاب الأمريكي بالشكل المخزي الذي رأيناه في أفغانستان، تتجه الأنظار نحو تطورات الملف النووي الإيراني، والتغيرات المرتقبة في خريطة العلاقات بين القوى الإقليمية في المنطقة، وبشكلٍ خاص العلاقات السعودية الإيرانية.
يكاد يستحيل الحديث عن مسألة العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة على سورية دون الانطلاق من مغالطة أساسية غالباً ما يجري العمل على حشرنا بها، وهي الثنائية المغلوطة التي تقول: إن كنتَ معارضاً للنظام بحق فعليك أن تؤيد العقوبات المفروضة «عليه»، أما إن جاهرت بموقفك الرافض لها، فهذا يعني أنك مؤيدٌ له. وبهذا الشكل، مطلوب منك أن تتعامى عن كل الأهداف بعيدة المدى التي يتوخاها المعاقِبون، وعن الأرباح الخيالية التي يجنيها «المعاقَبون» بالاستفادة من العقوبات ذاتها.
أكدت وزارة الدفاع الصينية مؤخراً: أن القوات المسلحة الروسية والصينية ستشارك في المناورات العسكرية الثنائية (زباد انتر أكشن 2021)، التي ستعقد في الصين في الفترة بين 9 و13 آب الجاري، حيث قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، وو تشيان: إن البلدين توصلا إلى اتفاقٍ حول المناورة، وأنها ستتم في قاعدة تدريب تابعة لجيش التحرير الشعبي في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي شمال غربي الصين.
لا تزال تتفاعل آثار الهجوم الأخير الذي تعرضت له الناقلة «إم تي ميرسر ستريت» المرتبطة بالكيان الصهيوني قبالة ساحل عُمان أواخر الشهر المنصرم، وهو الهجوم الذي تحمّل الولايات المتحدة وحلفاؤها مسؤوليته لإيران، بينما تنفي الأخيرة رسمياً أي علاقة لها به.
كون الرئيس الأمريكي، جو بايدن، واحداً من المهندسين الرئيسيين لسياسة الرئيس الأسبق، باراك أوباما، والمسمّاة «محور آسيا»، دفع الكثيرين لاعتبار أن هذه المسألة هي السبب الرئيسي في التركيز الأمريكي حالياً على المنطقة، متناسين الضرورات الإستراتيجية التي تحكم سياسة البلاد بغض النظر عن طبيعة الرئيس الجالس في البيت الأبيض.
لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تحافظ على قوتها ونفوذها المتدهورين في العالم ما لم تتمكن من إخضاع روسيا والصين، وهو ما لا تستطيع فعله نظراً للتحالف بين القوتين الدوليتين الكبيرتين.