سعد خطار
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
على أرضية التسارع الجاري في الانسحاب الأمريكي من المنطقة، وتداعيات عملية الانسحاب الأمريكي بالشكل المخزي الذي رأيناه في أفغانستان، تتجه الأنظار نحو تطورات الملف النووي الإيراني، والتغيرات المرتقبة في خريطة العلاقات بين القوى الإقليمية في المنطقة، وبشكلٍ خاص العلاقات السعودية الإيرانية.
يكاد يستحيل الحديث عن مسألة العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة على سورية دون الانطلاق من مغالطة أساسية غالباً ما يجري العمل على حشرنا بها، وهي الثنائية المغلوطة التي تقول: إن كنتَ معارضاً للنظام بحق فعليك أن تؤيد العقوبات المفروضة «عليه»، أما إن جاهرت بموقفك الرافض لها، فهذا يعني أنك مؤيدٌ له. وبهذا الشكل، مطلوب منك أن تتعامى عن كل الأهداف بعيدة المدى التي يتوخاها المعاقِبون، وعن الأرباح الخيالية التي يجنيها «المعاقَبون» بالاستفادة من العقوبات ذاتها.
أكدت وزارة الدفاع الصينية مؤخراً: أن القوات المسلحة الروسية والصينية ستشارك في المناورات العسكرية الثنائية (زباد انتر أكشن 2021)، التي ستعقد في الصين في الفترة بين 9 و13 آب الجاري، حيث قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، وو تشيان: إن البلدين توصلا إلى اتفاقٍ حول المناورة، وأنها ستتم في قاعدة تدريب تابعة لجيش التحرير الشعبي في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي شمال غربي الصين.
لا تزال تتفاعل آثار الهجوم الأخير الذي تعرضت له الناقلة «إم تي ميرسر ستريت» المرتبطة بالكيان الصهيوني قبالة ساحل عُمان أواخر الشهر المنصرم، وهو الهجوم الذي تحمّل الولايات المتحدة وحلفاؤها مسؤوليته لإيران، بينما تنفي الأخيرة رسمياً أي علاقة لها به.
كون الرئيس الأمريكي، جو بايدن، واحداً من المهندسين الرئيسيين لسياسة الرئيس الأسبق، باراك أوباما، والمسمّاة «محور آسيا»، دفع الكثيرين لاعتبار أن هذه المسألة هي السبب الرئيسي في التركيز الأمريكي حالياً على المنطقة، متناسين الضرورات الإستراتيجية التي تحكم سياسة البلاد بغض النظر عن طبيعة الرئيس الجالس في البيت الأبيض.
لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تحافظ على قوتها ونفوذها المتدهورين في العالم ما لم تتمكن من إخضاع روسيا والصين، وهو ما لا تستطيع فعله نظراً للتحالف بين القوتين الدوليتين الكبيرتين.
منذ تصاعد الحركة الاحتجاجية في سورية في عام 2011، تباينت طرق تعاطي الأطراف المختلفة مع هذه الحركة. بين من خوّنها منذ اليوم الأول وحاول قمعها بشتى الوسائل، وبين من لم ير فيها سوى رافعة يعتليها للإطاحة بالسلطة والحلول محلها في عمليةٍ تسمح بالحفاظ على منظومة النهب وتغيير هوية الناهب. وفي مواجهة هذا وذاك، هنالك منْ نظر للحركة الشعبية بوصفها تعبيراً عن ضرورة موضوعية وعن قانون يحكم تطور المجتمعات.
تواصل الولايات المتحدة ضغطها المستمر والمتزايد على الصين، في وقتٍ تعزم فيه هذه الأخيرة التي لا تزال تتجاوز الولايات المتحدة اقتصادياً وعسكرياً وتكنولوجياً على إعادة دمج تايوان كجزء من سياسة «صين واحدة»، ولهذا، تمثلت آخر خطوات التصعيد الأمريكي بالتشريع الذي تم تقديمه مؤخراً في محاولة لتعزيز النفوذ الأمريكي على أراضي الجزيرة.
سحبت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ولا تزال تسحب قواتها وأنظمة الدفاع الصاروخي وأسراب الطائرات المقاتلة من منطقة شرق المتوسط خلال الأشهر القليلة الماضية، وذلك للتركيز بشكل أكبر على منطقة جنوب شرق آسيا بهدف التعامل مع ما يسميه البنتاغون «العدو الأول» للولايات المتحدة الأمريكية، أي الصين.
في قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة التي عقدت في بروكسل، رفضت الكتلة- بأغلبية ساحقة- الاقتراح الألماني الفرنسي المشترك لتطبيع العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا. وبدلاً من إيلاء الاهتمام للرسالة الفرنسية الألمانية المتمثلة في إعادة تعريف العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا بوصفها «وسيلة لزيادة التحكم الإستراتيجي للكتلة على الساحة الدولية والحد من اعتمادها على الولايات المتحدة لتحقيق أهداف السياسة الخارجية الحاسمة»، قررت الكتلة تحت ضغط بعض دولها تضييع فرصة خلق مساحة أوروبية متميزة للعلاقات مع روسيا.