من المستفيد من تسوية علاقات سورية مع تركيا ومع الدول العربية؟
يتفق للمرة الألف، وربما أكثر، إعلام المتشددين السوريين على طرفي المتراس في تقييم معنى ما يجري من اتجاهٍ لتسوية علاقات سورية مع كل من تركيا والدول العربية.
يتفق للمرة الألف، وربما أكثر، إعلام المتشددين السوريين على طرفي المتراس في تقييم معنى ما يجري من اتجاهٍ لتسوية علاقات سورية مع كل من تركيا والدول العربية.
لعبت الإمارات خلال السنوات العشر الماضية- أي بالتزامن مع حالات الصراع الكبرى والحراكات الشعبية والفوضى التي سادت كامل العالم العربي والمنطقة المحيطة به- لعبت أدواراً أكبر بكثير من وزنها الفعلي، سواء الاقتصادي أو السكاني أو الجغرافي.
أكثر الآراء طرافة بما يتعلق بالتحركات العربية اتجاه سورية مؤخراً، وخاصة التحركات السعودية، هو ذاك القائل بأنّها لم تكن لتحدث لولا وجود «ضوء أخضر أمريكي»!
نشرت صحيفة «النهار العربي» يوم 6 نيسان الجاري، مقالة بعنوان: «الإمارات وسوريا... علاقة قد تعيد رسم مستقبل المنطقة». جاءت المقالة بتوقيع حسن إسميك، والذي تبين بالبحث أنه ليس صحفياً، بل مليارديراً أردنياً مقيماً في الإمارات، بدأ بالكتابة (أو بالتوقيع على مقالات مكتوبة) فقط بعد «اتفاقات أبراهام»، فيما كان يعمل قبل ذلك في الخفاء، وأنّ المقالات التي يوقع عليها تصب مصباً واحداً هو: الترويج والدفاع الوقح عن التطبيع مع الكيان.
يمكن القول: إنه منذ قمة طهران لثلاثي أستانا، في تموز من العام الماضي، بدأت عملية تسخينٍ مستمرة في التصاعد حتى اللحظة، سياسياً وعسكرياً ودبلوماسياً وإعلامياً وإلخ.. بهدف رفع الضغط على الأمريكان إلى أقصى حدٍ ممكن، بهدف طردهم من سورية.
شهدت المنطقة تطورات كبيرة خلال الأشهر الماضية، ومن ضمنها تطورات في الملف السوري، وأبرزها: خطوات ملموسة ومتسارعة باتجاه تقارب سوري- تركي في إطار مسار أستانا، فيما يصب في وضع الأسس التي تؤدي إلى خلق الظروف الملائمة للمضي قدماً باتجاه الخروج من الأزمة السورية، من خلال حل سياسي شامل، عبر التطبيق الكامل للقرار 2254. وكما وضحت قاسيون في العديد من المقالات، فإن هذا يشكّل مصدر قلق كبير لعدة لاعبين محليين وإقليميين ودوليين، وبالتحديد المتشددين من الأطراف السورية، و«إسرائيل»، والغرب بقيادة أمريكا. الأمر الذي يدفعهم إلى تفعيل أدواتهم التخريبية في محاولات يائسة لإيقاف القطار، وحرفه عن مساره، أو تدميره بشكل كامل. مع الوقت ومع تطور الأمور بالاتجاهات التي شهدتها المنطقة والعالم، وبشكل متسارع خلال العام الماضي، باتت الأدوات المتاحة لهذه الأطراف أقل من حيث الفعالية والكميّة.
لا شك بأن حديث الساعة بما يتعلق بالأزمة السورية تحديداً، وبمعنى أعمق التغييرات على المستوى الدولي، هو اللقاء الرباعي المرتقب المزمع عقده في موسكو الأسبوع المقبل بين كل من سورية وروسيا وتركيا وإيران، الذي تحدث عنه وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، والذي لا يمكن رؤية زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لكل من تركيا وسورية إلا بأن أحد أهدافها العمل التحضيري للقاء، الذي يمكن اعتباره تطويراً مهماً لصيغة أستانا.
عبر سنوات عديدة خلال الأزمة السورية، وحتى قبلها بقليل، جرى تصوير سورية بوصفها ساحة صراع وتنافس بين السعودية وإيران. وقد وصل التخريب الثقافي والإعلامي والسياسي الغربي حدّ محاولة تصوير الساحة السورية بوصفها أساساً لتقارب بين «العرب» و«إسرائيل» للوقوف ضد إيران! الآن تهاوت هذه الرواية وهذه المحاولات مرة وإلى الأبد.
زار مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة يوم السبت الماضي الشمال الشرقي السوري في زيارة قصيرة مرّ خلالها على جنوده هناك، ومن غير الواضح بعد إنْ كان قد أجرى لقاءات أخرى خلال وجوده، كما أنّه ليس من الواضح بعد ما هي أهداف هذه الزيارة التي لم يتم الإعلان عنها سابقاً.
قدم عضو مجلس النواب الأمريكي، «مات غيتز»، في 21 شباط الماضي مشروع قرار في مجلس النواب بموجب قانون صلاحيات الحرب الأمريكي لعام 1973. ينص مشروع القرار المقتضب على أن «الكونغرس يوجه الرئيس لسحب القوات المسلحة الأمريكية من سورية في موعد أقصاه 15 يوماً من تاريخ اعتماد هذا القرار». وقدم غيتز لاحقاً في 1 آذار الجاري نسخة معدلة من مشروع القرار، والتي تم فيها تعديل المدة من 15 يوماً إلى 180 يوماً. ما زال مقترح القرار في مراحله الأولى، حيث تم تقديمه في مجلس النواب، وأحيل إلى لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، ولم يتم بعد التصويت عليه.