دور «إسرائيل» التخريبي في تصاعد...
تثبت «إسرائيل» بشكلٍ يومي أنها العدو الأول لسورية وللشعب السوري كله، بكل أطيافه وتركيباته وتنويعاته.
الدور التخريبي للكيان لا ينحصر بالاعتداءات العسكرية على مختلف مناطق البلاد، ولا بالتغول على الأرض السورية في الجنوب السوري وفي جبل الشيخ، بل ويمتد أبعد من ذلك عبر أدوار استخبارية واضحة لكل ذي بصر، أدوارٍ في إشعال الفتن الداخلية وباستخدام الأذرع الإعلامية الطويلة ضمن الإعلام التقليدي وغير التقليدي.
وتساهم بشكلٍ فاعل في محاولة لي ذراع سورية والسوريين من البوابة الاقتصادية والمعيشية، وباستخدام العقوبات الأمريكية خاصة، وعبر فتح أبواب مشبوهة بما يتعلق بالطاقة، وخاصة ضمن عملية الاحتيال الكبرى المسماة «خط الغاز العربي» التي سبق لنظام الأسد أن انزلق نحو التورط بها، وتجري اليوم محاولة جديدة لتكرار الأمر.
إن «إسرائيل» في كل أعمالها التخريبية، لا تستند إلى «قوتها»، فهي وأصحاب مشروعها في المركز الغربي، في حالة تراجع وانكفاء تاريخية، تثبتها الأرقام الاقتصادية، لكل من يتعب رأسه في قراءة الواقع كما هو فعلاً، ولا يستسلم للبلادة والكسل العقلي وتكرار ما تقوله وسائل الإعلام التي يتحكم بها الغرب.
تستند «إسرائيل» في تخريبها إلى ضعفنا، وإلى الثغرات الكبرى لدينا، وإلى التخبط الهائل في إدارة شؤون الدولة، وإلى الممارسات التي يقوم بها تجار الحرب والفاسدون الكبار والمجرمون، وإلى الاستفزازات التي يقوم بها أصحاب العقليات الثأرية، وأصحاب التفكير الأحادي المتطرف.
تستند إلى التلكؤ غير المبرر في تحقيق المشاركة السياسية الحقيقية التي تخلق طمأنينة حقيقية لدى كل السوريين، عبر مؤتمر وطني عام وعبر حكومة وحدة وطنية وازنة وواسعة التمثيل، وعبر حوار سوري- سوري حقيقي لا شكلي.
تستند إلى تأخر تطبيق ملف العدالة الانتقالية بشكله الشفاف والواضح، وعبر القضاء، وكدولة ترعى كل أبنائها، وليس كجماعات تريد تسيير البلاد بمنطق الغلبة الذي يمكن أن يؤدي إلى خسارة كل السوريين، بكل تنويعاتهم، لمصلحة الخارج الذي يريد تقسيم البلاد وإنهاء وجودها.
عدونا في الداخل والخارج ليس قوياً كما يحاول أن يظهر، ونحن لسنا بالضعف الذي نعتقد أننا عليه، ولكننا بحاجة إلى توحيد قوانا وتجميعها كسوريين أولاً وثانياً وثالثاً، وهذا لن يتم دون تسييد منطق الدولة، ودون مشاركة حقيقية لكل السوريين في بناء البلاد وحمايتها.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- الإصدار الخاص 19-آذار-2025