الافتتاحية: لا لإراقة الدماء.. نعم للوحدة الوطنية
الحقيقة التي يسلّم بها الجميع في سورية الآن، أن دماء مواطنين شرفاء قد أريقت في درعا، دماء طاهرة كان يمكن بقليل من الحكمة والمسؤولية وبعد النظر ألا تراق.. أما ما عدا ذلك فثمة اختلاف على كل شيء..
الحقيقة التي يسلّم بها الجميع في سورية الآن، أن دماء مواطنين شرفاء قد أريقت في درعا، دماء طاهرة كان يمكن بقليل من الحكمة والمسؤولية وبعد النظر ألا تراق.. أما ما عدا ذلك فثمة اختلاف على كل شيء..
تلقت رئاسة مجلس اللجنة الوطنية باستياء وقلق شديدين أخبار المواجهات التي جرت في درعا يوم الجمعة 18/3/2011.
عقدت لجنة المحافظة للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين في محافظة درعا اجتماعاً استثنائياً بتاريخ 20/3/2011 بسبب المستجدات والأحداث التي حصلت وتحصل الآن في محافظة درعا.
... آخ ويا حيف/ زخ رصاص على الناس العزّل يا حيف/ وأطفال بعمر الورد تعتقلن كيف..».. بهذه الكلمات صدح صوت سميح شقير ليبيض وجه المثقف السوري وينقذه من التمرّغ بالوحل لأبد الآبدين..
قد تحمل الشمعة معاني لا يستطيع اللسان التلفظ بها..
التقت الجزيرة يوم 29-3-2011 المفكر العربي د. عزمي بشارة الذي أفرد أثناء اللقاء جزءاً مطولاً من حديثه لمقاربة الوضع في سورية ومآلاته وتداعياته، وقد ارتأت «قاسيون» نشر مقاطع مطولة من هذا اللقاء نظراً لأهميتها.
«ناشطون سوريون» في الحميدية، إلى أهالي معتقلين سياسيين أمام وزارة الداخلية، إلى احتجاجات في يوم جمعة سوري بامتياز، كانت شرارته وتداعياته الأبرز في حاضرة سهل حوران، لانطلاقها من المطالبة بالإفراج عن أطفال اعتقلوا لكتابتهم شعارات على جدران مدارسهم، ثم إلى سقوط شهداء، وروايات متناقضة وتحليلات متضاربة، وسريعاً جداً إلى شفير فتنة كادت تخلط الأوراق الوطنية السورية، وسريعاً جداً أيضاً إلى تظاهرات مليونية احتفالية، قبل أن يجف دم شهداء درعا، الذين يفترض أنهم شهداء الوطن، كل الوطن.
لو عاد «بحيرة» إلى مدينته القديمة اليوم لبكى حتى تقرحت عيناه حزنا عليها، «بحيرة» ليس المعلم الوحيد في بصرى الشام، فإذا ما مر القارئ في ذاكرته أيام الدراسة لوجد مدرج بصرى الأثري والأعمدة والتيجان التي تعود بالزمن إلى العصر الروماني وربما أقدم.
«حديقة كافتيريا معرض الزهور» حكاية مميزة بحدة ذاتها فهذه الحديقة وجهت السائح إن رغب بالنوم أو الراحة في بصرى الشام أكثر مناطق الجذب السياحي في جنوب سورية وبخاصة درعا. تمتلك الحديقة اليوم مقومات متواضعة جداً إن لم نقل مثيرة للتقزز وبخاصة الحمامات وقذارتها المبالغ فيها.
إن الأخبار المتواردة من محافظات سورية عديدة، وبالأخص من محافظة درعا، ترفع من مستوى القلق على مصير البلاد ومستقبلها.
فالرصاص الحي الذي أسقط شهداء جدداً في محافظة درعا اليوم، هو رصاص موجّه بالدرجة الأولى ضد استقرار البلاد ووحدتها الوطنية، بغض النظر عمن أطلقه، وعمن أصدر الأوامر بإطلاقه..