بلدة مديرا صغيرة ومنسية
بلدة مديرا، القريبة من حرستا والتابعة لمنطقة دوما، لا تختلف عن غيرها من بلدات الغوطة الشرقية، الصغيرة أو الكبيرة، من حيث أوجه المعاناة العديدة والمتشابكة، إلا بكونها منسية ومهملة أكثر.
بلدة مديرا، القريبة من حرستا والتابعة لمنطقة دوما، لا تختلف عن غيرها من بلدات الغوطة الشرقية، الصغيرة أو الكبيرة، من حيث أوجه المعاناة العديدة والمتشابكة، إلا بكونها منسية ومهملة أكثر.
بشرى غير سارة للمواطنين، زفها عضو المكتب التنفيذي للنقل في محافظة ريف دمشق، مضمونها وجود «اقتراح بتعديل تعرفة بعض خطوط السرافيس»، وذلك حسب ما نقل عن لسانه عبر إحدى الصحف المحلية نهاية الشهر الماضي،
مالبث أن نفاها بعد يومين.
ما تزال معاناة أهالي الرقة على المستويات كافة، الاقتصادية والمعيشية والخدمية والصحية والإنسانية، وفقدان غالبية مقومات الحياة وغيرها، على حالها.
وصلت لقاسيون شكوى حول وسائط النقل العاملة على خط (زاهرة- دف الشوك- الفحامة) مضمونها الاستغلال الجائر من قبل سائقي هذه الوسائط للمواطنين، وانعدام الرقابة على هذا الخط.
تستغرق الرحلة الطويلة من دمشق إلى القامشلي، وبالعكس، ساعات عديدة مليئة بالصعوبات والمتناقضات، وهي كفيلة بالنسبة للمواطن لأن يطرح السؤال التالي: متى ستصبح سورية قادرة على تجاوز أزمتها إلى غير رجعة؟
مع افتتاح المدارس عادت للواجهة أزمات الازدحام على وسائط النقل في دمشق وريفها، وخاصة خلال ساعات الذروة صباحاً ومساءً، وما يزيد من شدة الازدحام هو تعاقد بعض وسائط النقل (السرافيس) مع المدارس من أجل نقل الطلاب، بالإضافة إلى عدم تقيد بعض السائقين بالوصول حتى نهاية الخطوط المحددة لكل منها، وخاصة خطوط النقل الطويلة.
مما لا شك فيه أن قطاع النقل والشحن بين المحافظات السورية تضرر كما غيره من القطاعات خلال السنوات الماضية بنتيجة الحرب والأزمة، كما كانت تداعيات الحرب والأزمة سبباً وذريعة للتفلت من الأسعار والبعد عن أعين الرقابة، والنتيجة: أن حاجة المواطن لهذا القطاع، على مستوى النقل والشحن، وضعته موضع الاستغلال والمزيد منه.
فور دخولي حرم كراج البولمان، وإذ بأحد الأشخاص الذين يعملون لصالح إحدى الشركات كسمسار، يهرْول صوبي بِخِفَّة منادياً بصوتٍ جَهْوري: «عالشّام، عالشّام أستاذ؟ الباص سينطلق بعد عشر دقائق. تفضّل، ها هو مكتب شركتنا.»
تعتبر محافظة طرطوس من أكثر المحافظات السورية ازدحاماً بالسكان، وأكثر محافظة تتشابك فيها المدينة مع الريف، ولهذا تعتبر محافظة ريفية بامتياز.
ما يقارب ستة أشهر مرت على فك الحصار عن أحياء دير الزور ودحر داعش منها ومن ريفها الجنوبي (الشامية) الممتد من مدينة معدان على أطراف الرقة، إلى مدينة البوكمال على الحدود العراقية، وما زال أهالي دير الزور، في حيص بيص.!