ع هدير البوسطة
عادل إبراهيم عادل إبراهيم

ع هدير البوسطة

مع افتتاح المدارس عادت للواجهة أزمات الازدحام على وسائط النقل في دمشق وريفها، وخاصة خلال ساعات الذروة صباحاً ومساءً، وما يزيد من شدة الازدحام هو تعاقد بعض وسائط النقل (السرافيس) مع المدارس من أجل نقل الطلاب، بالإضافة إلى عدم تقيد بعض السائقين بالوصول حتى نهاية الخطوط المحددة لكل منها، وخاصة خطوط النقل الطويلة.

وبرغم كل الوعود الرسمية عن رفد خطوط النقل في المدينة والريف بوسائط نقل جديدة من أجل حل جزء من مشكلة النقل في العاصمة وضواحيها، إلّا أن ذلك لم يتم حتى الآن، فالحديث عن الباصات التي تم التعاقد من أجل توريدها جرى تكراره كثيراً، وآخر مرة كان مطلع شهر أيلول الحالي، حيث أعلن عن توقيع عقد لاستيراد 200 باص نقل داخلي جديد من الصين، على أن توضع في العمل خلال شهرين، وذلك من أصل 1000 باص ستصل تباعاً حتى نهاية العام الحالي.

ازدحام واستغلال
مشكلة النقل والازدحام الجاري على وسائط النقل ليست جديدة، بل هي مشكلة مزمنة يزداد تأثيرها السلبي على المواطنين بداية كل عام دراسي مع بدء الموسم المدرسي، وذلك بسبب خروج بعض وسائط النقل (السرافيس) عن العمل خلال ساعات الصباح والظهيرة، توازياً مع مواعيد الدوام المدرسي لتعاقدها على نقل بعض الطلاب من وإلى المدارس، ولا عجب بعد ذلك من أن تطغى مشاهد الركض خلف وسائط النقل وخاصة في مراكز انطلاقها مع التزاحم والتدافع بين المواطنين من أجل الحصول على مكان في هذه الوسائط، كما لا تخلو المواقف على طول الخطوط من هذا الازدحام أيضاً، والنتيجة هي: أن بعض الطلاب والموظفين والعاملين يتأخرون عن دوامهم الصباحي بسبب قلة وسائط النقل، بالإضافة إلى تأخرهم في الوصول إلى منازلهم مساءً للسبب نفسه.
ما يزيد الطين بلة هو: أن بعض السائقين لا يلتزمون باستكمال خطوط النقل المحددة وصولاً لآخر موقف محدد لهذه الخطوط، وخاصة الطويلة منها، (مهاجرين صناعة- الدوار الشمالي- مزة جبل 86- الشيخ خالد- ميدان نهر عيشة- مساكن الحرس- ..)، وذلك التفافاً على المواطنين واستغلالاً لهم بذرائع مختلفة كل مرة، الأمر الذي يؤدي لتراكب هذه الحال مع مشكلة الازدحام المزمنة.
هذه المشكلة وبرغم مرور أعوام طويلة عليها، وبرغم كثرة الوعود الرسمية من أجل معالجتها، إلّا أنها حتى الآن لم تحل بالشكل المناسب، لا من حيث زيادة أعداد وسائط النقل بالشكل الكافي، ولا من حيث فرض الالتزام على السائقين، وكل ذلك يدفع ضريبته المواطنون على حساب وقتهم وجهدهم وتعبهم، كما على حساب معيشتهم أيضاً، حيث يضطرون للاستعانة بالتكاسي في الكثير من الأحيان تعويضاً عن نقص أعداد وسائط النقل.

شركة النقل الداخلي هي الحل
دمشق وضواحيها ليست حالة استثنائية على مستوى مشكلة النقل والازدحام وقلة وسائط النقل، فجميع المحافظات تعاني من نفس المشكلة، سواء على مستوى النقل داخلها وبين أحيائها، أو على مستوى النقل بينها وبين ضواحيها، ومع ذلك ما زالت الوعود المسجلة رسمياً بعيدة عن التنفيذ، والحلول المساقة كمقترحات لحل هذه المشكلة عن طريق السرافيس، أو شركات القطاع الخاص كانت قاصرة عن ذلك أيضاً طيلة السنوات الماضية، برغم كل الترويج والدعايات لهذه الشركات، وبرغم كل ما تجنيه من أرباح على حساب المواطنين ومن جيوبهم، الأمر الذي يؤكد أهمية استعادة شركة النقل الداخلي لدورها ومهامها، عبر زيادة أعداد الباصات العاملة التابعة لها، مع ضرورة تشغيلها على خطوط النقل الممكنة كافةً، داخل المدن، وبينها وبين ضواحيها وأريافها، وبحيث تكون وسائط النقل الخاصة (سرافيس أو باصات) عاملاً مساعداً لحل مشكلة النقل على بعض الخطوط، وتحت أعين الرقابة والمتابعة والمحاسبة، منعاً من الاستغلال والالتفاف على المواطنين وحقوقهم.

فهل من الممكن تحقيق ذلك، أم أن المواطن سيبقى قيد الحلم على مستوى حلّ هذه المشكلة المزمنة؟

فلاش:
مشكلة النقل والازدحام الجاري على وسائط النقل ليست جديدة بل هي مشكلة مزمنة يزداد تأثيرها السلبي على المواطنين بداية كل عام دراسي

آخر تعديل على الإثنين, 17 أيلول/سبتمبر 2018 12:57