شعراء الجزيرة السورية يتحدثون: كأن قدرهم أن يكتبوا ويشاكسوا الدورة الحبرية في رئاتهم
كأن قدر هؤلاء رسم خريطة الوجع، نقاطاً متناثرة من المعنى تلك المساحة المعنية بهم (الشمال الشرقي) بأبهته، ثمة ما يكثف المتناثر، والمنهوب، والمستلب، في عميم التوتر، خالقاً قلقاً فريداً، وسؤالاً كأنه الأخير في رفد المشهد بشخوص آخرين بينما المكان هو المكان، الملاذ الآمن لحزن أكبر، ولوطن كلما صغر اتسعت حدقة عينه لتسع المشهد، المترامي، البعيد، الأنين والرنين الذي تتركه الحكايات، حكايات العشق، والموت، والسفر والحنين/ المدخل الذي يعيد بعض ذواتنا المتهالكة إلى صوابها ـ بعض شعراء المكان (الجزيرة) ونقول بعض، لأنه كثر وجميلون أكثر مما ينبغي، يكفيهم أن يتحدثوا بصدق، حتى يأتي الكلام، قصيدةً بحساسية موغلة في الأثر والشيء الغائب: