ربّما! رشا عمران
تجالس وحدتها على منصات ملأى بالآخرين، ولا أحد، هكذا تتخيل نفسها وإلا لم تغني؟ ولم تدندن ألحانها كشخص وحيد في غرفة؟ السبب الأكيد حمّى الشعر، وهذه أكثر ما تتجلى في الشاعرات، فهن الأقدر على أخذه للبعيد.. البعيد، حتى يتهيأ للواحد أنّ أورفيوس أنثى الآن.
هذا ما يوحيه جلوس رشا عمران الطويل في المقهى، حيث تزاول كسلها بمنتهى الاجتهاد والإخلاص. زبونة مياومة يخالها المرء عاطلة عن العمل، وتكون المفاجأة من عيار ثقيل حين لا يذكر أمامها كتاب إلا وتكون قرأته ولا فيلم، أو عرض مسرحي، إلا وتكون شاهدته.. معها يصبح الكسل شرطاً شعرياً!!
تشرف رشا، منذ إحدى عشرة سنة، على مهرجان «السنديان» الشعري، في قريتها الطرطوسية «الملاجة»، حيث يتحول ذلك المكان الوادع النائي فضاء ضاجاً بشعراءٍ من كل مكان، وبعد انتهاء الموسم السنوي تعود إلى مزاولة هواية الانتظار.
رشا.. لم تستطع النزوع نحو كينونتها إلا بعد رحيل والدها الشاعر محمد عمران، فهو الذي أسس «السنديان» ورحل بعد دورته الأولى بشهرين. أكملت فكرة المهرجان وطورتها ليصبح ملتقى سوريّاً للشعر والشعراء، وخلال هذا الوقت لاحقتها اتهامات من الأصناف كلها، أقلها أنها تعمل على تسويق نفسها، مع أنها لم تعتل ذلك المنبر، ولو مرة، كما لم تدع لأي فعالية أو مهرجان إلا هذه السنة فقط.
بسبب هذا وذاك وذلك يشم القارئ في قصائدها روائح الإخفاق، وللأسباب ذاتها، هي منشدة الحب الناقص.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.