د.أسامة دليقان

د.أسامة دليقان

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

هل ستنتهي احتياطيات الوقود الأحفوري بعد 50 سنة؟

قال شيويه تشيكون الأسبوع الماضي، وهو عالم فيزياء الكوانتوم الصيني الكبير، ورئيس الجامعة الجنوبية للعلوم والتكنولوجيا وعضو الأكاديمية الصينية للعلوم: إنّ «الإحصائيات تظهر أنّ كمية الطاقة الأحفورية على الأرض وفقاً لمستوى التطور الحالي يمكن توقع استنفادها خلال 50 عاماً». واعتبرت كثير من وسائل الإعلام تصريحه هذا «صدمة»، وهذا متوقّع لأنه بالطبع لا يروق لعمالقة رأس المال والشركات المستثمرة في النفط والغاز. جاء تصريح تشيكون في 20 آذار الجاري، وذلك أمام «منتدى التنمية الصيني 2021» الذي استضافه مركز أبحاث التنمية التابع لمجلس الدولة الصيني، أثناء مشاركة هذا العالِم لوجهات نظره حول الاستخدام الفعال للطاقة الشمسية، وإعادة التدوير المستدام.

احتجاجات «الأزمة الوبائية» كشكلٍ خاصّ من الاحتجاج العامّ المتصاعد ضد الرأسمالية

تركّز رواية الطبقات الحاكمة حول الاحتجاجات المرتبطة بالوباء عالمياً، وخاصة في أوروبا وأميركا، على تقديم صورة للمحتجّين على أنهم بشكل رئيسي من المتطرّفين ومثيري الشغب والعنف، وأصحاب «نظريات المؤامرة» الرافضين لاعتبار الفيروس تهديداً حقيقياً، أو رافضي الكمامات واللقاحات وإجراءات الوقاية...إلخ. لكن نتائج تقارير ودراسات موثّقة ظهرت مؤخراً تكشف سطحية وتضليل هذه الصورة السائدة. وبنظرة أوسع ترى الأمور في حركتها، لا ينبغي تجريد الاحتجاجات الخاصة بالأزمة الحالية المركَّبة (الاقتصادية-الاجتماعية-السياسية-الوبائية) عن السياق التاريخي والميل العام المتصاعد لاحتجاجات الشعوب ضد حكم الرأسمالية، والذي وثقته بالفعل إحدى الدراسات (المنشورة في نيسان 2020) والتي قالت بأنّ وتيرة نمو الاحتجاج الشعبي العالَمي قد تضاعفت 3 مرات تقريباً (أو بمعدّل +11.5 % كوسطي سنوي) بين 2009 و2019 (أي حتى قبل الوباء).

لماذا يشتكي الغرب، الأغنى والأكثر احتكاراً، من أزمة تطعيم؟!

في الخامس من شباط الماضي، نشرت منظمة أوكسفام مقالاً على موقعها الرسمي نقلت فيه تحذيراً أطلقه «تحالف اللقاح الشعبي» People’s Vaccine Alliance (الذي يضم عدداً كبيراً من المنظمات إلى جانب أوكسفام)، يقول فيه إنه «في مواجهة نقص اللقاحات في جميع أنحاء العالم والتحركات المتصاعدة من جانب الاتحاد الأوروبي لتقييد صادرات اللقاحات، يحثُّ تحالفُ اللقاحات الشعبي الحكوماتِ وصانعي الأدوية على زيادة الإنتاج، ويجب عليهم إزالة الحواجز المُصطنعة التي تحَول دون معالجة أزمة الإمداد العالمية، بما في ذلك تعليق حقوق الملكية الفكرية، وأن يقوموا بمشاركة التكنولوجيا وإنهاء السيطرة الاحتكارية، حتى يتمكن الجميع في كل مكان من الوصول إلى اللقاح بأسرع وقت ممكن». وقالت آنا ماريوت، مديرة السياسة الصحية في أوكسفام: «العالم في سباق للوصول إلى مناعة القطيع للسيطرة على هذا المرض، وإنقاذ ملايين الأرواح والاقتصاد... ومع ذلك، فإن السعي وراء الأرباح والاحتكارات يعني أننا نخسر هذا السباق».

الصحة العالمية توصي بعدم استعمال هيدروكسي كلوروكين «للوقاية» من الإصابة بكوفيد

أصدرت منظمة الصحة العالمية توصيةً بعدم فائدة دواء هيدروكسي كلوروكين للوقاية من مرض كوفيد19، دون توضيح حول إذا ما كان هذا العقار مفيداً أم لا لحالات معيَّنة من الذين قد أصيبوا بالفعل. وجاءت التوصية الجديدة ضمن «الدليل الإرشادي الحي لمنظمة الصحة العالمية بشأن أدوية الوقاية من كوفيد-19» الذي نشرته أمس الثلاثاء، 2 آذار 2021 المجلة الطبية البريطانية BMJ.

استمرار انكماش الوباء في بريطانيا رغم «السلالات المتحوِّرة»

نقلت صحيفة الغارديان البريطانية أول أمس الجمعة تطورات جديدة توحي بميل القرار الحكومي البريطاني نحو تخفيف إجراءات الإغلاق بعد تواصل انخفاض عدة مؤشرات وبائية منذ الشهر الماضي، وقالت بأنّ «الآمال تتعزز في أن يتمكن قادة المملكة المتحدة من البدء في تخفيف قيود الإغلاق في غضون أسابيع حيث تشير التقديرات الرسمية إلى أن عدد حالات كوفيد الجديدة يتقلص بنسبة 2% إلى 5% يومياً».

انتصار «سبوتنيك V» يكشف عمق الأزمة العلمية الحضارية والأخلاقية للقُـطب الآفِـل

منذ اليوم الأول للإعلان عن تسجيله للاستعمال الطارئ في روسيا، في 11 آب 2020، تعرَّض لقاح سبوتنيك V المضاد لكوفيد-19 وعلى الفور لحملة هجوم شرسة منسَّقة من المايسترو الأمريكي الغربي و«ببَّغاواته» في العالم الثالث والعالَم العربي، والتي سادها تطرّفٌ استثنائي في التشويه المتنكِّر بعباءة «العِلم»، والحقد والتسييس والعنصرية بشكل يذكرنا بالهجمة المماثلة لتحميل الصين المسؤولية عن «اختلاق» الفيروس أو «نشره المتعمّد»، والتي فشلت أيضاً، باعتراف منظمة الصحة العالمية مؤخّراً. واليوم يكاد الموقف ينقلب رأساً على عقب تجاه اللقاح الروسي، بعد أن أثبت أنه واحد من الثلاثة الأعلى فعالية في العالَم، فضلاً عن أمانه وسعره المنافِس وسهولة تخزينه والاعتراف الواسع به، حيث نال تراخيص الاستعمال الطارئ من 26 بلداً حتى اليوم، إلى جانب فايزر الأمريكي-الألماني (35 بلداً) وأسترازينيكا (31 بلداً).

مَن الأكثر تخلّفاً بمقياس مشاركة النساء في البحث العلمي: الشرق أم الغرب؟

يُعتبر تمييز الأسباب الجوهرية في اختلاف التطور، وبناء أحكام «التخلف» و«التقدم»، بين مناطق العالَم، عملية معقدة ومتعددة العوامل، وتحتاج مقاطعة مجموعة علوم متنوعة، وإلا ستبقى نظرة وحيدة الجانب، ومع ذلك يبقى مفيداً التقاط الجوانب الأكثر جوهرية للعملية ومحركها الأساسي. أمّا عزو التخلف إلى «نزعات عرقية» أو «فيزيولوجية» أو إلى «مورثات الاستبداد الشرقي الدفينة» بتجريد عن السياق الاقتصادي-السياسي الاجتماعي والتاريخي، فمن المؤكَّد أنه لا يقل سطحية عن الخزعبلات اللاعلمية السائدة في الشرق والغرب معاً. ومن أحد مقاييس التقدم الحضاري التي تحدث عنها ماركس، هو وضع المرأة في المجتمع، ولا شك أنه لا يمكن الإحاطة بكل جوانبه في عجالة. لكن أحد المؤشرات التي اهتمت بها منظمة اليونسكو هو نسبة مشاركة النساء في البحث العلمي مقارنة بالرجال، في الدول المتنوعة، وهذا ما سنضيء عليه في التقرير التالي اعتماداً على أحدث البيانات الدورية من منظمة اليونسكو (2015) علماً أن دورية تقاريرها بهذا الشأن هي كل خمس سنوات، والتقرير الأحدث لم ينشر بعد، ويفترض أن يكون في نيسان 2021 (وقد يحمل تغييرات مهمة قد تجعل البيانات الحالية قديمة، لكن هذا المتوفر حالياً الصالح للمقارنة).

تواصل انخفاض إصابات كورونا ووفياته وقبولاته المشفوية في بريطانيا منذ عدة أسابيع

أعلنت بريطانيا اليوم الإثنين، عن تسجيلها 14104 إصابات و333 وفاة جديدة بفيروس كورونا، خلال الـ24 ساعة الماضية، كما سجلت عدد القبولات بالمشافي بسبب كوفيد انخفاضاً لمعدل أقل من 4000 قبول يومياً منذ 27 كانون الثاني ليصل إلى 2107 قبولات في يوم 4 شباط وفق آخر تحديثات الموقع الرسمي الحكومي البريطاني لبيانات الوباء. وهذا يعني أنّ هذه المؤشرات المهمة الثلاث في انخفاض عام ومستمر لعدة أسابيع متواصلة (انظر الأشكال المرافقة أدناه)

كوبا الاشتراكية تطوِّر 4 لقاحات كوفيد سياديّة تكفي 5 أضعاف سكّانها

أعلنت وزارة الصحة العامة الكوبية يوم الخميس، 4 شباط 2021، عبر خطاب تلفزيوني: أنّ كوبا تعتزم في أواخر نيسان من العام الجاري، البدء بتطعيم شعبها بأول مليون جرعة من لقاح «السيادة 2» (Soberana 02) المضاد لكورونا المستجد، والذي تمّ تطويره، إلى جانب ثلاثة لقاحات مرشَّحة أخرى ضد المرض نفسه، على أيدي الخبرات العلمية الوطنية للقطاع العام الاشتراكي الكوبي، العاملة في «معهد فينلاي للقاحات» في هافانا ومركز هافانا للهندسة الوراثية والتقانة الحيوية (CIGB)، وبتمويل من الصندوق الكوبي للعلوم والابتكار (FONCI) التابع لوزارة العلوم والتكنولوجيا والبيئة. وصرّح إدواردو مارتينيز، رئيس شركة «بَيوكوبا فارما» الحكومية الضخمة التي تشغّل نحو 20 ألف عامل، ويتبع لها 21 مركزاً للأبحاث العلمية و32 شركة فرعية، بأنّ «اللقاحات الكوبية تسير على ما يرام... وستكون كوبا واحدة من أولى الدول التي تقوم بتطعيم سكانها بالكامل».

«فعاليته 91.6%» – «لانسيت» المُحَكَّمة تنشر نتائج الطور السريري الثالث للقاح «سبوتنيك V»

نشرت مجلة The Lancet البريطانية الطبية المُحَكّمة ذات الشهرة العالَمية، يوم أمس الأربعاء 2 شباط 2021، نتائج دراسة ضمن الطور السريري الثالث من تجارب لقاح «سبوتنيك V» الروسي. وأظهرت الدراسة أنّ لقاح Gam-COVID-Vac (الاسم العلمي الرسمي للقاح سبوتنيك V) قد أعطى فعالية تبلغ 91,6% عموماً، و91,8% لدى المسنّين بعمر فوق 60 عاماً. وهذا يعني أنه يتفوق على «أسترازينيكا» البريطاني-السويسري ذي الفعالية 62,1%، و«سينوفاك» و«سينوفارم» الصينيَّين (ذوي الفعالية 50,4% و79,3% على التوالي)*. وبينما أبلغت شركتا فايزر/بيونتك أنّ لقاحهما ذو فعالية بنسبة 95%، لكنَّ حفظه وتخزينه يحتاج تبريداً شديداً يبلغ وسطياً -70 مئوية تحت الصفر، مما يرفع تكاليف انتشاره في البلدان الفقيرة. نقدم فيما يلي تقريراً عن أبرز ما جاء في دارسة «لانسيت» اعتماداً على اطلاعنا على الدراسة نفسها، إضافة لبعض ملاحظات الجهة الروسية الداعمة لتطويره، بهذه المناسبة التي تعتبر معياراً علمياً مهمّاً يسّرع حصول اللقاح على ترخيص الاستخدام الطارئ من منظمة الصحة العالمية EUL وتبنّيه من منصّة «كوفاكس» العَالَمية، وبالتالي يرفع احتمال وصوله إلى البلدان الفقيرة عبر تلك المنصّة أيضاً.