د.أسامة دليقان
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
تتزايد الأبحاث حول استبدال المصادر الحيوانية للغذاء البشري، وخاصة اللحوم، بل وحتى النباتية، وإحلال الحشرات مكانها كمصدر بروتيني «بديل»! قد يقول البعض: «ولِمَ لا؟ أليس حلّاً إبداعياً وثورة في التغذية»؟ أليس «حلّاً» للمجاعات و«نقص الموارد» وارتفاع تكاليف تربية الحيوانات والزراعة، والتي لم تعد تكفي «العدد الزائد عن اللزوم» من سكان الكوكب؟ أليس «بديلاً أخضر ومستداماً ويحارب التغير المناخي»؟ الحقيقة أنّ هذا هو بالضبط خط الحجج والذرائع النيومالتوسية التي يتزايد الترويج لها منذ مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) عام 2014 تحت عنوان صريح وصادم لمن لم يسمع به من قبل: «مؤتمر الحشرات العالَمي لإطعام العالَم»!
وصفت تقارير إعلامية ومنظمات إنسانية وحقوقية أوضاعاً إنسانية صعبة وانتهاكات تمارسها السلطات البريطانية بحق اللاجئين الذين تحتجزهم وتخطط لترحيلهم القسري إلى رواندا. ومن بين لاجئي الشرق الأوسط الذين يشكلون نحو ثلث المهدّدين بالترحيل إلى رواندا، وخاصة في المُعتَقل المسمّى «مركز كولنبروك لإزالة الهجرة» قرب مطار هيثرو في لندن، هناك على الأقل 15 لاجئاً سورياً، ومنهم مَن تم اختياره ليكون على أول طائرة من رحلات الترحيل، والتي تم تعليق انطلاقها إلى رواندا بسبب خلافات بين لندن والاتحاد الأوروبي ممثلاً بما يسمى «المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان». لكن القضية لم تنته بعد، والخطر المحدق يتهدّد اللاجئين وخاصةً أنّ بعضهم مُضربٌ عن الطعام ويدفعهم اليأس حتى إلى التفكير بالانتحار. وما يزيد الأمر سوءاً هو أنه لا يبدو حتى الآن اكتراثٌ من حكوماتهم لإنقاذهم ولا حتى الاهتمام الإعلامي الكافي بهم.
بعد تفشي إصابات بشرية بجدري القرود في عدة بؤر جغرافية في أوروبا وكندا بشكل خاص، نشرت منظمة الصحة العالمية منشور توعية وتعريف بهذا المرض في 19 أيار الجاري، ثم عقدت في 21 أيار اجتماعاً طارئاً بعد الاشتباه بأكثر من 100 حالة في أوروبا من أجل «فهم أفضل ومعرفة مدى انتشار جدري القرود وسبب تفشيه». فيما يلي تلخيص لأبرز ما ذكرته الصحة العالمية حول هذا المرض.
انعقد في التاسع والعاشر من أيار الجاري مؤتمر بروكسل السادس حول «دعم مستقبل سورية والمنطقة»، وسلسلة مؤتمرات بروكسل هذه بدأت منذ عام 2017، كمنصة رئيسية لحشد وتنظيم التمويل الغربي بالدرجة الأولى تحت أهداف معلنة من قبيل «تلبية احتياجات اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم في البلدان المجاورة». لكن ما يجدر بالتوقف عنده بشكل خاص، وإضافة للمتاجرة المستمرة بمعاناة اللاجئين السوريين والريع السياسي الناجم عنها، وتحويل ذلك إلى «تطبيع» لإطالة الأزمة وحتى «تطبيع» تقسيم سورية عبر آليات توزيع التمويل، والعرقلة العملية لتنفيذ القرار 2254، تجدر الإشارة إلى تراجع التمويل ونسبة تلبية الاحتياجات المقدرة، وفق اعتراف التقارير الرسمية.
في التاسع من أيار الجاري صدرت «نشرة الفيزيائيين النوويين الأمريكيين» للعام الحالي، وهي نشرة سنوية دورية منذ عام 1987 مخصصة للترسانة النووية الأمريكية. وتؤكد النشرة الجديدة تركيز البنتاغون على توسيع الترسانة النووية التكتيكية الأمريكية، وتذكّر بأنّ العقيدة العسكرية الأمريكية تنطوي على إمكانية توجيه ضربة نووية، ولو أنها تسمّيها «وقائية» وليس «انتقامية» على حد تعبيرها. لا يستبعد الخبراء أن تكون الولايات المتحدة مستعدةً لجنون استخدام السلاح النووي وهي القوة الوحيدة في التاريخ التي سبق أن ارتكبت هذه الجريمة في مجزرتي هيروشيما ونغازاكي بقنبلتين إستراتيجيتين. فما هي الأسلحة النووية التكتيكية وبماذا تختلف عن الإستراتيجية؟
قال مراسل وكالة "سبوتنيك" الروسية إن الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت اليوم بواقع 93 دولة لصالح قرار تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان.
نشرت منظمة الصحة العالمية نهاية شهر آذار الماضي تقريرها الأسبوعي عن حالة كوفيد-19 عالمياً، والذي احتوى على أحد المؤشرات المهمّة حول تغيُّر بانتشار متحوّرات الفيروس؛ فقد أشارت إلى أنه لم يبقَ حالياً سوى دلتا وأوميكرون (مع سيطرة أوميكرون ذي الخطورة الأقل) في حين حدث ما يمكن أن نعتبره انقراضاً لكلّ المتحوّرات الأخرى المصنّفة «مثيرةً للقلق» بعد الاختفاء شبه التام للإبلاغ عن حالات جديدة (من ألفا وغاما والبقية) في كلّ أنحاء العالم على مدى الأشهر الثلاثة الماضية. وبدأت تتزايد التصريحات التي تتوقع قرب نهاية الوباء، الأمر الذي أشارت إليه المنظمة نفسها ولو بتحفّظ وحذر، قائلة بأنّ «الوباء لن ينتهي في أيّ مكان حتى ينتهي في كلّ مكان».
أعلن ديمتري روغوزين، رئيس وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس)، يوم الخميس 3 آذار 2022، قرار روسيا وقفَ إمداد الولايات المتحدة بأفضل أنواع محركات الصواريخ الفضائية الروسية، وذلك رداً على عقوباتها ضد روسيا بشأن أوكرانيا، وقال ساخراً: «دعهم يطيرون على شيء آخر، على أعواد المكانِس مثلاً». ويبدو أنّ روغوزين يعرف تماماً عمّا يتحدث، إذْ صدرت في 3 شباط الماضي عن «خدمة أبحاث الكونغرس الأمريكي» وثيقة في 3 صفحات، كان لافتاً أنّها اختتمت بالاعتراف التالي المبني على تقييم خبراء القوات الفضائية بالجيش الأمريكي: «حتى لو تم الانتقال بعيداً عن المحرك الروسي RD -180 إلى محرك بديل أو مركبة إطلاق بديلة انتقالاً سلساً ومطابقاً للجدول الزمني المحدد، فمن المحتمل ألا يتم تكرار سجل الأداء والموثوقية الذي حقَّقه هذا المحرِّك حتى الآن، إلا بعد العام 2030؛ حيث في سجلّه حوالي 81 إطلاقاً ناجحاً على التوالي منذ العام 2000 بين أغراضٍ مدنية، وتجارية، وأغراضٍ فضائية مرتبطة بالأمن القومي».
نشرت صحيفة فاينانشال تايمز الأمريكية صباح الجمعة 4 شباط 2022 مقالاً جديداً لصاحب تعبير «نهاية التاريخ» الشهير فرانسيس فوكوياما، بعنوان «حرب بوتين على النظام الليبرالي»، يعلّق فيها على ما يجري من منعطف تاريخي عالمي يتمثل ويتكثّف بالأحداث في أوكرانيا، وبالطبع من وجهة نظر الليبرالي الذي يبكي هذه المرة على «نهاية نهاية التاريخ» وينعى تلك الرَّمشَة القصيرة لجفن التاريخ والتي لم تَدُم طويلاً بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، والتي سبق أنْ جرى «الاحتفال» بها على أنها «نهاية التاريخ» بمعنى السيطرة الأبدية للرأسمالية والأحادية القطبية الأمريكية. ورغم هذه الاعترافات لكن فوكوياما بالطبع، وكما لا يمكن أن نتوقّع منه غير ذلك، يُرصِّع مقالَه بالدعاية الحربية الغربية والأكاذيب حول طبيعة ما يجري في أوكرانيا، والتمجيد بشخص زيلينسكي الدُّمية الأمريكية مع صمتٍ متواطئ تجاه النازية الجديدة المدعومة غربياً، إضافة إلى اجترار الأكاذيب التقليدية حول «تناقض» مزعوم بين النيوليبرالية والاستبداد، ولا سيّما بأنه يذكر سورية من بين مجموعة دول في سياق يحاول فيه فوكوياما - وحتى في تناقض مع مقاطع أخرى من مقاله نفسه - الإيحاءَ وكأنّها بلدٌ «خارج الطوق» الليبرالي بل وكأنَّ نظامَها «يقاوِم النيوليبرالية» وليس يسرّع من تقويض البلاد في مطحنتها، في تعميةٍ يائسة من فوكوياما على حقيقة أنّ النيوليبرالية التي يمجّدها كانت وما زالت توأماً ملازماً لقمع الحريات الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية والسياسية. فيما يلي تعليق على أبرز ما جاء في مقالة فوكوياما الجديدة.
البشر «حيوانات مَدَاريّة» بالأساس، نظراً لنشوء أسلافهم في الغابات الاستوائية، وهم غير مجهّزين بيولوجياً بما يكفي حتى لمقاومة البرد الخفيف. أما كيف استطاعوا العيش في مناخات باردة، فلأنه- وعلى عكس الحيوانات القطبية التي طورت بالاصطفاء الطبيعي فراءً وجلوداً سميكة وطبقات ثخينة من الشحم تحت الجلد- قد تكيّفت الجماعات البشرية للارتحال والسكن في مناطق أبرد من الاستوائية بفضل العمل وتطور الدماغ الواعي المبدع واكتشاف النار وطهو الأغذية عالية الطاقة وصناعة الثياب والأدوات والاختراعات والكهرباء والمأوى والملبس وغيرها، بمعنى آخر عبر أساسيات ما يسمّى «الحضارة البشرية»، الأساسيات التي لم تعد تؤمّن بحدودها الدنيا لأغلبية البشر في بعض الدول، مثل سورية، رغم غناها بالثروات.