افتتاحية قاسيون 1195: 7 أكتوبر محكومون بالانتصار! stars
بعد عامٍ كامل على طوفان الأقصى، وما تلاه من أحداثٍ جسام في منطقتنا، وفي العالم بأسره، ما هي الاستنتاجات والخلاصات الأساسية؟
بعد عامٍ كامل على طوفان الأقصى، وما تلاه من أحداثٍ جسام في منطقتنا، وفي العالم بأسره، ما هي الاستنتاجات والخلاصات الأساسية؟
يراهن «الإسرائيلي»، ومعه الأمريكي، على أن الضربات المكثفة المؤلمة السريعة التي تم توجيهها إلى لبنان، وإلى حزب الله خلال الأسبوعين الماضيين، وصولاً إلى اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، وعدد من قيادات الحزب، ستكون كفيلة بتأمين الحماية لـ«إسرائيل»، عبر شل حزب الله وإنهاء جبهة الشمال، وبالحد الأدنى عبر فصلها بشكل كاملٍ عن غزة والضفة.
يعيش المعسكر الغربي بأسره، وعلى رأسه واشنطن والمركز الصهيوني العالمي، ومنذ عدة سنوات، حالةً يصحّ فيها التوصيف القائل: إنه كالضِّفدع التي تُسلق بالتدريج مسترخيةً على نارٍ هادئة... وحتى أنها الآن، وقد أدركت أنها تُسلق، ليست بقادرة على القفز من القدر (بكسر القاف وفتحها).
ينبغي- قبل النظر إلى ما يجب فعله لإخراج سورية من أزمتها، ولاستعادة وحدتها ووحدة شعبها وسيادتها- النظر فيما يجري فعله حقاً على الأرض، وفي السياسة.
تبرز منذ عدة أسابيع حركة احتجاجية في بعض المناطق في الشمال الغربي السوري، تحاول العمل ضد تسوية سورية- تركية، وقد عبرت عن نفسها جزئياً في الوقوف ضد إعادة افتتاح معبر «أبو الزندين»، إضافة إلى جملة من النشاطات والفعاليات الأخرى.
تشير التصريحات الرسمية السورية والتركية والروسية خلال الأسبوع الماضي، بما يخص التسوية السورية التركية، والتي جاءت على لسان الرئيس السوري ووزير الخارجية الروسي، ومسؤولين أتراك، إلى أن الخطوات المتدرجة في الوصول إلى التسوية، والتي امتدت لأكثر من عامين ابتداءً من قمة طهران لثلاثي أستانا في تموز 2022، قد قاربت الوصول إلى نقطة لاعودة، تتمثل بلقاء على مستوى الرؤساء، والذي لن يكون- بطبيعة الحال- ختام المسألة، ولكنه سيشكل أرضية التوافق التي سيليها التنفيذ العملي لخطوات ذلك التوافق.
بعد أن اتفق متشددو النظام والمعارضة طوال سنوات بعد 2011 على رفض الحوار، يتفقون الآن، ومنذ عدة سنوات، على الدعوة للحوار؛ ولكن السؤال الأهم هو:
تتكثف السياسة الأوروبية، التي يقال عنها: إنها جديدة حيال سورية، بجملة واضحة جاءت ضمن اللاورقة التي أرسلتها ثماني دول أوروبية منتصف الشهر الماضي لمسؤول الخارجية والأمن ضمن الاتحاد؛ تقول الجملة: «إن الحل السياسي المتوافق مع القرار 2254، يبدو بعيد المنال».
اكتملت عشرة أشهر ويزيد على العدوان «الإسرائيلي»/الأمريكي الإبادي المفتوح على غزة وفلسطين ككل. وبعد أن عمل الأمريكان بوقاحة وعلنية ضد أي حديث عن وقف إطلاق النار طوال الأشهر الخمسة الأولى، فإنهم واصلوا إصرارهم على استمرار المقتلة بعد ذلك، وإنْ بأساليب أكثر مواربة ونفاقاً، دفعتهم إليها عزلتهم الدولية، في هذه القضية على الخصوص.
تعيش منطقتنا بأسرها، ومعها العالم الأوسع، على تخوم تصعيدٍ كبيرٍ واحتمالات خطرة عديدة. الدافع المباشر لهذه الحالة هو السلوك الأمريكي/«الإسرائيلي» تجاه فلسطين بالدرجة الأولى، وتجاه ملفات المنطقة كافة بالدرجة الثانية. وخاصة مع الانتقال الواضح إلى انتهاج سياسات الإرهاب الممنهج المتمثلة بعمليات الاغتيال السياسي المتتابعة.