افتتاحية قاسيون 1206: هل «انتهت الثورة»؟ stars
يحاول كثيرون أن يقولوا للسوريين: «انتصرت الثورة، يعطيكم العافية، انتهت مهمتكم، عودوا إلى بيوتكم وناموا قريري العين»!
يحاول كثيرون أن يقولوا للسوريين: «انتصرت الثورة، يعطيكم العافية، انتهت مهمتكم، عودوا إلى بيوتكم وناموا قريري العين»!
أنجزت نضالات الشعب السوري بعد ما يقرب من 14 سنة من العذاب المستمر، الطورَ الأول من الانتصار؛ انتهت الموجة الأولى التي بدأت في آذار ٢٠١١، وتبدأ الآن موجة جديدة مُحمَّلة بخبرات الأولى ودروسها... وما يزال أمامنا شوطٌ غير قصيرٍ علينا قطعه لاستكمال الانتصار، وما تزال أمام الشعب السوري نضالاتٌ لا بد من خوضها.
طُويتْ اليوم صفحة سوداء في تاريخ سورية والشعب السوري؛ صفحةٌ كان شعبٌ بأكمله محشوراً في هامشها الضيق، يعاني شتى صنوف العذاب والقهر والحرمان والآلام والتهجير والفقر والمعتقلات، بينما كان يحتل متنها بأكمله، الاستبداد والفساد والنهب والتغول على حقوق الناس وكراماتهم.
أعلنت منصة موسكو للمعارضة السورية يوم الأربعاء الماضي 27 تشرين الثاني، وخلال مؤتمرها الصحفي الذي تلا عملية توسيعها بانضمام قوى جديدة، أعلنت عن مبادرة للقاء بين المعارضة والنظام في العاصمة الروسية موسكو، على غرار لقاءَي «موسكو1» و«موسكو2» اللذين جريا عام 2015... ولحظة إطلاق تلك الدعوة، لم تكن التطورات الميدانية الأخيرة قد بدأت بالظهور بعد، ولكنها مع ذلك كانت متوقعة إلى هذا الحد أو ذاك، وكانت أحد أسباب إطلاق هذه المبادرة...
تتبلور بشكلٍ تدريجي، وحتى قبل دخول ترامب البيتَ الأبيض، الملامحُ العامة للتعديلات التي سيتم إدخالها على الاستراتيجية الأمريكية ضمن الصراع الغربي المتواصل ضد ولادة عالم جديد، ومن أجل التمسك بالهيمنة والأحادية القطبية المتداعية.
أسست المرحلتان الطويلتان اللتان عاشتهما سورية منذ 2011 حتى الآن، ونقصد مرحلة الاقتتال والاستنزاف العسكري، وبعدها مرحلة الاستنزاف الاقتصادي المستمرة حتى اللحظة، لوضعٍ شديد الخطورة والهشاشة في آنٍ معاً، جعل من الحفاظ على وحدة سورية ومنع تحويل تقسيم الأمر الواقع فيها إلى تقسيم دائم، على رأس أولويات العمل الوطني.
تزدهر هذه الأيام بورصة التوقعات الخاصة بالاتجاهات التي ستتخذها السياسة الأمريكية في العهد المقبل لترامب، وضمناً التوقعات الخاصة بما سيجري في منطقتنا وفي بلدنا.
سُئِلَ فيديل كاسترو عام 1960، وقُبَيلَ الانتخابات الأمريكية التي جرت في السادس من تشرين الثاني من ذلك العام، أيّهما تفضّل؟ نيكسون أم كينيدي؟ فأجاب: «لا يمكن المفاضلة بين فردَتَي حذاء يلبسهما الشخص نفسه».
ما يزال التوصيف الذي أطلقه إنجلس حين قال: «الحرب هي الرئة الحديدية التي تتنفس منها الرأسمالية» صحيحاً تماماً في عصرنا هذا، ولكن مع تطوير هو أن الرأسمالية بأكملها قد تحولت إلى رئة حديدية صدئة؛ بحيث بات مشروعها الأساسي هو الحرب، وخلاصها الوحيد هو الحرب واستمرار الحرب.
توقفت افتتاحية قاسيون الماضية عند مخاطر أساسية تتهدد سورية، وقدمت تصوراً أولياً عن «كيف نحمي سورية؟». والأكيد في هذا الأسبوع، هو أن المخاطر تزداد، وأن مؤشراتها ونُذرها تزداد وضوحاً.