عرض العناصر حسب علامة : دمشق

أرضنا السَّوداء...

الكتابة عن مشكلة الصرف الصحي في سورية تشبه إلى حد كبير محاولة زرع الألم في جثة متعفنة، هذا إذا أردنا أصلاحاً، لكننا نكتب بلا أمل عسى أن يكون في إثارة الرعب والفزع حول قضية صارت تثير أكثر من ذلك.

لاتسلم مدينة في سورية من وجع الكارثة، ولا ريف إلا وينتظر المياه السوداء لتغرق أرضه دون هوادة، ويذهب رزقها إلى أفواه أبنائنا أيضاً دون هوادة.

لكن أكبر الهم في دمشق وريفها، حيث الزحام وفوضى السكن العشوائي، ونفايات المصانع والمعامل، ومخلفات المشافي، في دورة تلوث حولت الرئة التي تتنفس منها المدينة إلى كومة من السواد الذي يبشر بمواسم للموت القادم مما نأكل ونشرب، مع انخفاض منسوبات المياه الجوفية، واستنزاف مرعب لحوضي بردى والأعوج.

وزارة السياحة تقوم بأكبر عملية ذبح علنية! العيدية المقدمة لأهالي دمشق القديمة: الاعتداء على استقرارهم

مع تزامن عيدي الأضحى والميلاد، واقتراب احتفالية دمشق عاصمة للثقافة كانت تهنئة وزارة السياحة لأهالي دمشق القديمة بأن وجهت إلى مالكي وشاغلي 87 عقاراً منهم إنذارات بوجوب الامتثال لعملية سلبها لمحلاتهم التجارية وبيوتهم، وذلك بغية تأجيرها لمستثمرين عرب وأجانب، بحجة الاستثمار السياحي، وذلك من خلال أوقح عملية نصب تقوم بها جهة حكومية في تاريخ البلد، فدمشق القديمة الواقعة ضمن السور والمصنفة لدى منظمة اليونيسكو جزءاً من التراث العالمي، وأقدم عاصمة مأهولة في التاريخ، والمصنفة لدى وزارة الثقافة كمنطقة أثرية يمنع الهدم والإستملاك فيها إلا بعد موافقة السلطات الأثرية .

واحد صفّق.. والثاني؟؟ بوش «يصفّق» لـ (إعلان دمشق). و«الترك» يشكره!!

قد لا يكون مفاجئاً ذلك الثناء الكبير والمباركة العظيمة التي منحها الرئيس الأمريكي الموتور جورج بوش لجماعة (إعلان دمشق) خصوصاً بعد تشكيلهم ما أسموه «المجلس الوطني لإعلان دمشق»، وقوله: «إني أصفق للتشكيل الأخير للمجلس الوطني لإعلان دمشق»، وإعلان دعمه لما سماه التغيير الديمقراطي في سورية، و«أن ساعة التغيير قد حانت»..

برسم «تربية» دمشق

وصل إلى «قاسيون» رسالة من إحدى المواطنات تشير فيها إلى أحد جوانب معاناة تلاميذ المدارس وأهلهم، ومما جاء فيها:

«عقدة» تحت الجِّسر.. وتزيين السلبيَّات!

تحت الجسر «جسر الرئيس»، أكبر العقد المرورية الدّالة على فشل السياسات المرورية، وأكثر «المعالم الدمشقية» إشارةً إلى تلكؤ محافظة دمشق في تنفيذ مشاريعها الإنشائية وإعادة التأهيل، ولربما كان أشدّ الأماكن ازدحاماً وتلوثاً وضجيجاً في المدينة كلها..

مطبّات كما يليق بأم...

في لقاء حمل عنوان (ريبورتاج مع محمد الماغوط) أجرته مجلة الناقد التي كانت تصدر في الثمانينات أجاب الراحل الكبير عن سؤال حول بيروت فقال: «هي مثل أم منهمكة بالغسيل وإذا بانَ فخذاها قالوا عنها عاهرة»، حينها أطاح «الماغوط» بكل التعريفات لبيروت المدينة ـ المشكلة، وبكل آراء الذين اجتهدوا في وصف حالتها، مدينة تعيش رغم الموت والدمار والحصار والفوضى، ببشرها، ومزاجها الحار، وحرية صياحها، احتضنت كل الأبناء الفارين من مدنهم القاسية المحكومة بالصمت وكمّ الأفواه والأقدام.. بحب حملتهم بيروت وحلُمت بهم، وحمَّلت بعضهم على سفن اللاعودة باتجاه الرصاص، مدينة تغوص بالموت حتى الحياة.

تزامن ثلاثة معارض تشكيلية

شهدت مدينة دمشق ثلاثة معارض متزامنة لكل من الفنانين المصري جورج بهجوري والسوريين أسعد عرابي وأحمد معلا.

مطبّات المعالجة الحكومية للمياه المعالجة

كعادتها في معالجة معظم قضايانا, وقضاياها, قررت الحكومة منذ أكثر من 12عاماً أن تعالج مشكلة الصرف الصحي في البلد, وروجت لهذا القرار على أنه ثورة في مجال الصرف الصحي, ولم يقتصر قرارها على معالجة المشكلة فحسب, بل قررت استثمار مياه الصرف الصحي المعالَجة وبيعها للفلاحين كمياه صالحة للري ولا تحتاج إلى أسمدة, فباشرت خطتها الاستثمارية من مدينة دمشق، إذ تم إحداث شركة خاصة بالصرف الصحي عام 1995، وتم بناء محطة معالجة لمياه صرف دمشق في مدينة عدرا, باشرت عملها فعلياً عام 1998، وقد قامت دراسة الجدوى الاقتصادية التي تم بموجبها إقرار هذا المشروع على الموارد المالية التي ستحققها من خلال بيع المياه المعالجة لاسترداد كلفة المشروع.

( عَ اليمين لو سمحت)!

يتعرض القادم إلى دمشق عبر بوابتها الشمالية (كراجات حرستا) إلى كثير من المفاجآت، فما إن يترجل من الحافلة التي أوصلته حتى يشعر بثقل الهواء المشبع برائحة المازوت، ويتأزم وضعه النفسي بمجرد أن يستنشق أول الأنفاس الدمشقية، المدعومة بأصوات الزمامير الطائشة والمترافقة مع نداءات السائقين (تكسي.. تكسي) وكأنه لا يرى!

كيف أصبحت شيوعياً؟

ضيفنا لهذا العدد الرفيق محمد ديب عزت الكردي وهو من الرفاق في تنظيم (النور).