شهران ونصف ومادة الجغرافيا بدون مُدرِّس
أكثر من شهرين ونصف مَرَّ على بداية العام الدراسي، أي أن شوطاً طويلاً من الفصل الأول قد انقضى، ومازال طلاب الثانوية العامة/الفرع الأدبي، في ثانوية ابن العميد، بدون مدرس لمادة الجغرافيا، هذه المادة التي تعد من أضخم وأعقد المواد بالنسبة للطلاب.
خسر الطلابُ مدرّسَ هذه المادة، الذي مازال على ملاك الطاقم التدريسي في هذه المدرسة، بعد أن تمت ترقيته إلى منصب مدير مدرسة، وقد ردت وزارة التربية على طلب إدارة المدرسة بإرسال مدرس جديد، بالاعتذار، لعدم وجود مدرسين لديها في الوقت الحالي، وهنا تعود بنا الذاكرة الى العدد 321 من جريدة «قاسيون»، الذي نشر بتاريخ 8/9/2007، حيث تضمن حينها، تحقيقاً عن إيقاف وزير التربية لأكثر من ألفي طلب إعادة توظيف، في جميع المجالات والاختصاصات الدراسية، فالشيء بالشيء يذكر.
وبالعودة للمشكلة، فقد قررت إدارة ثانوية ابن العميد، إقامة دورة تعليمية «غير مجانية» لهذه المادة في إحدى المدارس المجاورة، فهل هذه خطوة أخرى على طريق خصخصة التعليم؟! وهل ينطبق هنا المثل القائل: «طريق الألف ميل يبدأ بخطوة»؟! وهل هذا عادة ما نشجع به الطلاب مع بداية العام الجديد؟! نعم، يبدو أن هناك من اتخذ شعاراً جدياً في قطاع التعليم، وهو: «طريق الخصخصة يبدأ بمادة».
وهنا يراودنا الكثير من الأسئلة,عسى أن يجيبنا أحد عليها:
أول هذه الأسئلة وأهمها: هل كان الطلاب سيلجؤون إلى دخول المدارس العامة المجانية، لو أنهم يستطيعون دخول دورات كهذه، مهما كانت رسوم التسجيل فيها زهيدة؟
- هل تعتقد وزارة التربية، وهي المسؤول الأول عن خلل كهذا، بأن الامتحانات التي ستحدد مصير مستقبل الطلاب، ستنتظر قدوم المدرّس الجديد؟!
- هل تعتقد وزارة التربية، أن الامتحانات ستفرق بين طالب يستطيع والده إحضار مدرّس خصوصي لهذه المادة، أو أية مادة أخرى، وطالب يناضل والده للحصول على رغيف الخبز، والدفء واللباس، لأسرته التي تعاني الأمرّين للبقاء في هذه الحياة؟
- لماذا يرضى المسؤولون، أن يعاني جهاز التعليم من نقص في المدرسين، في وقت تجاوزت فيه نسبة البطالة في وطننا الكريم الـ 20%؟!
- هل بدأ قطاعنا العام، وخاصة التعليمي، بلفظ أنفاسه الأخيرة؟ ومن هو «المستفيد» من خصخصة القطاع التعليمي؟!