يزن بوظو
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
بعد نقاشات كثيرة خلال الأشهر الماضية تبيّن أن القرار الأمريكي ثابت حوّل تسليح النزاعات القائمة، فمرّر الكونغرس الأمريكي حزمة مساعدات عسكرية ومالية جديدة موجّهة إلى أوكرانيا بشكل رئيسي، بالإضافة إلى الكيان وتايوان، وكل ذلك تحت عنوان «السلام العالمي».
يشهد الملف الأوكراني مساعي لتصعيد جديد، والحديث يدور عن إغراق أطراف جديدة في الصراع، فبالرغم من الخسائر العسكرية الأوكرانية والغربية المستمرة، هناك تحركات جديدة تهدف إلى توريطٍ أكبر للدول الأوروبية من فنلندا والسويد إلى ألمانيا وبولندا ودول البلطيق الثلاث لاتفيا وليتوانيا وإستونيا، وحملت الأيام القليلة الماضية تطورات ملموسة في هذا السياق تنوعت بين حزم عقوبات جديدة وتوقيع اتفاقات أمنية وعسكرية.
احتفل حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وبحضور وزراء خارجية أعضائه الـ 32، يومي 3 و4 نيسان، بالذكرى الـ 75 لتأسيسه. بيد أن مراسم الاحتفال لم تتمكن من التغطية على الخلافات والانقسامات التي تكتنفه، وبشكلٍ خاص على خلفية الهزيمة التي باتت واضحة، وإنْ لم تعلن بعد في أوكرانيا، التي شكلت الموضوع الرئيس لخطابات أعضاء الحلف.
مع دخول المعركة في أوكرانيا عامها الثالث، يتزايد الاستقطاب في الغرب أكثر فأكثر بين الداعين إلى المفاوضات وإنهاء الصراع، ومن يسعون لتجميد الوضع القائم بل وتصعيده أكثر، وظهرت في الأيام القليلة الماضية دعوات للتفاوض قادمة من بابا الفاتيكان، ترافقت مع دعوات للتصعيد من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
نشرت رئيسة تحرير شبكة روسيا اليوم مارغريتا سيومنيان تسجيلاً صوتياً لمجموعة ضباط ألمان بحثوا خلاله توريد أنظمة صواريخ «تاوروس» بعيدة المدى لأوكرانيا، والتحضير لشن هجمات ضد روسيا بما فيها استهداف جسر القرم، وأدى هذا التسريب إلى رد فعل كبير داخل ألمانيا ووضعها تحت ضغط داخلي وخارجي على حدّ سواء.
بدا أن الخلافات بين أرمينيا وأذربيجان انتهت، وبدأ الحديث عن توقيع اتفاق سلام شامل بين البلدين منذ أكثر من 3 أشهر حتى الآن، لكن التوتر عاد مجدداً ووصل إلى الصدام العسكري على الحدود بين البلدين، وذلك وسط مساعٍ غربية لتوتير الأوضاع في جنوب القوقاز ككل انطلاقاً من أرمينيا.
ضجّ العالم الغربي، ومعه العالم أجمع، بالمقابلة التي أجراها الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس 9 شباط، والتي استمرت لمدة ساعتين، وتحدث خلالها بوتين بشكلٍ مستفيض عن الملف الأوكراني والموقف الروسي والرؤية الروسية للمجريات والأحداث، فضلاً عن مسائل أخرى... ولكن ما سرّ هذا الصدى الكبير ولِمَ الآن؟
يحتدم الصراع الأمريكي داخلياً بين طرفي الانقسام بشكل متواتر ومتصاعد، ليفشل الكونغرس بتمرير مشروعي قانونين مختلفين لتخصيص أموال لأوكرانيا والكيان الصهيوني وتايوان والحدود الجنوبية والهجرة، وبذلك تتصاعد حالة الاستقطاب داخل المجتمع الأمريكي قُبيل الانتخابات، وتزيد حدة التوتر السياسي والاجتماعي، حتى باتت البلاد تعيش حالة تأهب حول كل ما يجري.
تحاول الولايات المتحدة الأمريكية توطيد علاقاتها مع ما تبقى من أنظمة وحكومات حليفة وتابعة لها في القارة الإفريقية، واستمالة الدول القريبة الأخرى نحوها، وذلك وسط توسع جيوسياسي مستمر لصالح الصين وروسيا في القارة السمراء، لتأتي زيارة بلينكن الإفريقية قبل أسبوعين بإطار هذه المحاولات وعلى مختلف الصعد: الاقتصادية والسياسية والأمنية والتجارية.
تمر الأعوام بشكل أصعب أكثر فأكثر على الولايات المتحدة الأمريكية، خارجياً وداخلياً، اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً/ أمنياً، لتنتهي 2023 واضعة إياها بموقع أكثر سوءاً وهشاشة بعد عدة أحداث ومجريات تخللت العام، من إفلاس البنوك ورفع سقف الديون إلى التراجع الدولي والخسائر الجيوسياسية مروراً بالعنف الداخلي في الولايات المتحدة، والذي خلف أكثر من 40 ألف قتيل!