د.محمد المعوش
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
كما صار واضحاً فإنّ انعدام المخارج والصيغ أمام النظام المنقسم طبقياً للحفاظ على هذا الانقسام، في الوقت الذي وصلت فيه التناقضات على مختلف المستويات إلى حافة تهديد النوع والحضارة ككل، إنّما يدفع إلى مسار تدميري متطرف. وهنا نظرة في منهجية التدمير للإجابة المبكرة على التناقضات، وإجهاضها.
نتيجة ضغط الوقائع وقوة الضرورة التاريخية لم يعد للوعي من مختلف خلفياته النظرية أن ينكر طبيعة التحول الحاصل عالمياً. ولهذه الخلاصة أهمية في جانبها الإيجابي، إلّا أنّ جانبها السلبي حاضرٌ أيضاً وهو ما لا يجب للجانب الإيجابي أن يغطّيه فنطرب إليه حصراً. وهنا بعض الأفكار تحديداً من لينين ومرحلة الصعود الثوري في القرن الماضي.
على وقع سيادة التخبط الفكري والتردّد وعدم اليقين في مراحل الانتقال، كون الفكر القديم، وإحداثياته، لم يعد يصلح لفهم الجديد، وبالضد من الذاتية الإرادوية في فهم التاريخ، وكذلك بالضد من العدمية التي تلغي كلّ قانون، يسير العالم على وقع ضرورة شديدة في تعقيدها. وهنا بعض الأفكار حول مَن «يقود» العملية التاريخية، ما يكسر بعض نظريات المؤامرة التي تزداد كلما اشتدت ضرورة الحل.
في تتبّع لتطوّر مراحل الصراع على وقع أزمة هيمنة الإمبريالية، وتحديداً في المستوى الفكري والأيديولوجي والدعائي من الصراع، يظهر بوضوح الاتجاه العام لاندماج الظواهر والقضايا المرتبطة بها عالمياً، ومعه تظهر الحاجة لهجوم «واحد وشامل» من قبل العالَم الجديد.
ما يحصل من تحولات وما يتطور من ظواهر تاريخية جديدة هو مِن الغنى لدرجة أنه لم يتم بعد التقاط معانيه الكافية لدى الوعي العام عالمياً. وكلّه تحت عنوان عام يقول به حتى أعتى منظرّي العالم القائم - وهو عنوان «التحوّل الحضاري». وفي هذه المادة سنمر على ظاهرة تشكّل الجبهة الحضارية التي قال بها منذ عقود القيادي الشيوعي الإيطالي «بالميرو تولياتي» ومداها الراهن وما تعنيه لتشكل فضاء سياسي جديد.
في مواد سابقة كنّا قد أشرنا إلى مقاربة منهجية يمكن من خلالها تتبّع المصير المتطرّف للمحاولة التي تقوم بها الرأسمالية لإبقاء هيمنتها باتجاه إلغاء الواقع من جهة، وإلغاء العقل من جهة أخرى، وفقاً لتطوّر أزمة الفلسفة الرسميّة التي تشكّل حقل اختبار تاريخي لأزمة انقسام المجتمع طبقياً عبر التاريخ وعلاقته بانقسام وعي-مادة، وانقسام عقل-واقع. وهنا نعالج بشكل مباشر مفاعيل ذلك على الإنسان الفرد.
مجدداً، وعلى الرغم من تعقيد المرحلة وغنى «مادتها»، بل بسبب ذلك بالتحديد، فإنّ سمة كونها تكشف عن جوهر حركة المجتمع نفسه في ضرورته وتجريدها النظري، تساعد وتسمح بـ«تجاوز» هذا التعقيد لصالح الوضوح و«التبسيط». وهنا نظرة في ازدياد الوضوح في المادة التاريخية في ميدان الخطاب السياسي.
إن اتجاهاً عاماً نحو توحّد الظواهر في الواقع كما في انعكاسها الواعي هو تعبير عن قانون وضرورة تاريخية عمليّة في المرحلة الراهنة. والاتجاه نحو الوحدة يتّضح بشكل جلي في تعاظم تيار الدفع نحو التفكيك. وفي هذه المادة نعالج هذا التناقض بين التيارين في ميدان العلوم.
في المادتين السابقتين حاولنا تتبّع التحوّلات في علاقة الذات-الموضوع انطلاقاً من التحوّلات التاريخية في توازن القوى الطبقي. التحوّلات كانت ضمن الفلسفة نفسها ومذاهبها المتصارعة، وضمن التطبيق الاجتماعي-الاقتصادي السياسي للفلسفة، أي نمط الحياة وعلاقة الفرد-الطبقة بالواقع، حيث كنا قد وصلنا إلى الانتقال من الهيمنة القهرية نحو الهيمنة عبر القبول، استناداً إلى التيار المثالي الذاتي. وفي المادة الراهنة نستكمل هذا التتبع نحو مراحل لاحقة ومعانيه السياسية والفلسفية.
في المادة السابقة وتحت العنوان ذاته حاولنا مجدداً البحث حول كيفية الاستفادة من تاريخ الفلسفة لنقاش الأزمة الحضارية للرأسمالية في نسختها الراهنة، وفي محاولة اقتراحٍ منهجيٍّ يسمح بالمقارنة بين مستويات النشاط تاريخياً، عبر اعتبار المستويات الأعلى تجريداً كاختبارٍ تاريخيٍّ مبكّر لما يمكن أن يتطور في المستويات الأقل تجريداً. وكنا قد استعرضنا بعضاً من تاريخ المذاهب الفلسفية في تطوُّرِها التاريخيّ وحدودها. في هذه المادة سنستكمل المعنى التاريخي-السياسي لهذا الاستعراض.