هل نتجه لتثبيت قمّة ألاسكا؟!
انتهت الأحد 24 تشرين الثاني مباحثات رفيعة المستوى في جنيف بحضور الترويكا الأوروبية «فرنسا - بريطانيا - ألمانيا» وأوكرانيا مع مسؤولين من الولايات المتحدة لمناقشة خطة ترامب حول معاهدة سلام بين روسيا وأوكرانيا، وذلك وسط أنباء عن الوصول إلى توافق مبدئي حول الخطة المقترحة.
في السياق ذاته أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت حدوث توافق حول الغالبية العظمى من بنود الخطة، ووصفت المباحثات في جنيف بأنّها «إيجابية»، ونقلت شبكة «إيه بي سي نيوز» عن مسؤول أمريكي بأن: «الوفد الأوكراني وافق رسمياً على شروط اتفاق السلام مع روسيا الذي اقترحته الولايات المتحدة، مع تحديد بعض التفاصيل».
مشاورات مع الجانب الروسي
وعند ختام محادثات جنيف، عاد وزير الخارجية الأمريكية ماركو روبيو إلى العاصمة واشنطن، بينما سافر وزير الجيش الأمريكي دان دريسكول إلى أبوظبي، حيث التقى يوم الإثنين بوفدٍ روسي لمراجعة التعديلات التي أُدخلت على خطة الـ 28 نقطة التي نوقشت في جنيف، وفقاً للمسؤول.
من جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا تسلمت خطة الرئيس الأمريكي للسلام في أوكرانيا عبر قنوات غير رسمية، وأنها مستعدة لمناقشة صيغ محددة للمقترح. وأشار لافروف إلى أن عدداً من الصياغات المذكورة في الخطة «تتطلب توضيحاً»، لكنّه قال إن المقترح الأمريكي «يتماشى مع ما تم التوافق عليه في قمة ألاسكا، وأن موسكو ترحب به».
تصعيد ميداني كبير
نحن أمام لحظة مفصلية، فإنّ ما جرى الاتفاق عليه أثناء قمّة آلاسكا كان تعبيراً عن توازن قوى محدد، لكن المناورة التي تلت اللقاء الرئاسي لم تستطع تغيير المعطيات، مع ذلك يبدو أن هناك فرصة لمناورة جديدة عبر قبول خطة ترامب ضمن المهلة المحددة لكن البدء بجولة من المماطلة عبر نقاش التفاصيل، لذلك يبدو أن روسيا بدأت برفع الضغط العسكري ما أدى بحسب عمدة كييف، فيتالي كليتشكو إلى انقطاع إمدادات الطاقة والمياه في بعض مناطق العاصمة الأوكرانية، وذلك في أعقاب هجوم روسي ضخم صباح الثلاثاء استهدف منشآت للطاقة في أوكرانيا وردَّت الأخيرة بشنّ ضربات على العمق الروسي.
إنَّ موسكو كانت متمسكة بالوصول إلى اتفاق دائم، ورفضت أي هدنة أو وقفٍ مؤقت لإطلاق النار، ذلك لإدراكها لطبيعة الوضع على الجبهة، وستكون موسكو - إنْ تم الاتفاق – قد فرضت شروطها بعد معركة طاحنة واجهت فيها جزءاً كبيراً من قدرات الغرب والناتو وخرجت منتصرة، وهو ما يعني أن الطريق قد انفتح لتثبيت قواعد جديدة، فانتهاء الحرب في أوكرانيا ضمن هذه المعطيات ستكون بمثابة صافرة البداية لسلسلة من التغيرات الكبرى على المستوى العالمي.