تصريح من حزب الإرادة الشعبية حول مظاهرات الساحل السوري
خرجت ظهر يوم أمس، الثلاثاء 25/11/2025، مظاهرات للأهالي في عدة مدن ونواحي في الساحل السوري، حملت مطالب وشعارات متنوعة، كان بين أبرزها اللامركزية والمطالبة بالمعتقلين وبوقف حالات الخطف والقتل، وتلتها مساءً مظاهرات مضادة في نقاط متعددة أيضاً من الساحل السوري، مع تسجيل حالات قليلة من الاشتباك المباشر. واشتركت المظاهرات والمظاهرات المضادة بترديد هتافات ذات طابع طائفي وتحريضي، ومن الواضح تماماً أن الأمور مرشحة للانزلاق لمزيد من التصعيد، مع استمرار عمليات التحريض الداخلي والخارجي، في حال لم يتم التعامل مع الأمور بشكل جدي ووطني ومسؤول، وبأسرع وقت.
إن خروج المظاهرات والمظاهرات المضادة، وترديدها لهتافات طائفية، واستمرار الاستعصاء في ملف السويداء وفي ملف الشمال الشرقي، إضافة إلى استمرار تدهور الأوضاع المعيشية للغالبية الساحقة من السوريين، كل ذلك، يقود إلى الاستنتاجات الضرورية التالية:
أولاً: الأزمة السورية ما تزال مستمرة وتتعمق لأن جذورها ما تزال قائمة؛ فالنظام لم يسقط حتى اللحظة، وما جرى هو استبدال سلطة بسلطة، في حين إن النظام بوصفه طريقة توزيع الثروة في البلاد وطريقة إدارتها، ما يزال على حاله.
ثانياً: الطريق الوحيد للخروج الحقيقي والناجز من الأزمة، كان وما يزال الحل السياسي الشامل على أساس المبادئ والأهداف الأساسية المبينة في القرار 2254 والتي أعاد التأكيد عليها القرار 2799 الصادر مؤخراً تحت الفصل السابع. والذي ينبغي أن يتضمن إنشاء جسم حكم انتقالي توافقي غير طائفي وشامل، وصولاً لدستور دائم وانتخابات حرة ونزيهة يقرر فيها السوريون مصيرهم بأنفسهم.
ثالثاً: حل مختلف القضايا العالقة والمتراكمة عبر عقود، بما فيها شكل الدولة المطلوب وطبيعة العلاقة بين المركزية واللامركزية، له مكان واحد هو المؤتمر الوطني العام المنشود، الذي يضم كل القوى السياسية والاجتماعية السورية دون استثناء ودون إقصاء.
رابعاً: كل يوم تأخير إضافي في التوجه نحو المؤتمر الوطني العام ونحو الحل السياسي الشامل يعني رفع مستوى التدخلات الخارجية في البلاد، وخاصة التدخلات التخريبية التقسيمية «الإسرائيلية»، ويعني رفع مستوى الاستقطاب الطائفي والقومي والديني، ويعني رفع مخاطر تفجير البلاد مجدداً بدوامات العنف والدماء وصولاً إلى التقسيم.
خامساً: تتحمل السلطة القائمة، بصفتها وموقعها القانوني والسياسي، المسؤولية الأولى والأساسية عن كل تأخير في المبادرة نحو الحل السياسي الشامل. وتتحمل أيضاً القوى الأخرى المسيطرة على مناطق متعددة في البلاد مسؤولية كل توتير إضافي وانزلاق إضافي باتجاه التفجير... والمشترك بين القوى المتصدرة جميعها هو أنها ما تزال تعول على الخارج لكسب الشرعية وليس على وحدة الداخل السوري، وهذا يشمل الجميع دون استثناء.
أخيراً: فإن محاولة إعادة توليد الثنائيات المدمرة بين «نظام» و«معارضة» وبين «أكثرية» و«أقليات»، لن يخدم إلا أمراء الحروب وأعداء الخارج، وسيسيل مزيداً من الدماء السورية على مختلف المتاريس. الحل الوحيد المنجي هو توحيد الشعب السوري بغض النظر عن الدين أو القومية أو الطائفة، وعلى أساس مصالحه الحقيقية، وفي مقدمتها مصالحه الاقتصادية الاجتماعية، التي تستطيع وحدها توحيد أكثر من 90% من السوريين المفقرين والمنهوبين، والذين ينتمون إلى كل القوميات والأديان والطوائف.
حزب الإرادة الشعبية
دمشق 26/11/2025


تحميل المرفقات :
- تصريح من حزب الإرادة الشعبية حول مظاهرات الساحل السوري (0 التنزيلات)
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 0000