فن الربيع خريف الفن
في الربيع يجتمع التناقض دونما ارتياح، هو فصل الفصول، فيه تقاتل البراعم لمسات الرياح، فإما تحتضر مستسلمةً لآخر نفحة ٍخريفية، وإما تستقبل صيفها بألوانٍ متفاوتة، وليست في الألوان النهاية، كما يحب للبعض الاعتقاد، فللألوان دلالاتها..
في الربيع يجتمع التناقض دونما ارتياح، هو فصل الفصول، فيه تقاتل البراعم لمسات الرياح، فإما تحتضر مستسلمةً لآخر نفحة ٍخريفية، وإما تستقبل صيفها بألوانٍ متفاوتة، وليست في الألوان النهاية، كما يحب للبعض الاعتقاد، فللألوان دلالاتها..
تشهد الأزمة السورية منذ أكثر من سنة ونصف مستويات متفاوتة من العنف والعنف المضاد، بلغت ذروتها في الشهر والنصف الأخيرين. علت خلال هذا التاريخ أصوات السوريين وصيحاتهم في مقابل أزيز الرصاص الكثيف والعنف المستشري، تراكمت الصيحات واشتدت وتكاثرت نتيجة لواقع يومي يزداد استعصاءً على المستوى الدولي والإقليمي والداخلي، حول حياة السوريين جحيماً لا يطاق..
تخضع قضية البحرين كما غيرها من الأزمات و الثورات التي تشهدها الساحة الإقليمية اليوم لمنطق ( إما له أو عليه ) منطق تكرسه بطريقة أو بأخرى الاصطفافات الحادة الحاصلة أو المتشكلة في طور أفول ميزان عالمي قديم كان قد خضع مباشرة ً لسيطرة الولايات المتحدة وكل من يحذو حذوها، وبروز تحالفات جديدة تحت مسمى التعددية القطبية . يبارك ، هذا التحول من شعوب العالم المستعبدة اقتصاديا ً وسياسيا ً وحتى عسكريا ً بينما تتصدى له بعض الدول ساعية لتسهيل الهيمنة الأمريكية والأوروبية عليه.
في وقت تقع فيه «الدولة» بين فكي كماشة، حداها الإسقاط والفساد، وتتآكل بنيتها وتكتوي بنار جحيمٍ وقودها «شعب» ومحاولة توسيع مسافات الانقسام بين أبنائه تحت وطأة الشعارات المتطرفة وأوهامها، وفي وقت تضيع فيه رسمة الوطن بضياع أركانه – الدولة والشعب والجغرافيا- نجد من يقف على عتبات هذا الضياع ويحاول استغلاله بشتى الوسائل والشعارات المتباينة في شكلها والمتماثلة في مضمونها.
يبدو أنه كان من الضروري، ومنذ بداية الحراك، الاتفاق على أحد أهم الثوابت التي ترسمها حراكات الشارع في كل العالم وليس عندنا فقط.. وهي وظيفة هذا الحراك، إلا أن النشوة التي أخذتنا على حين غرة، جمدت عقولنا عند شعار الثورتين التونسية والمصرية الخالد في القاموس الحديث للمرحلة الجديدة من صعود قطب الشعوب: (الشعب يريد اسقاط النظام)..
بدأت أعمال الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة ومقرها نيويورك في يوم الثلاثاء 25 سبتمبر /أيلول بحضور كثيف للملفين النووي الإيراني والأزمة السورية سواء ً من على منبر منصة الأمم المتحدة أو التصريحات الصادرة من هنا وهناك خلال المشاورات بين الفرق السياسية المشاركة على هامش أعمال الجمعية ....
اليوم، وضمن جلبة المهاترات السياسية تتفاوت درجات التخوين للجامعة العربية قياساً مع أداء هذه الأخيرة (المتفاوت) بدورها لمحاصرة وإسقاط النظام السوري.
«يا توتة الدار.. اصبري ع الزمان إن جار.. لا بد ما نعود مهما طوّل المشوار» بهذه الكلمات ملأ رمز الأغنية الفلسطينية «أبو عرب» حقيبة الفدائي والمهجّر على حدّ سواء، لترسم بحّته الفلسطينية حلم الأول بالتحرير وأمل الأخير في العودة...
أليس التوازن الدولي هو ما يمكنه التنبؤ باستحالة سقوط النظام السوري أو انتصار المعارضة المسلحة...!؟ أليس من اليسير بمكان التنبؤ بحدوث انفجار قد يودي بحياة عشرات السوريين أو اللبنانيين مثلاً...!؟؟
لا وقت للحديث عن برامج سياسية – اقتصادية واجتماعية..!!. لا وقت للحديث عن ضرورة التوزيع العادل للثروة...!! لا متسع لديهم للحديث عن القضية المركزية..!! الق ما تحمله من تلك الشعارات «المملة» واحمل «حقّك» واتبعني، دون أن تسألني حتى عن ماهية هذا «الحق» أو ذاك، فقط انظر إلى تلك المجتمعات واتبعني...!!