رند سودان
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
إنه وقت الظهيرة، أناس يقطعون الشارع جيئة وذهاباً يبحثون عن أقرب وسيلة للعودة إلى البيت، ضجيج دائم في هذه الأمكنة، باعة وسيارات وأطفال وكبار في سمفونية أضافت إليها الأزمة الأخيرة نوعاً آخر من الصراخ، بسطات تسجيلية تملأ الفضاء بزعيق عجيب، والكل يغني على ليلاه بكلمات لم نعتد يوماً على سماعها، والكل تحت مسمى «الأغنية الوطنية».. لكن.. هل هي كذلك؟!
«أريد منك أن تكتب قصيدة من الشعر المرسل موجّهة لهؤلاء الذين تخلّوا, نتيجة الإخفاق الكامل للثورة الفرنسية, عن أي أمل في مستقبل أفضل للإنسانية, وغرقوا تماماً في أنانية أبيقورية, يخفونها تحت أقنعة العناوين الناعمة للترابط الأسري, واحتقار الفلسفات الحالمة»...
اعتاد الجمهور العربي في الفترة الأخيرة سماع تلك الأصوات المنادية بالتدخل الأجنبي، نداء أضحى لصيقاً بالكثير من أطياف المعارضة في المنطقة العربية، وأصبح بدرجة من الدرجات، ربما «معياراً ثورياً» تقاس به شراسة هذا المعارض من ذاك، شراسة تغدو هي الأخرى صكّاً يعبر عن كمية «الرغبة في التغيير..!!».
«بكفي قتل... اشبعنا دمار..» عبارات ٌ كثر تردادها بين السوريين بمختلف أطيافهم منذ اندلاع دوامة العنف في الأزمة السورية, دعوات ٌ تبلغ ذروتها اليوم خاصّة بعد ما ذاقه السوريون من ويلات الاقتتال الوهمي الشرس
بعد مرور شهر على الأزمة في سورية: «لك هدووووول شو بفهمهن بقانون الطوارئ»، بعد سنة: «يا ويلاه .... لك معقول كل هاد يطلع من الشعب.. لك شو هالوعي هاد, شو هالثقافة اللي حاملينه». اليوم: «حكيك حلو يا أخي, بس بدك شعب يفهم».. حكم ٌ ومواعظ أخلاقية وتربوية، انتشرت منذ بداية الأزمة وتناقلتها بشكل رئيسي فضائيات الإعلام الرسمي وشبه الرسمي «قناة الدنيا» نموذجاً.
(حاول) نبيل فياض أن يصرخ في وجه الطائفية المقيتة، لنراه ينزلق هو نفسه إلى مستنقع خطاب طائفي يتماثل إلى حدٍّ كبير دعوات أبي قتادة أو العرعور «الجهادية» ولكنها بلبوسٍ «علماني».
للوهلة الأولى ظننته شهاباً فسارعت إلى اختيار أمنيتي..!!
إنه وقت الظهيرة، أناس يقطعون الشارع جيئة وذهاباً يبحثون عن أقرب وسيلة للعودة إلى البيت، ضجيج دائم في هذه الأمكنة، باعة وسيارات وأطفال وكبار في سمفونية أضافت إليها الأزمة الأخيرة نوعاً آخر من الصراخ، بسطات تسجيلية تملأ الفضاء بزعيق عجيب، والكل يغني على ليلاه بكلمات لم نعتد يوماً على سماعها، والكل تحت مسمى «الأغنية الوطنية».. لكن.. هل هي كذلك؟!