أسئلة «روسية مصرية» و«مصرية سعودية»
منذ زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى مصر، تتصاعد بكثافة مؤشرات التوجه المصري الجديد في صياغة علاقاته الخارجية بما يخدم مصالحه الوطنية، ويتوافق مع تبدلات ميزان القوى الجديد.
منذ زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى مصر، تتصاعد بكثافة مؤشرات التوجه المصري الجديد في صياغة علاقاته الخارجية بما يخدم مصالحه الوطنية، ويتوافق مع تبدلات ميزان القوى الجديد.
منذ اللحظات الأولى لتوقيع صيغة المبادرة الخليجية، برز مضمونها الحامل صواعق عدة لانفجاراتٍ لاحقة. وهو ما عاشته الجبهة اليمنية في الأشهر الأخيرة، وما أسس لتصعيد الأسبوع الماضي المتجسد بالأحداث الأمنية التي شهدها محيط القصر الرئاسي.
مع بدايات الانتهاك العدواني الذي يشنه طيران «التحالف الدولي» في المنطقة بقيادة الولايات المتحدة، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، ستيف وارين، إن أحد الطرود العسكرية الجوية «ضلَّ طريقه» (ساقطاً في منطقة يسيطر عليها داعش) وجرى تدميره، ليتحدث بعدها عن طرد آخر ضل طريقه أيضاً وسقط في أيادٍ داعشية، لكن هذه كانت البداية.
عقيدة عسكرية جديدة تبناها الكرملين، تأخذ بعين الاعتبار حلف «الناتو» كتهديد جدّي للأمن الروسي، وهو ما تصدر إعلان العقيدة الجديدة، بالإضافة إلى الكثير من البنود التي تكتسب أهمية لا تقل عن خطر حلف شمال الأطلسي، فهل هي البداية لحرب باردة جديدة؟
اكتسب حدث إقالة رئيس المخابرات المصرية، اللواء فريد التهامي، وتعيين اللواء خالد فوزي بدلاً عنه أهمية خاصة، كونه يمثل أحد التغييرات غير المعتادة في مصر، ما يجعل أي تغيير في قمة هرمه إشارة على كسر ما محتمل في موازين القوى داخل جهاز الدولة.
بعد أربعة أعوام على موجة الحراك الأولى، استدعى الحدث المصري سلسلة من التحليلات من كل شاكلةٍ ولون. ويبدو أن إحدى أكبر القنابل الدخانية الملقاة في التعاطي مع الحالة المصرية اليوم هي الابتعاد عن توصيف حال جهاز الدولة المصري، والإضاءة على المسارات داخله منذ بداية الحراك في 25 يناير2011.
في إطار البحث المستمر عن مخارج الأزمات البينية، وأزماتها مع دول الجوار، تعمل دول الخليج- قطر والسعودية بشكل خاص- على صياغة مواقف جديدة تتناسب مع الوضع الإقليمي الذي تشهد ملفاته الأساسية ذات الارتباط بالوضع الدولي انعطافات حادة، إثر وصول مباحثات الملف النووي الإيراني إلى خواتيمه، وإعادة فتح آفاق الحل السياسي للأزمة السورية، والتوجهات الجديدة لكل من مصر وتركيا نحو علاقات أفضل مع روسيا و«بريكس».
في ظل النمو المتباطئ للاقتصادات الأوروبية، والتي اقتربت في منطقة اليورو من الصفر، تبقى تركيا بوضع أفضل بقليل نتيجة الموقع المتوسط لتكتلات اقتصادية كبرى، ما يضمن لها عروض استيراد وأسواق تصريف متنوعة، وهو ما ساهم في تحقيق نسب نمو عالية في السنوات السابقة، وقد تصل هذا العام حتى 2.1% مقارنة ببيانات العام الماضي.
دائماً ما كانت دول الخليج على أهبة الاستعداد لملاقاة المشروع الأمريكي اتجاه منطقتنا. المشروع الذي استعان بدول الخليج مراراً في معركته القائمة في الشرق الأوسط ابتداءً من غزو العراق 2003. ليتصاعد، بعدها، دور قطر والسعودية اللتين استلمتا مهام محددة في كل ملفات المنطقة، وهو ما أنذر مبكراً باستنفاذ جزء من الخيارات الأمريكية القائمة على التدخل الأمريكي المباشر في المنطقة.
اختتمت أعمال قمة العشرين المنعقدة في منطقة بريسبان الأسترالية، لتعكس ارتفاع مستوى المخاوف الجدية على اقتصادات الدول الكبرى فيما يخص معدلات النمو والتشغيل وحجم التجارة الدولية. كما شهدت القمة لقاءات غير رسمية لا تقل أهمية عن أعمال المؤتمر.