داعش تبحث عن ساحة جديدة
خلَّفت الأعمال الإرهابية التي شهدتها العاصمة الإيرانية طهران يوم الأربعاء الماضي الكثير من الأسئلة حول طبيعة الرسالة التي أراد من يقف خلف المنفذين أن يوصلها، وقد بدا من اللافت تبني تنظيم «داعش» الإرهابي لها في اليوم ذاته.
خلَّفت الأعمال الإرهابية التي شهدتها العاصمة الإيرانية طهران يوم الأربعاء الماضي الكثير من الأسئلة حول طبيعة الرسالة التي أراد من يقف خلف المنفذين أن يوصلها، وقد بدا من اللافت تبني تنظيم «داعش» الإرهابي لها في اليوم ذاته.
مع التراجع الكبير لتنظيم «داعش» الإرهابي، نتيجة الضربات الكبيرة التي تلقاها في سورية والعراق، بدأ مؤخراً يصعّد من ضرباته وهجماته.
عمدت الإدارة الأمريكية، منتهية الولاية والصلاحية، خلال الأشهر الأخيرة من عام 2016 إلى تعزيز إمكانات «داعش» في الداخل السوري عبر عدّة محاور. لعلَّ أهمُّها على الإطلاق تلك الضربة المباشرة التي وجهتها القوات الأمريكية إلى مواقع الجيش السوري على تلال الثردة المشرفة على مطار دير الزور، وذلك في أيلول 2016، والتي قالت في حينها بأنها حدثت بطريق الخطأ، ما فسح المجال مباشرة أمام «داعش» للتقدم على هذا المحور الاستراتيجي والهام.
شهدت أحياء دير الزور المحاصرة ومنطقة المطار، في الأيام الأخيرة تصعيداً عسكرياً، حيث شنّ التنظيم الفاشي التكفيري(داعش). هجوماً عنيفاً بعشرات الآلاف، في محاولةٍ منه للسيطرة على المطار، وبقية أحياء المدينة الخاضعة لسيطرة الدولة، للتغطية على خسائره التي تلقاها في مدينة الموصل في العراق، والخسائر التي تلقاها في الشمال السوري.
تصل معركة تحرير الموصل إلى مراحل متقدمة، وسط تقدمات مهمة لقوات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية، وبإحاطة وإسناد من قوات حليفة لهما، لكن عملية دخول المدينة بالمعنى الناجز والنهائي لا يمكن أن تتم دون توافق سياسي حقيقي بين القوى المشاركة في هذه العملية، وهو أحد أسباب التأخير الجاري في سياق المعركة.
تستمر عمليات تحرير الموصل العراقية، بعد إكمال الطوق حول المدينة، والاقتراب من الأحياء الواقعة على أطرافها، وتتوازى العمليات العسكرية مع تحركات سياسية في الداخل العراقي، من شأنها دعم التقدم العسكري، أو حتى عرقلته في ظل اللوحة المعقدة المحيطة بالمعركة.
أنهت معركة الموصل شهرها الأول، في السابع عشر من تشرين الثاني الحالي، وسط تقدمات عسكرية مهمة للجيش العراقي والقوى المقاتلة معه، خصوصاً في جنوب وشرق المدينة. لكن آراءً كثيرة باتت ترجح أن الآجال الموضوعة لتحرير الموصل نهاية العام الحالي، قد تطول تبعاً لوتيرة التقدم الحالي، باتجاه قلب المدينة.
لا يمكن فهم أبعاد معركة الموصل، ومآلاتها المفترضة دون الوقوف على جملة وقائع وأحداث سبقت المعركة في الميدان العراقي والإقليمي، والدولي.
تستمر ممارسات تنظيم داعش الهمجية بحق المواطنين العزل في محافظة الرقة، من ترحيل إجباري لبعض السكان، وإسكان عناصر تابعين للتنظيم في دورهم، بالإضافة إلى أن ظاهرة عمليات خطف الأطفال ازدادت خلال هذه الفترة، حيث تم اختطاف عدد من الأطفال الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 8-12 سنة، وقد وصل عدد هؤلاء المخطوفين إلى 16 طفلاً، الأمر الذي تسبب بحالة من الفزع والخوف لدى البقية المتبقية من الأهالي، وكانت مسبباً إضافياً للهروب من المدينة نزوحاً إلى أية رقعة أخرى فيها بعض الأمان بعيداً عن التنظيم الإرهابي وممارساته.
انطلقت يوم الاثنين الماضي 17/10/2016، «معركة تحرير الموصل»، حيث شرعت القوات العراقية بتحرير القرى الأكثر قرباً من المدينة. ووصل عدد القرى المحررة في الساعات الـ24 الأولى إلى حوالي 20 قرية، بسبب التراجعات الكبيرة لمقاتلي تنظيم «داعش» في اتجاه عمق المدينة.