عرفات لميلودي إف إم: من اخترع داعش سيجلس على الطاولة من دونها

عرفات لميلودي إف إم: من اخترع داعش سيجلس على الطاولة من دونها

أجرت إذاعة ميلودي إف إم لقاءً مع الرفيق علاء عرفات، أمين حزب الإرادة الشعبية وعضو رئاسة جبهة التغيير والتحرير، بتاريخ 4/7/2017، وفيما يلي بعض مما جاء فيه حسب محاور اللقاء.

داعش خرجت من الصورة
حول أستانا وكيف يُقرأ قال عرفات: في الحقيقة، كلما اتجهنا نحو جولة لها طابع سلمي، تحمى الجبهات، الحقيقة لا أذكر أن هناك جولة حدثت إلا وسبقها تصعيد، الجديد في موضوع أستانا أن موازين القوى اختلفت تماماً.
هذه المرة تعقد مباحثات أستانا، أو جنيف المقبل، في ظل تراجع شديد لداعش، اليوم داعش تخرج من الصورة، وبالتالي في موازين القوى، من أنتج داعش واخترعها سيجلس على الطاولة من دونها.

الحكي ببلاش
وحول عبارة «المناطق الآمنة» أجاب عرفات: ما أعرفه بالتحديد بالحديث حول أستانا هو مناطق خفض التصعيد، هناك من يلمح بالقول بـ «مناطق آمنة»، وهم كثر... هي مناطق خفض توتر، وما سينفذ هو ما سيتم الاتفاق عليه، نقطة من بداية السطر.
وأضاف: إذا كنت تقصد الأتراك، «الحكي ببلاش».. أي خطوة لم يتم الاتفاق عليها لن تنجح، وهذا الكلام من قبل الروس مع الولايات المتحدة الأمريكية، فما بالكم مع تركيا؟!

لا أجندة جاهزة في أستانا
وحول التفجيرات الأخيرة وعلاقتها بأستانا قال عرفات: أجندة جاهزة في استانا لا يوجد، هناك عمليات تفاوض جارية.. وهنا يوجد عمليات مبالغة كبيرة، ولها أساسها التاريخي، هناك من يطابق ما يحدث الآن مع اتفاقية سايكس بيكو، ومعاهدة فيرساي، التي خرجت منها الشعوب العربية «من المولد بلا حمص»، أو بالأحرى «ناقص حمص»، أنا لا أعتقد أن الأمور الآن كذلك، لا يوجد خرائط جاهزة، ولا يوجد اتفاقات من تحت الطاولة، وهناك من يفرض ما يريده على الطاولة في النور.

الانكفاء التركي ونتائجه
وحول العلاقات الروسية التركية قال عرفات: كل المؤشرات التي يجري الحديث عنها إعلامياً تقول: إن الأمور تجري باتجاه إيجابي، المرة الماضية وقّعوا اتفاقاً، وما قبله جرى تقدم أيضاً، اليوم التوقعات تقول: بأن هناك نجاح جِدّي سيحصل، وهذا نتيجة الوضع الذي جرى مؤخراً.
وعقب قائلاً: استدارة الأتراك تتطور كما هو مطلوب، الأتراك بدؤوا بالخروج من الأزمة السورية، الأن لديهم عقدة اسمها الأكراد، ويحاولون أن يتعاملوا مع هذا الموضوع وفق وجهة نظرهم، فالدور التركي إلى انكفاء، وهذا يضمن لهم الخروج من الأزمة السورية بخسائر أقل.
في الحقيقة هناك جزء كبير من التنظيمات المسلحة يدين بالولاء لتركيا، مثل أحرار الشام، ولكن هذا لا يعني أنهم ليسوا على تناقضات مع الأتراك.. كنا نقول مع وقف الحرب بأن تبعية المسلحين للدول تنخفض، لأن أساس التبعية هو العمل المسلح، وبالتالي عندما تهدأ الحرب بالتدريج فإن حاجة هؤلاء للدول تنخفض، بغض النظر عن النوايا.
مضيفاً: الحل السياسي يعني وقف التدخل الخارجي بكل اشكاله، وقف الحرب وبدء عملية سياسية، وبالتالي أدوار هذه البلدان ستنخفض مع انخفاض العمل المسلح ودور المسلحين أيضاً سينخفض، ومن يريد منهم العمل فليذهب للعمل السياسي، إن وجدوا في أنفسهم الكفاءة لذلك.

إيران طرف ضامن
وحول الصوت الإيراني غير المسموع كما هو مطلوب، أجاب عرفات: الصوت الإيراني مازال وازناً في المسألة السورية وتأثيره هام وحاضر، وهذا التأثير يدفع الأمور باتجاه الحلحلة. وهم تحولوا إلى طرف ضامن منذ الجولة قبل الماضية في أستانا، وبالتالي هم يبذلون جهداً، ودورهم ملموس، ربما إعلامياً هناك انخفاض في مستوى التصريحات، ولكنهم انخرطوا في العمل السياسي، وتصريحاتهم تتكلم عن جنيف وعن أستانا.

أمريكا المنقسمة
وحول الولايات المتحدة وموقفها من أستانا قال الرفيق علاء: الولايات المتحدة غير راضية عن كل الحل السياسي، تريد الحرب، التمثيل الأمريكي في أستانا على مستوى مساعد وزير خارجية، وهذا مستوى جيد بهذه المباحثات.
وبخصوص تصريحات وزير الخارجية الأمريكي الأخير حول الرئيس الأسد، قال عرفات: الأمريكيون، إن كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين، سياستهم واحدة، ربما هناك من «يرفع السقف» أكثر في إطار التكتيكات الآنية، لكن بالمحصلة السياسة واحدة، ينبغي البدء بالتفاوض دون أي شرط مسبق، وهذا الكلام الجميع مضطر أن يلتزم به، ومجرد موافقتهم على 2254 أو مجيئهم إلى جنيف، هو قبولهم بكل المرادفات المتضمنة، هناك محاولات للالتفاف على القرار 2254 ولكن هذا القرار سينفذ، وليس لأن الأمريكيين يريدون ذلك، بل لأنهم غير قادرين على منع تنفيذه.
مضيفاً: عند تحليل أي موقف أمريكي ينبغي الانطلاق من أنّ هناك انقساماً عميقاً في المجتمع الأمريكي، وهناك انعكاس لهذا الانقسام في الإدارة الامريكية وبالتالي نرى تصريحات متعاكسة، وهذا انقسام وليس توزيع أدوار، في الولايات الأمريكية هناك من يريد أن ينهي داعش، وهناك من يريد دعمها، والأخبار التي تتحدث عن أن هناك من يُهرّب قادة داعش هي أخبار صحيحة، والتفجيرات التي حدثت مؤخراً في إيران ترفع من هذا الاحتمال وتوضح أن إيران قد تكون الهدف التالي.
وبما يخص دي مستورا.. وهو يطالب بمناقشة الدستور في أستانا أجاب عرفات: ما يُبحَث في أستانا هي مسائل وقف إطلاق النار وما شابه، ودي مستورا ليس لديه عمل بذلك، وبالتالي هو يطرح ما في جعبته، ولا أعتقد وجود حديث عن الدستور في آستانا.

جنيف التقني قائم
وعن جنيف في الأيام القادمة قال عرفات: هناك الآن جنيف شغال، ولا أحد يتكلم به، وهو جنيف التقني، واللجان التقنية وصلت إلى جنيف وباشرت عملها، وهذا ليس قليل الأهمية، بدؤوا بالدستور، والبدء بالدستور يعني البدء بكل شيء لأن الدستور يحوي كل شيء، أتوقع تقدماً في جنيف ولكن ليس تقدماً كبيراً، أي: ليس اختراق، ولكن هذا لا يعني أن جنيف سيمر مرور الكرام، سيحصل تقدم ما، وسنرى حسب ما يجري بأستانا وحسب جدول الأعمال الذي سيطرح في جنيف.
وأضاف حول النقاط المشتركة بين أستانا وجنيف بالقول: وقف إطلاق النار هي نقطة مشتركة بين أستانا وجنيف، وجنيف من الممكن أن يثبت ويدعم وقف إطلاق النار، لأن الوفد الحكومي وراءه الجيش وحلفاؤه، وهو طرف في المفاوضات، والأطراف الأخرى لها قواها العسكرية التي من الممكن أن تثبت هذه المسائل وتجعلها جزءاً من العملية السياسية .

الدول الأوربية ثقلها صفري
أما ما يتعلق بشأن التصريحات الفرنسية الأخيرة، فقد قال عرفات: هناك شيء إيجابي في تصريحات ماكرون، ولكن هنا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الوزن الفرنسي، الوزن الفرنسي ليس هو من كان يعيق  المباحثات، وليس هو من سيدفعها الأن، فرنسا ليست ذلك البلد الذي يستطيع أن يعيق الاتفاق في جنيف.
مضيفاً: الدول الأوروبية جميعها ثقلها صفري بوجود الدولة الأمريكية، وهم من وضعوا نفسهم بهذا الوضع، المهم بالموضوع الفرنسي هو المؤشرات العامة، الفرنسيون بدؤوا بتغيير مسارهم، هذا يعني أن هناك شيئاً  في الجو الدولي يقتضي ذلك، وهذا الأهم.

أزمة الخليج
وحول الأزم الخليجية قال عرفات: الأطراف الخليجية عموماً يضعف دورها وتأثيرها في الأزمة السورية، هذا الحلف الأمريكي الخليجي يتراجع عملياً، هذه المنظومة تنهار، وهذه السياسات تتوقف عن الفاعلية، وبالتالي هذا كله سيكون لديه انعكاسات إيجابية جدية على الوضع السوري، وإنْ كان من الممكن أن تنشأ بعض الانعكاسات السلبية بسبب فقدان السيطرة لهذه الدول على بعض جماعاتهم في سورية، ولكن هذا لن يعرقل ولن يؤثر بشكل ملموس.

معلومات إضافية

العدد رقم:
818