في السلمية.. لا للاعتداء على ممتلكات الأهالي

في السلمية.. لا للاعتداء على ممتلكات الأهالي

تزايدت مؤخراً الاستهدافات المباشرة لمدينة السلمية من قبل التنظيم الإرهابي «داعش»، فكل يوم هناك قذائف وصواريخ تسقط على المدينة، مخلفة ضحايا ومصابين وأضراراً مادية.



لكن الجديد الذي صاحب ورافق الاستهدافات الأخيرة، هو بعض عمليات السرقة والتعفيش التي جرت في المناطق المستهدفة، وخاصة في «الحارة الشرقية» من المدينة.

استغلال وقح!
أهالي مدينة السلمية الذين عانوا الأمرين من الاستهدافات الإرهابية، واضطرار بعضهم للنزوح من بعض الحارات، وخاصة الحارة الشرقية من المدينة، فوجئوا بممارسات كان لها الوقع الأسوأ عليهم، حيث تم استغلال هذه الاستهدافات من قبل «المعفشين»، الذين باشروا عمليات السرقة للبيوت التي فرغت من أهاليها، ونهبوا ما طالته أيديهم من ممتلكات ومقتنيات هؤلاء.
والملفت أكثر، أن هؤلاء المعفشين لم يكتفوا بهذه الممارسات خلال فترة الليل والعتم كي يكونوا بعيدين عن الأنظار، بل وخلال فترات الصباح الأولى كذلك الأمر، بشكل علني، في استغلال إضافي لحالة احتياطات الأمان التي فرضها الأهالي على أنفسهم بالتواجد داخل بيوتهم وفي الطوابق الأرضية، خلال فترات القصف والاستهداف، من أجل الحد قدر الإمكان من الأضرار الجسدية.
أهالي المدينة لم يضعوا هؤلاء إلا في خانة التحالف مع التنظيم الإرهابي وممارساته، حيث لم تختلف ممارسات هؤلاء المعفشين عن الممارسات الإرهابية، خاصة وأن ما يتم تعفيشه وسرقته من البيوت ليس من السهل أبداً تعويضه، في ظل ارتفاعات الأسعار، ومحدودية الدخل، بل وانعدامه غالباً بسبب ندرة فرص العمل، فبالكاد يستطيع أهالي المدينة تأمين مستلزمات الحياة المعيشية، في ظل حالة الفقر والإفقار التي يعاني منها المواطنون عموماً.

مشكلات متراكبة
مدينة السلمية استقطبت الكثير من النازحين إليها هرباً من الإرهاب الداعشي خلال السنوات الماضية، وخاصة من القرى والبلدات القريبة منها، مما فاقم العديد من المشكلات المتراكمة سابقاً، وخاصة على مستوى الخدمات، من شبكات مياه وكهرباء وصرف صحي، بالإضافة للقطاع الصحي والتعليمي، وواقع نقص المحروقات (غاز ومازوت وبنزين) وغيرها، ما جعل من حياتهم القاسية أكثر قسوة، ومن واقعهم المعيشي أكثر بؤساً وعوزاً، مع كل ما يخلفه ذلك من حالات فساد واستغلال، ويضاف إلى ذلك كله المعاناة المستمرة من واقع انفلات السلاح، والنتائج التي يتم حصدها سلباً من هذا الواقع في ظل المحسوبيات والاستقواء بالسلاح، ولتأتي أخيراً وقائع السرقات والتعفيش.

جحيم الاستغلال!
ما من شك بأن الاستهداف الإرهابي لمدينة السلمية لم ينقطع طيلة السنوات الماضية، إلا أن تزايده مؤخراً يعتبر مؤشراً على واقع تضييق الخناق على الإرهاب الماضي باتجاه الاندحار النهائي من كل بد، ليس من محيط مدينة السلمية فقط، بل ومن مجمل مناطق سيطرته تباعاً.
إلا أن الأهم بالنسبة لأهالي المدينة، هو أن يتم تضييق الخناق على هؤلاء المعفشين، كما على المستغلين كافة، وداعميهم ورعاتهم وحماتهم والمستفيدين منهم، ومحاسبتهم، والذين يعتبرون الوجه الآخر للإرهاب على مستوى الممارسات اليومية، والذين أحالوا حياة أهالي مدينة السلمية وقراها القريبة والبعيدة إلى جحيم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
827