أهالي قرى البوكمال معاناة الإجرام والقهر!

أهالي قرى البوكمال معاناة الإجرام والقهر!

مع صبيحة كل يوم تزداد معاناة أهلنا في مدينة البوكمال، والقرى والبلدات المحيطة بها، فمع واقع التقهقر والتراجع الذي يصيب التنظيم الإرهابي «داعش» تتصاعد عملياته الانتقامية من الأهالي.





لم تقف حدود معاناة هؤلاء على تأمين مستلزمات المعيشة التي تتفاقم، ولا على ما سمّاه الإرهابيون «النفير» الذي يتم فرضه على الشباب والرجال للالتحاق بصفوفه قسراً، بل حتى على طرق الهروب المزروعة بالألغام، والتي يذهب ضحيتها الساعون للخلاص، بعد أن تزايدت موجات النزوح بشكل كبير مؤخراً.

موجات نزوح
أهالي قرى وبلدات (عشاير- السكرية- الغبرة- السيال- تل الحريري- حسرات- الرمادي- المجاودة- الصالحية- الكشمة- دبلان- غريبة- البوحسن- العشارة- الكشيكية- الغرانيج- أبو حمام- دبلان- سباخان- ..) وغيرها الكثير، ما زالت معاناتهم مستمرة من ممارسات التنظيم الإرهابي، التي أحالت حياتهم جميعاً إلى جحيم لا يوصف، وخاصة خلال الأشهر الأخيرة.
نزح من نزح من هؤلاء طيلة السنوات الماضية، وبقي منهم الكثير، من أجل الحفاظ على ممتلكاتهم وأرزاقهم من النهب الداعشي المنظم على المنطقة، وخاصة بعد أن شاهدوا عمليات الاستيلاء على ممتلكات الغائبين من قبل الإرهابيين، بالذرائع «الشرعية»، بالإضافة إلى الكثير من الممارسات السيئة اليومية التي يتعرضون لها بالذرائع نفسها، والتي كان آخرها «النفير القسري» الذي تم ابتداعه من قبل الدواعش، على إثر تراجعه عدة وعتاداً وعديداً، والذي كان من المسببات الرئيسة لموجات النزوح الأخيرة من هذه البلدات والقرى، بالإضافة إلى كثير من المسببات الأخرى، التي كانت تنعكس سلباً على حياتهم، وما زالت، وخاصة على المستوى المعيشي والأمني.

على حافة الجوع والعوز
الواقع المعيشي لهؤلاء أصبح لا يطاق، بسبب ندرة المواد الغذائية، وارتفاع أسعارها، والتحكم بها من قبل الدواعش والمحسوبين عليهم.
فعلى سبيل المثال: أصبح سعر الكيلو غرام من البطاطا بحدود 4000 ليرة، وقيمة الفروج بحدود 7 آلاف ليرة، وكيلو غرام الشاي وصل لسعر 15 ألف ليرة، وقس على ذلك بقية أسعار السلع والمواد الغذائية.
ما فاقم الوضع لهذه الحال هو خروج الأراضي الزراعية في هذه الرقعة الجغرافية الكبيرة من الخدمة، حيث كانت أحد مصادر الرزق الأساسي للأهالي، بالإضافة للممارسات الإرهابية التي يعمد لها عناصر التنظيم، من فرض الإتاوات، تحت مسمى غرامات بالذرائع الشرعية، لأي تصرف يعتبره «مخالفة شرعية»، اعتباراً من الدخان، مروراً بمخالفة وضرب ولي أمر النساء في حال مشاهدتهم من عناصر التنظيم الإرهابي وهن يقمن بعمليات الحصاد، وقد ظهر وجه أو شعر إحداهن، على سبيل المثال، وقس على ذلك من مخالفات وعقوبات وإتاوات يومية، ناهيك عن مشاركتهم في النشاطات الاقتصادية كافة التي يقوم بها الأهالي، من عمليات بيع وشراء وزرع وحصاد، وغيرها، بالإضافة إلى الواقع الخدمي المتردي من حيث الانقطاع الدائم لشبكات الكهرباء والمياه، والنقص الحاد بالأدوية، وتراجع القطاع الصحي عموماً، والنقص الحاد بالمحروقات، والتحكم بها من قبل الدواعش، والنتيجة، أن حال هؤلاء الأهالي أصبح على حافة الجوع والعوز، والكارثة الإنسانية.

مخاطر وأهوال!
الهاربون من هؤلاء الأهالي مضطرون لمواجهة مخاطر هذا الهروب، والتي لا تقتصر على إمكانية إلقاء القبض عليهم من قبل عناصر التنظيم، باعتباره يمنع مغادرة الأهالي لإبقائهم كدروع بشرية يحتمي بهم، بل الخطر الأكبر هو امكانية اصابتهم من خلال الألغام التي قام بزرعها عناصر التنظيم على الكثير من الطرق وممرات الهروب المكنة، وقد تم تسجيل العديد من الإصابات خلال الفترة الماضية القريبة جراء هذه الألغام.
والمأساة الكبرى بالنسبة لمن استطاع الهروب من هؤلاء، تتمثل عند وصولهم لأحد المخيمات بمحيط محافظة الحسكة، ومنعهم لاحقاً من المغادرة، لأسباب وذرائع عديدة من قبل الإدارة الذاتية، والتي لا تخلو هي الأخرى من أساليب الابتزاز، فأي قهر عاشه ويعيشه هؤلاء؟!.

معلومات إضافية

العدد رقم:
827