«إعلام مستقل» بوجهين.. الجزيرة نموذجاً!
ينشط الناس سياسياً عندما يمتلكون وعياً سياسياً، لكن الوعي لا ينشأ إلا بفعل عوامل موضوعية كثيرة أما المعرفة السطحية فمصادرها كثيرة يكاد يكون الإعلام ووسائل الاتصال من أهمها، فالسلطة الرابعة تتقدم للظهور، وتعلن عن نفسها ويظهر وزنها وتأثيرها على الوعي الاجتماعي بشكل واضح في فترات التغير النوعي، ظهوراً يفوق ما راكمته في الأحوال العادية، وهذا ما أكده التحول الكبير الجاري في المنطقة. فالمساهمة التي قدمتها المحطات التلفزيونية والإنترنت ووسائل الإعلام بتقنياتها العالية، ومن خلال نقلها للخبر وتحليلها له، تثبت ذلك، وهذا ما جعل البعض يمعن في المبالغة إلى درجة تسمية الثورات الشعبية بثورات الفيس بوك، وفاقم وضاعف هذا الأمر غياب حركة سياسية فاعلة تؤدي وظيفتها ودورها، فأخذت وسائل الإعلام هذا الدور بدلاً عنها، وإن بقصور واضح..