بين قوسين: بلا رأس
يأخذ العرّافون والمنجمون طوال أيام السنة، حيّزاً محدداً وثابتاً في معظم وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، يضعون نحو سبعة مليارات إنسان في اثنتي عشرة خانة، ويجمعون «حملاناً وجدياناً وحيتاناً ودلاء وعقارب وأسوداً...» بنغلادش والكونغو والسويد وكندا... في سلة واحدة، ثم يشرعون في قراءة طوالعهم كل على حدة، فيوجّهون خطواتهم ويرسمون مصائرهم بالتحفيز تارة، وبالتحذير تارة، وبالوعود الواهية مراراً وتكراراً.. يزوّجون ويطلّقون ويعقدون الصفقات ويوفّرون فرص العمل والحب والمصالحة والسفر، وينبّهون من الأمراض والمخاطر الطارئة ومن الأصدقاء والجيران والشركاء وزملاء العمل وأفراد العائلة، ويخمنون أيام وساعات وأرقام الحظ وتواريخ الرياح المؤاتية والمعاندة... مستندين في كل «رؤيا» يومية يطلقونها إلى حركة كواكب وأجرام يدركون جيداً أن «مريديهم» لا يعرفون عنها وعن تأثيرها شيئاً.. دون أن ينسوا، على الغالب، اختتام توقعاتهم بجملة: «... والله أعلم».