ربيع تونس كما يراه المؤدّب

صدر حديثاً في العاصمة الفرنسية باريس عن دار «البان ميشيل» كتاب جديد للباحث التونسي عبد الوهاب مؤدب بعنوان «ربيع تونس، انبعاث التاريخ»، ويقع الكتاب في 100 صفحة من القطع الصغير.

يطرح المؤلف عبر الكتاب عدة أسئلة على شاكلة «لماذا يقرر شعب فجأة أن ينتهي من الاضطهاد؟ وأن ينتهي من الخوف؟، ولماذا كانت نهاية النظام في هذه اللحظة؟»، ويلفت إلى أن الثورة التونسية، ودون أي إنذار مسبق، تجسّدت يوم الجمعة 14 يناير 2011 الذي تسارعت فيه الأحداث كثيراً.

ويشرح المؤلف الأسس التي كان يقوم عليها النظام السابق. مركزاً على ثلاث نقاط أساسية، الأولى هي اعتماد الدولة التونسية على دستور يجد جذوره في الثقافة الوطنية كما استوعبها أولئك الذين ناضلوا من أجل الاستقلال وكان القسم الكبير منهم قد تخرّجوا من الجامعات الفرنسية.

والثانية هي حكم الحزب الواحد والذي تبنّاه كُثر في العالم العربي خلال سنوات الخمسينيات المنصرمة. والنقطة الثالثة هي سيادة الحكم الفردي ذي الطابع الاستبدادي المستلهم من العالمين البيزنطي والفارسي.

كما يبدي المؤلف إعجابه الشديد بالشباب التونسيين الخلاّقين والنشيطين والمصممين، جيل الثورة الرقمية الذي عبر عن نفسه بجسارة وبكل حرية، لافتاً إلى أن هؤلاء الشباب قد نجحوا في اختراق جميع أنواع الرقابات وانتصروا في معركة الإعلام والمعلومات مستخدمين التكنولوجيا الحديثة كوسيلة للتنسيق والفعل، وأطلق عليهم المؤلف لقب «الأبطال الذين يصنعون الأحداث».