الإعلام وسباق التتابع
من منا لا يعرف سباق التتابع؟.... وللتذكير فهو سباق يقوم به عدةٌ من نخبة العدائين، يسلم كل عداءٍ منهم العصا للآخر ليواصل مسيرته راكضاً كالبرق لإيصالها إلى العداء الأكثر منه سرعةً ومقدرةً على التحمل وهكذا إلى أن يصلوا إلى خط النهاية، أو دعني أطلق عليه في ظروفنا هذه خط البداية الجديدة (خط التفوق).. وعادة ما يكون العداؤون الأكثر لياقة ومقدرة وثقة، هم من يعبرون في المراحل الأخيرة، حاملين معهم هذه العصا.
نحن لا ننكر أن إعلامنا واجه التحدي وقرر أن يخوض هذا السباق، وراح يركض... مستخدماً بعض كوادره وعدائيه الجدد. أياماً وأسابيع وأشهر، وما زال يعدو، أفتح التلفاز اليوم لأراه يعدو، أسمع صوت لهاثه وأنفاسه المتعبة متوافقاَ مع صوت وقع خطواته المثقلة، لكنه يعدو. أخفض صوت التلفاز لأن صوت أنفاسه الثقيلة يحبطني..، لأراه منهكاً يتصبب عرقاً وكأنه يحمل فوق ظهره عبء وأثقال السنوات السابقة، لكنه يعدو..، ويدور حول مضمار السباق ويتابع سباق التحديات بخطىً ثقيلة متعبة، والعصا ما تزال في يده وبين أصابعه المتعرقة، محاولاً الإمساك بها بيد متشنجة، وجسده يلتمع من التعرق.
تمر أيام وأيام وعداؤنا هذا وبعد بدايته الموفقة، مازال رغم التعب والعناء يركض، يناديه أحد الواقفين بين الجمهور، إرم ثقلك وأعباءك التي حملتها وتحملها منذ سنين، أو سلم العصا لمن هو أكثر كفاءة منك، من يمكنه أن يركض بكل نشاط ليسلمها بعد ذلك لمن بعده، ليس في هذا إهانة فالكل فريق واحد يسعى إلى هدف واحد.