افتتاحية قاسيون 1112: اللقاء الرباعي خطوة نحو 2254
تستمر التحضيرات للقاء الرباعي الذي سيجمع في موسكو قريباً بين وزراء خارجية كل من سورية وتركيا وروسيا وإيران، وذلك في إطار عمل أستانا نحو تحقيق تسوية سورية- تركية، بوصفها خطوة أساسية باتجاه حلٍ شاملٍ للأزمة السورية على أساس القرار 2254.
بالتوازي، تواصل المجموعة المصغرة الغربية، أو ما تبقى منها، بقيادة واشنطن، محاولاتها التخريبية ضد مسار أستانا، وبالاستناد بشكل أساسيٍ لبعض الأنظمة في المنطقة، وبالدرجة الأولى لمصالح المتشددين في كل من النظام والمعارضة، والذين لا يخفون تبرمهم وعدم رضاهم عن مسار التسوية السورية التركية، بل ويرسلون «إشارات استغاثة» تصل حدّ الإيحاء علناً وضمناً بالاستعداد لعقد أية صفقة تكن، وضمن أي مشروع يكن، ما دام ذلك بديلاً عن الحل السياسي الشامل.
إنّ الملف الأساسي على الطاولة اليوم، وخلال الأسابيع القادمة، سيبقى ملف التسوية السورية- التركية، وكلّ المفرقعات النارية، وكل الصخب الإعلامي الذي تجري محاولة إثارته عن «تسويات» أخرى موازية، لن يتمكن من التشويش على حقيقة أنّ هذا الاتجاه هو الاتجاه الأساسي، وأهم من ذلك، أنه هو الاتجاه الذي سيقود نحو الحل، وأنه هو الاتجاه الذي يتم تطبيقه على أرض الواقع.
إنّ الوصول بأسرع وقت ممكن إلى تسوية سورية- تركية تقوم على أساس صيانة الحقوق، وعلى أساس الاحترام المتبادل للسيادة، سيادة البلدين والشعبين، هو أمر في منتهى الأهمية بالنسبة لكلا البلدين.
بالنسبة لنا كسوريين، فإنّ أهمية هذه التسوية تتلخص في عدة نقاط أساسية بينها:
أولاً: هذه التسوية تعني كسر الحصار الغربي على سورية بشكل نهائي، عبر وصلنا مباشرة مع روسيا وإيران، وصولاً إلى الهند والصين، اقتصادياً وسياسياً، بما يلغي أية قدرة للعقوبات الغربية على ابتزاز بلادنا سياسياً واقتصادياً.
ثانياً: التسوية مع تركيا تعني فتح الباب نحو تقديم حلول حقيقية لجملة من المشكلات التاريخية العالقة، وعلى رأسها مشكلة المياه عبر نهري الفرات ودجلة، والتي تؤثر في حياة ملايين السوريين.
ثالثاً: التسوية ستفتح باب حل مشكلة الكهرباء بشكلٍ سريعٍ، عبر تأمين الوصل الكهربائي مع تركيا، وعبرها مع روسيا وإيران، حيث الشبكات الكهربائية بالأساس موصولة ببعضها البعض. الأمر الذي يمكنه أن يوفر أساساً مادياً حقيقياً لكل عمليات إعادة الإعمار في البلاد، وليس أساساً وهمياً على غرار ما يسمى «خط الغاز العربي» الذي (إنْ تغافلنا عن ارتباطاته ومعانيه السياسية) لن يوفر إنْ تحقق.. سوى زيادة في الوصل الكهربائي مقداره 8 دقائق يومياً!
رابعاً: حل مشكلاتنا مع تركيا، والوصول إلى درجة معقولة من التعاون، تعني وضع الأساس المادي- السياسي لطرد الأمريكان ودورهم التخريبي من سورية.
خامساً: التسوية مع تركيا، وعبر أستانا بالذات، تعني فتح باب الاستقرار لا في سورية وحدها، بل وفي كامل المنطقة، وبالضد من المشروع الصهيوني الأمريكي التخريبي. لأنّ استقراراً حقيقياً سيسمح باستكمال مشروع الحزام والطريق والمشروع الأوراسي، واللذان تشكل كل من سورية وتركية جزءاً أساسياً وحيوياً منهما، مع ما سيحمله ذلك من إعادة بناء واسعة النطاق للبنية التحتية في عموم المنطقة.
سادساً: كل هذه الإجراءات والنتائج لن تسير إلى منتهاها إلا بأنْ يسير تطبيق الحل السياسي على أساس القرار 2254 بالتوازي معها جميعها، وخطوة بخطوة باتجاه الخروج من الكارثة، وليس «خطوة مقابل خطوة» على الطريقة الغربية التي تستهدف تمديد الأزمة إلى ما لا نهاية عبر الحفاظ على كل شيء على حاله ودون أي تغيير.
إنّ من واجب الوطنيين السوريين، سواء كانوا محسوبين في النظام أو في المعارضة، أنْ يدعموا خط الحل السياسي عبر القرار 2254، وأن يدعموا ضمناً التسوية السورية- التركية التي باتت مفتاحاً أساسياً لتطبيق هذا القرار، وباتت مفتاحاً أساسياً في التصدي لمحاولات التخريب الأمريكية-الصهيونية...
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1112
- افتتاحية قاسيون
- سورية
- الأزمة السورية
- أستانا
- روسيا
- تركيا
- إيران
- التسوية السورية التركية
- الحصار الاقتصادي
- العقوبات الاقتصادية
- قانون قيصر
- أزمة المياه
- نهر الفرات
- نهر دجلة
- أزمة الكهرباء
- التقنين
- إعادة الإعمار
- خط الغاز العربي
- الولايات المتحدة الأمريكية
- العدوان الأميركي
- الكيان الصهيوني
- الحل السياسي
- 2254
- جسم الحكم الانتقالي
- اللجنة الدستورية
- الانتخابات