كيف علينا التعامل مع بلطجة العقوبات الأمريكية على الشعب والسلطات في سورية؟
يُجمع السوريون اليوم، على اختلاف اصطفافاتهم السياسية، على المطالبة برفع العقوبات عن سورية، وخصوصاً العقوبات الأمريكية. ولا يكاد يخرج سوريٌ واحد عن هذا الإجماع العام، مع أن الساحة لا تخلو من بعض من يفترضون أن العقوبات أداة بيدهم، يطالبون برفعها على استحياء، مع ربط عملية رفع العقوبات بإجراءات محددة على السلطات اتخاذها؛ أي أنهم يكررون المواقف البائسة التي كانت تفترض أن العقوبات كانت أداة بيدهم ضد السلطة الساقطة، والحق أن العقوبات لم تكن في أي يومٍ من الأيام إلا سيفاً يحزّ عنق سورية والشعب السوري، ولا يؤثر على النظام وأساطينه إلا لماماً، بل وأثبتت الأيام أن اللصوص الكبار ضمن النظام، ونواة السلطة أيام الأسد، كانت قد وجدت طرقاً متعددة ليس للالتفاف على العقوبات فحسب، بل ولتحويلها إلى مزراب ذهب، لأن العقوبات سمحت للسلطة باحتكار كل خارج من البلاد، وكل داخلٍ إليها، عبر شركات وواجهات اصطنعتها لنفسها.