يمكن أخذ السلطة بفوهة البندقية لكن لا يمكن الحفاظ عليها بفوهة البندقية!
خلال لقاء مع د. قدري جميل أمين حزب الإرادة الشعبية، ورئيس جبهة التغيير والتحرير، على تلفزيون سوريا يوم الثلاثاء الماضي، عرض مجموعة من الأفكار، بينها التالية:
خلال لقاء مع د. قدري جميل أمين حزب الإرادة الشعبية، ورئيس جبهة التغيير والتحرير، على تلفزيون سوريا يوم الثلاثاء الماضي، عرض مجموعة من الأفكار، بينها التالية:
مع خروج أولى المظاهرات في عام 2011، بدأ الإعلام الخارجي والداخلي وبالاستناد إلى خطاب السلطة وبعض النخب السياسية يعمل على تقسيم السوريين على أساس موقفهم الشكلي من النظام، وسادت مصطلحات من نمط «مندسين» و«جراثيم» لوصف المحتجين وبرزت مصطلحات مقابلة مثل «شبيح» و«منحبكجي» لوصف المؤيدين، وتحول هذا التقسيم المشبوه إلى خط يفرق السوريين ويجعلهم على ضفتين متقابلتين وبات العبور من أحد الضفتين إلى الأخرى مهمة شاقة وصعبة، وأخذ كل فريق وبتجييش إعلامي وسياسي منظم يلقي كل أنواع الشتائم على السوريين في الطرف الآخر، تجهيزاً لقتالٍ دموي طويل الأمد... لكن مسألة هامة ظلت غائبة، وهي أنه في لحظة انفجار الأزمة في سورية كانت غالبية السوريين متضررين من سياسات النظام السياسي القائم، السياسيات التي أضرت بلقمة عيشهم ومصالحهم وكراماتهم ومنعتهم بآليات قمع ممنهجة عن الصراخ والرفض، وبدلاً من رص صفوف كل هؤلاء في جبهة واحدة، جرى قسمهم وإضعافهم وتاجر بهم أمراء الحروب كلٌ من موقعه ولمصلحته.
تكاد آذان السوريين تصم من كثرة البيانات والمواقف السياسية التي تتلى أمامهم، حتى يتراءى لهم هذا الموقف أو ذاك مثل سرابٍ في صحراء قاحلة، فالسوريون عطشى هائمون يبحثون عما يسد رمقهم ويستر عائلاتهم ويطعم أبناءهم؛ فكيف يمكن لهم أن يدركوا طريق الخلاص بدلاً من ملاحقة الأخيلة؟! الجواب يرتبط أولاً بضرورة إدراك أن الذئب لن يدخل بين قطيع الحملان مكشراً عن أنيابه، بل سيدّعي أنّه واحدٌ منهم ويظهر على هيئتهم.
لا شك أن خروج الناس للشوارع والساحات للتعبير عما تريده، هو حالة صحية ومطلوبة. لكن القول إن التظاهر هو كل العمل السياسي، هو قول ينمّ عن جهلٍ مقصود أو متعمد!
في 29 آذار من العام 2011 خرجت افتتاحية قاسيون تحت عنوان «درس أساسي» وقدمت توصيفاً باكراً لما كان يجري في سورية. في ذلك الوقت كانت وسائل الإعلام تحاول فرض أفكار معينة على السوريين، وهذه الأفكار كانت بمعظمها أفكاراً مبسطة وخاطئة في آنٍ معاً!
هلت البشاير من درعا عام 2011. واليوم أيضاً في 2024، ومرة جديدة، تهل البشاير من درعا مرة أخرى، عبر تظاهر شجاع بصدور عارية في وجه الصهيوني.
بعد الخلاص من الوضع السابق الذي كان قامعاً ومجوعاً للشعب والذي ذهب من غير رجعة حيث تنفست الطبقة العاملة الصعداء وشاركت لأيام عديدة أفراح هذا الإنجاز العظيم والحدث التاريخي الكبير بدأت الأسئلة الكبرى تُطرح في أروقة المعامل والتجمعات العمالية والنقابات عن مصير الطبقة العاملة في المرحلة القادمة ومصير تنظيمها النقابي وعن الاحتياجات الآنية التي تحتاجها بالسرعة القصوى ومن باب المساهمة في الإجابة عن هذه التساؤلات بحكم تمثيلنا لمصالح هذه الطبقة العظيمة والكبيرة ندرج بعض البنود التي تصلح لتكون برنامج عمل مرحلي يحمي الطبقة العاملة وحقوقها ومكتسباتها التاريخية ووزنها السياسي والاجتماعي ودورها اللاحق بالحياة السياسية والاجتماعية والنهج الوطني والاقتصادي للبلاد وكذلك حماية تنظيمها النقابي من أي مخاطر تؤدي إلى حله أو تقسيمه أو حرفه عن دوره المناط به.
أجرت صحيفة «يونغه فلت» الألمانية، حواراً مع الرفيق مهند دليقان، أمين حزب الإرادة الشعبية، حول فرار الأسد والأحداث الكبرى التي سبقت ورافقت هذا الحدث. وتم نشر الحوار في عدد يوم السبت 21/12/2024، وفيما يلي نص الحوار:
رفاقَنا الأعزاء، الأفقُ التاريخي الذي تحدّثنا عن انفتاحه منذ أكثرَ من عقدَين، ينفتح الآن بشكلٍ عملي ملموس على الأرض السورية.