إن عدنا بالزمن إلى الشهور الأولى من عام 2011 نرى أن واحدة من أبرز المشكلات التي ظهرت على السطح تمثلت في أن عدداً كبيراً من القوى السياسية والناشطين الحقوقيين والسياسيين كانوا يرون واجبهم الأساسي ينحصر في إبداء الموقف حول كلِّ صغيرة وكبيرة، وما أن سيطر الحل الأمني على سلوك النظام وبدأ القمع والاعتقال والقتل يهيمن على المشهد اليومي، تحوّلت مواقف هؤلاء أيضاً إلى جزء من المشهد ذاته. واحتلت شخصيات معروفة شاشات التلفاز وكانت مهمتها الأساسية أن تكيل الشتائم إلى النظام، والشتائم فقط؛ مع أن جمهوراً عريضاً من السوريين كان يدرك أن المسؤولين عن الدماء السورية يستحقون هذه الشتائم لكنهم في الوقت نفسه كانوا يبحثون عن حل ومخرج لما هم فيه، وبدلاً من مشاهدة «حلبات الملاكمة» على التلفاز كانوا ينتظرون من «أبطال الشاشات» أن يطرحوا الحلول، لكن انتظارهم طال ولم يقدم هؤلاء «المحللون السياسيون» أي شيء!