افتتاحية قاسيون1081: استئصال الصهيونية ممر إجباري نحو المستقبل

افتتاحية قاسيون1081: استئصال الصهيونية ممر إجباري نحو المستقبل

رغم أنّ المتضرر الأكبر في العالم بأسره من الوكالة اليهودية ومن الصهيونية العالمية هو منطقتنا، إلا أنّه من المستغرب حقاً، ومما يستدعي البحث عن تفسير له، سلوك وسائل الإعلام العربية التي اكتفت بأحسن الأحوال بنقل الأخبار عن المواجهة الجارية في روسيا معها، ودون المضي عميقاً في تحليل المسألة ومحاولة فهم أبعادها، بل حتى إنّ الإعلام الروسي الناطق بالعربية- وضمناً روسيا اليوم وسبوتنيك- لم يعط المسألة حتى الآن موقعها الذي تستحقه.

تابعت قاسيون المسألة بالتحليل المعمق منذ لحظاتها الأولى، وهنا نتابع صياغة الاستنتاجات العامة حولها:

  • «الوكالة اليهودية» هي الصهيونية العالمية، وليست مؤسسةً موظفةً لدى «إسرائيل» كما يروج الإعلام، بل العكس هو الصحيح؛ فـ«إسرائيل» هي أحد مشروعات الصهيونية العالمية/ الوكالة اليهودية.
  • من المفيد الإشارة لمقالة تاس الرسمية بالروسية حول الوكالة، والتي ترجمتها قاسيون، وفيها أنّ المنظمة الصهيونية العالمية تحتل 50% من مقاعد الوكالة، إضافة إلى 30% من المقاعد لما يسمى اتحاد الفيدراليات اليهودية لأمريكا الشمالية، والتي تعد الممول الأساسي والمركز المالي للصهيونية العالمية. وكذلك الإشارة التي جاءت في المقال للعلاقة بين الصهيونية والنازية.
  • ليست مصادفة أن تتزامن معركة روسيا مع النازية الجديدة في أوكرانيا، مع معركتها التي بدأت بالتوسع مع الصهيونية، القديمة- الجديدة؛ فإذا كان لينين قد وصف في مطلع القرن الماضي الصهيونية بأنها: «السياسة والأيديولوجية الرجعية الشوفينية للبرجوازية اليهودية»، وإذا كان ديمتروف قد عرّف الفاشية بأنها «الشكل الأكثر رجعية وإرهاباً لحكم رأس المال المالي»، وإذا كانت البرجوازية اليهودية الكبرى هي ذاتها أحد الاقطاب الأساسية لرأس المال المالي العالمي، فليس من الصعب معرفة الارتباط العميق بين الصهيونية والفاشية- النازية المعاصرة...
  • محاولة الإعلام إغراق الناس بالقول: إنّ ما تفعله روسيا اتجاه الوكالة اليهودية هو ورقة ضغط ضد «إسرائيل» لدفعها نحو تعديل موقفها في مسألة أوكرانيا، هو تشويه مقصود وتعمية عن حقيقة الأمر؛ فـ«إسرائيل» أقل بكثير من أن تشكل تهديداً خارجياً لروسيا أياً كان سلوكها، وليس صعباً الاستنتاج أنّ روسيا التي تجابه الغرب الجماعي لن تغص بمواجهة «إسرائيل» معه، خاصة وأنّ انتماء مشروع «إسرائيل» النهائي والصميمي للمعسكر الغربي، هو أمرٌ محسوم عند كل ذي عقل. حقيقة الأمر، هي أنّ ما يشكل تهديداً حقيقياً لروسيا هو الصهيونية العالمية، وهي تهديد داخليٌ بالدرجة الأولى...
  • معركة روسيا والصين وحلفائهما لضرب النظام المالي والسياسي العالمي القائم، هي في جوهرها معركة ضد الدولار ودوره وضد التبادل اللامتكافئ، وهي بالتالي، وحكماً، معركة مع الصهيونية العالمية التي يمثل الدولار هيكلها وقدس أقداسها.

  • معلومٌ الدور الذي لعبته الصهيونية تاريخياً في انهيار الاتحاد السوفييتي، ومعلوم الآن أنّ ضرب روسيا الحديثة من الخارج، سواء اقتصادياً أو عسكرياً، بات خارج إمكانات الغرب... ولذا فإنّ ضربها من الداخل هو المخرج الوحيد؛ وليس أهمّ من الصهيونية في محاولة أداء هذا الدور، بالاستفادة من عملاء النفوذ ومن الأوليغارك الذين تغلغلوا في روسيا عبر العقود الماضية.
  • إذا كان بناء نظام عالمي جديد بعد الحرب العالمية الثانية، وكذا تجربة بناء الاشتراكية في القرن العشرين، قد تم تفخيخها بالصهيونية العالمية، فإنّ منطق التاريخ يقول اليوم إنّ بناء التجربة الجديدة والعالم الجديد، يحتاج موضوعياً إلى استئصال الصهيونية، كطريق إجباريٍ نحوه...
  • في منطقتنا، وكثوريين يساريين، فإنّ عداءنا مع الصهيونية مضاعف ثلاث مرات؛ مرة لاحتلاها فلسطين وزرعها لكيان عنصري وعدواني وتوسعي بصماته موجودة في كل خراب تعيشه المنطقة، ومرة لعملها التخريبي ضد الحركة الشيوعية على امتداد العالم، ومرة لمساهمتها الفاعلة في تدمير الاتحاد السوفييتي.
  • وفي سورية، يعني لنا الكثير انفتاح الأفق التاريخي أمام معركة عالمية شاملة مع الصهيونية العالمية، دورنا الفوري ضمنها هو أن نوقف تخريبها لبلدنا الذي يعينها عليه المتشددون وأمراء الحرب من السوريين، والممر الوحيد لذلك هو التنفيذ الكامل للقرار 2254 عبر القطع مع الغرب والاستفادة من الواقع الدولي الجديد، ووصولاً للتغيير الجذري الشامل...

(English version)

معلومات إضافية

العدد رقم:
1081
آخر تعديل على الإثنين, 01 آب/أغسطس 2022 12:32