د.أسامة دليقان

د.أسامة دليقان

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تسونامي الهجرة العكسية من «إسرائيل» كمؤشّر على أزمتها الوجودية stars

تشهد «إسرائيل» موجة غير مسبوقة من الهجرة العكسية ما تزال مستمرّة حتى اليوم بتسارع خاص منذ حرب السابع من أكتوبر 2023 على غزة. حيث يغادرها آلاف المستوطنين متجهين إلى الخارج. وهي ظاهرة لم تعد مجرد مؤشر على أزمة اجتماعية عابرة، بل تحولت إلى تهديد استراتيجي حقيقي للكيان الصهيوني، في ظل تراكم الإخفاقات الأمنية والسياسية والعواقب الاقتصادية، وتراجع المكانة الدولية للكيان الذي يعاني من انفضاح غير مسبوق لجرائمه وتضامنٍ تاريخي غير مسبوق مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

البشرية ما زالت تعيش في ظلّ القوانين التي اكتشفها ماركس (1)

«الصين نجحت لأنّ الماركسية نجحت». هذا ما يشدّد عليه الدكتور يو جيانغ من مركز البحوث التنموية التابع لمجلس الدولة الصيني، وذلك في مقدمة كتابه «عالَمٌ جديد ممكن، تحديث الصين»، الصادر بالصينية عام 2020 بدعم من مبادرة الحزام والطريق، والذي صدرت ترجمته الإنكليزية عام 2023. فيما يلي نستعرض أبرز ما كتبه المؤلِّف في الفصل الثامن من كتابه تحت فقرة «البشرية ما زالت تعيش في ظلّ القوانين التي اكتشفها ماركس».

من اقتصاد الضرورة إلى الإدارة الذكيّّة (2): نحو «مملكة الحرّّية »

أَولى ماركس اهتماماً خاصّاً لدَور المعرفة البشرية في تحويل علاقات الإنتاج الاجتماعية. واعتبر تطور المعرفة المتجسدة في العمليات التكنولوجية مؤشراً على درجة «سيطرة العقل العام على ظروف عملية الحياة الاجتماعية نفسها وإعادة صياغتها وفقاً له» (الغروندريسّة؛ مخطوطات ماركس الاقتصادية 1857–1858). لكنَّ الأمر لا يقتصر على تكنولوجيات الإنتاج المباشر فحسب، بل يتعلق في نهاية المطاف بـ«الذكاء العام» للبشرية الذي يُخضِع جميع عمليات الحياة في المجتمع ويُحوِّلها بأكثر الطرق عقلانية وإنسانية.

من اقتصاد الضرورة إلى الإدارة الذكيّة (1): مفهوم الـ«Noonomy» عند بودرونوف

يقدّم البروفسور سيرغي بودرونوف، مدير معهد (فيتّه) للتطوير الصناعي الحديث في سان بطرسبورغ في روسيا، مصطلح (النوونومي Noonomy) كعنوان لكتابه الذي صدرت طبعته الإنكليزية عام 2024، والذي يمكننا ترجمته إلى «الإدارة الذكيّة والإنسانية للمجتمع» بوصفها النفي الديالكتيكي للإيكونومي (Economy)، أيْ نفي اقتصاد «مَملكة الضرورة« بحسب استعارة مؤلِّف الكتاب للوصف الذي أطلقه إنجلس على المجتمع البشري ما قبل الشيوعية.

صفعة لرسوم ترامب: الصين تصفّر رسومها الجمركية على الأدوية الهندية stars

في تطور تجاري كبير في ظل التوترات العالمية، وكمؤشر على زيادة التقارب بين قوى الشرق الصاعدة، بما فيها التنين الصيني والفيل الهندي، أزالت الصين جميع رسومها الجمركية على واردات الأدوية الهندية، وذلك في توقيت حاسم جاء مباشرة بعد إعلان الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على واردات الأدوية.

العمل الذِّهنيّ والعَضَلِيّ وثورة الذكاء الاصطناعي (1)

إنّ الواقع الفيزيولوجي لجسم الإنسان يفرض أنّه لا مناص من مشاركة الدماغ البشري كأساس في الجهاز العصبي المركزي في تنشيط العضلات البشرية وتنظيم أدائها وضبطه وإتقانه، لذلك فإنّ أيّ عمل يُنفَّذ باستخدام العضلات البشرية يُنفذ أيضاً باستخدام الدماغ البشري، ومع ذلك هذا لا يلغي التمييز الكيفي الهامّ بين نوعين من العمل البشري: العمل الذهني والعمل العضلي. فعلى أيّ أساس نميّز بينهما؟ ولماذا تعيد ثورة الذكاء الاصطناعي هذه المسألة إلى الواجهة بحيويّة جديدة؟

التعاون العِلمي بين دول منظمة شنغهاي يدخل مرحلة عَمليّة جديدة

إنّ البحث والابتكار ليس ترفاً في عالَم اليوم المليء بالتحولات المصيرية والصراعات المحتدمة، والتي سيتوقّف على طريقة حلّها مصير البشرية اللاحق. ولذلك فإنّ ما تم الإعلان عنه ضمن المجال العلمي والتقني في قمة شنغهاي للتعاون المنعقدة مؤخراً في مدينة تيانجين الصينية (نهاية آب وبداية أيلول 2025)، يعكس إدراكاً متعاظماً لأهمية وضع استراتيجيات إقليمية ودولية للتنمية والأمن والتحول الرقمي، ولا سيّما في سياق يزداد فيه التنافس التكنولوجي، والضغوط البيئية، ومشكلات الصحة العامة، وغيرها من التحدّيات.

الغرب ينبش قمامتَه يائساً لتخفيف أزمة المعادن النادرة

بينما تواصل الصين تعزيز موقعها المهيمن في ملفّ المعادن النادرة الاستراتيجي، ظهرت الأسبوع الماضي عدة أنباء تستحق التوقف عندها لما تعطيه من مؤشرٍ لتفاقُم نزعة محدَّدة عالمياً يمكننا وصفها كالآتي: بينما تزداد مبادرات عدة دول آسيوية لاستخراج المزيد من العناصر الأرضية النادرة من مواردها الطبيعية، يبدو أنّ الغرب (الولايات المتحدة وأوروبا الغربية) يضطر أكثر فأكثر إلى إعادة تدوير هذه العناصر من الأجهزة الإلكترونية المُصنّعة، وإيقاف أو تأجيل الكثير من عمليات الإنتاج في عدة مجالات، وهذا يعكس أزمة انحطاط غربي في الصناعة والابتكار ناتجة بالعمق عن الإدمان الاستعماري المزمن على نهب الآخرين.

الحلول الصينية لإطفاء الحرائق تثبت تفوُّقها... ودولٌ عربية تتبنّاها

يتزايد تهديد حرائق الغابات عالمياً، وتبرز الحلول الصينية كخيار عَمليّ للدول النامية والفقيرة التي تواجه تحدّيات مالية وتقنية. وهناك عدد من الدول العربية (كالإمارات والسعودية وعُمان والجزائر) توفّرت لدى صنّاع القرار فيها القناعة العِلمية والإرادة السياسية للإقدام على الاستفادة الاستراتيجية من الصين في هذا المجال. فحصلت على حلولٍ متكاملة تجمع بين التكلفة التنافسية والتكنولوجيا المتقدمة، ممّا أنتج تحسّناً ملحوظاً في معالجتها لأزمات الحرائق، من خلال تبنّي التكنولوجيات الصينية، كالطائرات المسيَّرة، وأنظمة الذكاء الاصطناعي للتنبؤ المبكر، والروبوتات المتخصصة في الإطفاء، وشاحنات الإطفاء الذكية. وتتميز الحلول الصينية بتكلفة أقل بنسبة 50-75% مقارنة بالخيارات الغربية، مع كفاءة تشغيلية عالية، مثل تقليل وقت الاستجابة بنسبة 35% في الإمارات، ورفع دقّة التنبؤ إلى 87% في السعودية. كما تؤمِّن الصين دعماً تقنياً وتمويلياً عبر مبادرة الحزام والطريق بفوائد صفرية أو أقلّ من فوائد مشاريع البنك الدولي.

المفاوضات الأمريكية-الروسية حول أوكرانيا: هل تفرض روسيا شروطها؟ stars

تشهد المفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا حول الحرب في أوكرانيا تطورات سريعة منذ بداية العام الجاري (2025)، وتسارعت أكثر خلال الأسبوع الماضي، مع الإعلان والتمهيد لقمة بوتين-ترامب في ألاسكا المقررة في 15 آب 2025، والتي قد تحدد إطاراً لإنهاء الحرب، التي يبدو أنها تقترب من أن تضع أوزارها، وسط مخاوف أوروبية من اتفاق يتجاهل كييف، وأحاديث وتصريحات تشير إلى القبول بعدد من المطالب الروسية، مثل الاعتراف الفعلي ببعض المكاسب في الأراضي لصالح روسيا مقابل وقف إطلاق نار.