د.محمد المعوش

د.محمد المعوش

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

ما كان لم يَعُد.. وما سيكون لم يصر بعد

هل استنفذنا فعلاً مضمون طوفان الأقصى وما تلاه من أحداث حتى اليوم كميدان اختبار لفرضيات ما يتطور عالمياً وتحديداً حول ما تحتاجه المرحلة من تطوير للمشروع التحرّري للإنسانية. والظاهرة التي تستحق الانتباه ألا وهي تقدُّم الحدث نفسه في جانبه غير الرسمي عن البنية السياسية الثقافية الاجتماعية القائمة، إن كان في جانبها المتراجع (وهذا ضروري) أو في جانبها المتقدم الصاعد كذلك. في هذه المادة سنحاول الإشارة إلى هذه المسافة بين مستوى التطوّر الاحتمالي ومستوى التطور المحقّق فعلاً.

الشروط التاريخية لتركّز التوليف ووزن العامل الذاتي (2 من2)

تضمنت المادة السابقة نقاشاً حول التناسب بين المستوى الموضوعي والذاتي، فارتفاع وزن حدث ما وتأثيره على تغيير المشهد العالمي لا ينحصر فقط بالمستوى الموضوعي، فطبيعة المرحلة تفرض أيضاً أن أي حدث «ذاتي» له ذات الوزن الكبير في التأثير، إذا ما عكس فيه ضرورات المرحلة وتكثيف الصراع. والمادة الحالية هي استكمال للمادة السابقة، وتوضيح لها من خلال بعض الأمثلة.

الشروط التاريخية لتركّز التوليف ووزن العامل الذاتي (1من2)

كل فعل هادف وواع بهدفه يستبقه ويتخلّله تصوّر وتقييم للواقع الذي ستتحق فيه عملية تحقيق الهدف. وفي الأهداف التاريخية الكبرى، كالثورات، تكون عملية التقييم تلك عالية الدقة. مثلاً، في خطأ حسابات الفاعلين في كومونة باريس، حسب ماركس، إنهم لم يهجموا كفاية. أما في حسابات لينين عن الثورة في روسيا فكانت شديدة الدقة وتحديداً حسابه للحلقة الأضعف في النظام العالمي، وكذلك حسابه للصلح مع ألمانيا وفي توقيت القبض على السلطة. فما بالنا اليوم؟ كيف هو هذا الحساب، في مرحلة عالية الترابط وشديدة التعقيد. وهنا نقاش لجانب واحد هو عامل اختراق جدار التوازن وتوليف المتناقضات.

«طوفان» الأسئلة.. تطوير الهجوم.. وافتتاح مرحلة جديدة..

إذا كانت مقولة لينين: «وقد تمر أيام تختزن في طياتها عقوداً» مناسبة للمرحلة الأخيرة من عمر اشتداد الأزمة الرأسمالية بشكل عام، فهي ولا شك تصحّ على الأيام والأسابيع الأخيرة بالتحديد بعد عملية طوفان الأقصى، فهي تكثيف لما هو مكثّف أساساً. ولهذا فإن مادتها غنيّة ومعقّدة وتؤكد الكثير من الخلاصات السابقة التي تفتتح المرحلة القادمة. وهنا سنحاول مرة جديدة اختبار هذه الخلاصات (وتطويرها في آن) في حقل الحدث المشتعل.

النمذجة عند غرامشي.. مسرح العمليات الجديد والمشروع الحضاري

كانت إحدى مساهمات غرامشي الأساسية هي نمذجة دينامية الصراع السياسي، مستخدماً بذلك مصطلحات الفن العسكري، ما سمح بتقديم مخطوطة واضحة اللغة والمتغيرات وخطة العمل وميادين الصراع. ونجد عنده مثلاً مقولات حرب الحركة وحرب المواقع، القلاع، الخنادق والحصار في توصيفه للصراع السياسي والعلاقات بين البنى الفوقية والتحتية للمجتمع، والعلاقة بين عناصر كل بنية على حدة. وهذه النمذجة ضرورية من أجل تجريد الصورة العامة لما هو عليه «مسرح العمليات الحربية» السياسي ضمن السياق التاريخي الملموس. هذه المادة تشير إلى ضرورة تطوير هذه النمذجة ربطاً بالجديد التاريخي في عصر الليبرالية الفردانية.

السّحر الذي انفَلَت من الساحر.. عن الهيمنة والطوفان

حازت وسائل تثبيت الهيمنة الجديدة الكثير والكثير من التحليل خلال العقود الماضية، وتحديداً الفضائيات ولاحقاً الإنترنت ووسائل التواصل وكل أشكال الوسائط التي صارت تعمل على مدار الساعة وحسب مقياس زمني سريع ازداد طرداً مع اشتداد حاجة القوى المسيطرة لقصف العقل بشكل مستمر من أجل لجم الوعي ارتباطاً بحجم التوتر في النظام. ولكن، وكما كل ظاهرة، فهي تحمل إمكانات التطور باتجاهات متناقضة. وفي هذه المادة سنشير سريعاً إلى الإمكانات في فضاء الهيمنة على الوعي واحتمالات بلورة النقيض.

تمرين نظري: تطور السردية حول طوفان فلسطين

الكثير من الدم الفلسطيني (واللبناني والسوري) المراق بين الركام والدمار، وعلى النقيض منه، كبيرة هي شحنة القوة التاريخية للمقاومة، وعجز العدو وخسائره الإستراتيجية، وفي طيات الحدث الكثير من المعاني الجديدة. في متابعة لسردية و»لغة» تناول الأحداث التي تلت انطلاق عملية طوفان الأقصى، يمكن تلمس عملية تحول (وإن كانت في ملامحها الأولى) في هذه اللغة وهذه السردية من قبل مختلف القوى الفاعلة نظرياً وعملياً. وفي قلب هذا التحول نجد ملامح المرحلة التاريخية وضرورتها. وهنا إشارة إليه وإلى بعض دلالاته التاريخية.

مجدداً عن غياب البدهيّ في تحرير الإنسان في المشاريع الحضارية المتاحة على الساحة

عندما نستحضر المشاريع النقيضة المطروحة اليوم في مواجهة وصول الحضارة الرأسمالية إلى نهايتها يلفتنا الغياب العملي لموضوع المواجهة، ألا وهو الإنسان. طبعاً إن الدفاع عن مصير البشرية في وجه الدمار النووي والجوع والنهب الإمبريالي وتدمير الطبيعة يصب كله في مصير الحفاظ على الإنسان كنوع (جموع) بيولوجي، ولكن ماذا عن الإنسان كفرد وكعاقل؟ في هذه المادة سنعيد الإشارة إلى بعض أفكار تحرير الإنسان وكيف أن غيابها كـ»بدهيات» دليل على الخضوع للاغتراب وهيمنة التشييء وتأثيرها على المشاريع النقيضة، أو على الأقل، عدم جهوزية هذه المشاريع للصراع في ضرورته التاريخية.

في جدل مواجهة الصّنمية وتحرير مضمون المشروع الحضاري النقيض

في هذه المادة سنعيد الإشارة إلى بعض الأفكار حول تحوّل عملية الممارسة الهيمنية في لحظة الرشوة الكبرى، كضرورة في تعرية صنمية اليوم، وصياغة مضمون المشروع الحضاري النقيض. فتحرير مضمون هذا المشروع يمر بالضرورة في كسر تلك الصنمية، ولو أن هذه الصنمية اليوم تشهد أزمة وتعطّل في وظيفتها كآسر للحياة الروحية والإنسان، كشيء فوق الإنسان، مخضعة إياه، وفي خضوعه لها يجمِّد حركته وإبداعه، ويموت كإنسان مصدر الفعالية.

الدورات الروحية التاريخية.. الفعالية.. العقلانية.. والانتقال الحضاري

من الآراء التي تدعم قضية الانتقال الحضاري تعود لبعض المفكرين من موقع الاشتراكية من الجيل الثالث في الغرب الذي بدأ مبكراً يعيش أمراض الليبرالية الفردانية الاستهلاكية. وتحديداً منذ الرشوة الكبرى في منتصف القرن الماضي. في هذه المادة سنعرض الخط الحاكم لهذه الآراء وما تحمله من تطور بعد عقود من الإفراط في النمط الفرداني وأمراضه ضمن إحداثيات المرحلة الراهنة. والخط الحاكم هو ما يمكن أن نسمّيه «الدورات الروحية التاريخية».