إسرائيل المذعورة!
كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» مؤخراً أنّ جهات رسمية في تل أبيب، من وزارة الخارجية إلى إدارة الديبلوماسية العامّة ووحدة المتحدّث باسم «جيش» الاحتلال، عقدت اجتماعات متواصلة وضعت فيها خطة دعائية لتُظهِر «إسرائيل» «كطرفٍ ملتزم بالقانون الدولي» وتُلقي بالمسؤولية الكاملة على «حماس».
ووفقاً لتقرير الصحيفة، فإنّ إسرائيل أمام «معركة إعلامية كبرى» مع عودة الصحافيين الأجانب إلى غزة بعد عامين من العزل، وأنها لن تسمح بدخول الصحافيين الأجانب إلى القطاع إلا تحت مرافقة مباشرة من قوات الاحتلال. وأنها تُنظَّم زيارات ميدانية تُعرَض فيها مشاهد مصوّرة لما تدّعي تل أبيب بأنّه «استخدام حماس للمدنيين دروعاً بشرية» وبناء الأنفاق تحت المدارس والمستشفيات، فهي تخشى «القصص الإنسانية» والصور الميدانية التي قد تفضح روايتها وتُظهر مأساة غزة أمام العالم.
وقد استعد المسؤولون المشاركون في الاجتماعات لما سمّوه «موجة التقارير الإنسانية» التي يمكن أن تركّز على قصص الناجين والمشاهد المروّعة في القطاع، والتي قد تُعيد إشعال الانتقادات العالمية ضد «إسرائيل» بعدما خفّت حدّتها مع وقف إطلاق النار، بحسب وصفهم.
وفقاً لما نشرته «يديعوت أحرونوت»، تعتبر الجهات «الإسرائيلية» أنّ الدمار الهائل في غزة يمثّل «أرضاً خصبة للدعاية المعادية لإسرائيل». ولهذا قامت وحدات «الجيش» ووزارة الخارجية بتجهيز «موادّ بصرية وشروحات ميدانية» لتبرّير القصف الواسع وتقدّيم رواية تدّعي أنّ «كلّ هدفٍ عسكريّ في غزة كان محاطاً بمنازل المدنيين، ما جعل استهدافه حتمياً». ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إنّ «إسرائيل» ستعمل أيضاً على التشكيك في أعداد الضحايا التي أعلنتها وزارة الصحة في غزة، عبر القول إنّ جزءاً من القتلى «توفّوا لأسبابٍ طبيعية» أو إنّ نسبة المدنيين
بينهم «منخفضة مقارنةً بشدّة المعارك».
ورغم هذه الاستعدادات، أقرّ بعض المسؤولين الإسرائيليين بضعف الجاهزية الفعلية، معتبرين أنّ المعركة المقبلة ستكون صعبة لأنّ «الإعلام العالمي سينقل للمرة الأولى وجوه الناس وأصواتهم وسط الركام». وقال أحدهم، وفقاً للصحيفة، إنّ «الصور وحدها كفيلة بتقويض كلّ ما نقوله».
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1251