علاء أبوفرّاج
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
بعد انتهاء الفرقة السيمفونية من عزف بعض المقطوعات الموسيقية الوطنية، وقف رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جوزيف بايدن خلف زجاجٍ ثخين مضادٍ للرصاص، أمام قاعة الاستقبال في مدينة فيلادلفيا، ووقف على جانبيه ضباط من قوات البحرية الأمريكية، لتجسّد هذه العناصر مجتمعةً لوحة داكنة الألوان لمرحلة مفصلية جديدة في تاريخ أمريكا.
شهد قطاع غزة منذ أيام اجتماعاً لقيادات سياسية وعسكرية بارزة في منظمة الجهاد الإسلامي وحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، كما استقبل أمين عام «حركة الجهاد» زياد نخالة- في مكتبه في العاصمة اللبنانية- وفداً من قيادات بارزة في صفوف «حماس» لتقدم هذه التحركات بعض الأجوبة حول العلاقة بين الفصيلين بعد العدوان الصهيوني الأخير على غزة.
يحتل هذا السؤال حيزاً كبيراً من وقت المحللين السياسيين، ومن المساحات المخصصة في وسائل الإعلام، التي غالباً ما يجري ضبطها بعناية فائقة، وتبقى الإجابة عن السؤال المطروح مهمة ضروريةً بغضِ النظرِ عن دوافع أو نوايا السائلين، فالجواب النهائي أكبر من حدود تايوان بكثير، ويكشف قدرة الصين الحقيقية على مواجهة المحاولة الأمريكية المستمرة لإخضاعها.
بعد التوتر الشديد الذي سببته زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، أعدّت «الرؤوس الحامية» في واشنطن خطوة استفزازية أخرى، إذ قام وفدٌ جديد من مجلس النواب الأمريكي برئاسة السيناتور إد ماركين بزيارة جديد للجزيرة بعد مرور 12 يوم فقط على الزيارة السابقة، الخطوة التي قابلتها الصين بإعلانٍ عن مناورات جديدة بدأت فعلًا.
نستطيع القول: إن الأسابيع الماضية جعلت «مسألة تايوان» في الواجهة وضمن إطار اهتمام الجميع، وتحديداً بعد إطلاق الصين للمناورات العسكرية الأولى من نوعها، التي شدّت أنظار الكوكب، وحبست الأنفاس ترقباً لتطورات المشهد. وهو ما دفع هنري كيسنجر للخروج مجدداُ ويحذر من تهوّر صانعي السياسات الأمريكيين!
وضع الولايات المتحدة يزداد صعوبة على كافة الجبهات، من آسيا إلى أوروبا، ولذلك تسعى لتعقيد الوضع في النُّقَط الأكثر حساسية في العالم، أملاً في توريط لاعبين جدد ودفع روسيا والصين للتعامل مع مشكلات جدية وتحديات أمنية وعسكرية في بؤرٍ جديدة، ومن هذه الزاوية فقط يمكننا قراءة الأحداث الأخيرة في شمال كوسوفو القريبة من صربيا.
بدأت قوات الاحتلال الصهيوني بجملة من الخطوات التصعيدية التي تحمل في باطنها مؤشرات خطيرة، وتحديات جديدة، لا أمام الشعب الفلسطيني وحده، وإنما أمام شعوب المنطقة كلها، التي تعد المتضرر الأكبر تاريخياً من السياسيات الأمريكية والوجود الصهيوني. فالكيان يسعى في خطوته هذه إلى فرض التصعيد بالشروط التي يريدها فهل ينجح في هذا؟!
تشير بعض التطورات الأخيرة إلى أن رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي خضعت مع من تمثله داخل الولايات المتحدة لإرادة الصين، فعلى الرغم من أن احتمالات التصعيد لم تتلاش بعد، إلا أن جملة من المؤشرات تشير إلى احتمال انكفاءٍ أمريكي محرج، تلغى على إثره الزيارة المعلنة إلى تايوان.
أثار توقيت زيارة الرئيس الروسي إلى طهران في شهر تموز الجاري، الكثير من التساؤلات المرتبطة بتوقيتها والقضايا الموضوعة على جدول الأعمال، ففي الوقت الذي ركّز فيه الإعلام على توريد الطائرات المسيَّرة الإيرانية إلى روسيا – وهو ما لم يجرِ تأكيده حتى اللحظة – غابت القضايا ذات التأثير الاستراتيجي الأكبر. فما هي النتائج الثلاث الأبرز لهذه الزيارة؟
أثارت أنباء زيارة نانسي بيلوسي- رئيسة مجلس النواب الأمريكي- إلى تايوان، موجة جديدة من التفاعلات والتصعيد في ملف الجزيرة، والذي بات ينتقل تدريجياً إلى واجهة الأزمات العالمية بوصفه إحدى أكثر النقاط سخونة، وتحديداً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار مخاطر تحوله إلى مواجهة عسكرية مباشرة بين واشنطن وبكين. فهل يتجه الملف الشائك إلى هذه المواجهة الخطرة بالفعل؟!