علاء أبوفرّاج
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
أعلنت موسكو وقفها العمل باتفاقية الحبوب المعروفة باسم «مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب»، التي جرى التوصل إليها بوساطة تركية ورعاية من الأمم المتحدة. ردود فعل غربية غاضبة قابلت الموقف الروسي وحمّلت موسكو مسؤولية ارتفاع أسعار الغذاء و«حرمان ملايين المحتاجين من غذائهم الرئيسي»، فما هو سبب انسحاب روسيا من هذه الاتفاقية؟ وما تبعات ذلك على الدول الفقيرة التي تعتمد في تأمين غذائها على الاستيراد بشكل رئيسي؟
مع اختتام أعمال القمة الاستثنائية لدول حلف شمال الأطلسي، التي عقدت في فيلنيوس في ليتوانيا، ظهرت جملة من المسائل على السطح مجدداً، مسائل ذات أهمية كبرى لفهم الاتجاه العام في التطورات السياسية العالمية، ومستقبل أوروبا بالتحديد، وتضاف إليها أسئلة حول معنى السلوك التركي في القمة وما بعدها، ومصير أوكرانيا التي لم تحصل على موقف واضح حول انضمامها إلى الحلف.
أعلنت مصر وتركيا عن إعادة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين بعد قطيعة دامت 10 سنوات، التطور الأخير جاء بعد سلسلة من الممهِّدات كان أبرزها لقاءٌ على مستوى وزراء الخارجية، ومصافحةٌ تاريخيةٌ بين الرئيسين التركي والمصري، ما عُدَّ مؤشّراً على اقتراب إنهاء حالة الاضطراب التي عانت منها العلاقات الثنائية. فكيف يمكن فهمُ دافعِ هذه الخطوة وخصوصاً بعد تداولِ أنباءٍ حول زيارة مرتَقَبة للرئيس المصري إلى أنقرة؟
بعد فشل العملية العسكرية لجيش الاحتلال في جنين، عاد إلى الواجهة المشهد المعتاد، وخرجت مظاهرات حاشدة في شوارع تل أبيب رفضاً لخطة التعديل القضائي، الوضع المتأزم يتجه يوماً بعد آخر إلى المزيد من التعقيد، وبالرغم من أن الجزم بمآلات الأمور لا يزال صعباً، إلا أن الحديث المتزايد عن الانقسام الصهيوني الداخلي يؤكد أن «المخارج الآمنة» تضيق أكثر فأكثر!
قرر المصرف المركزي التركي رفع سعر الفائدة 650 نقطة أساس (6.5%)، الخطوة التي وصفها البعض بالصادمة، وذلك بالرغم من مؤشرات عدّة أنذرت بتغيير كبير في السياسية النقدية التي كانت متبعة خلال الولاية السابقة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. المشكلة الأساسية تكمن في أن تغيير هذه السياسية يتطلب جملة من القرارات والإجراءات التي بدأت للتو ولا يمكن الجزم في مآلها الأخير، لكن هذا لا يمنع من تسجيل بعض الملاحظات الأولية.
حالة الإضراب التي تحيط «إسرائيل» لم تعد مؤقتة، بل أصبحت حالة ملازمة، ولم يعد ممكناً النظر إلى كيان الاحتلال، دون أن تُلحظ غمامةٌ السوداء تحيط به من كل الاتجاهات، تُنبئ بأن الأيام القادمة ستكون أكثر قسوة، وتبشّر في الوقت ذاته؛ بأن الظرف الموضوعي لحل القضية الفلسطينية لم يكن أنضج مما هو عليه اليوم!
عاشت روسيا، يوم الأمس، السبت 24 حزيران، يوماً حافلاً مليئاً بالتطورات السريعة؛ إذ كان رئيس شركة «فاغنر» العسكرية الخاصة، قد دعا لعصيان عسكري في الصباح، وسيطرت قواته على مقرات عسكرية في جنوب غرب روسيا، لينتهي اليوم نفسه باتفاق عبر وساطة بيلاروسيا. وبالرغم من أن الهدوء عاد تدريجياً إلى المناطق المتوترة، إلا أن الفهم العميق لما يجري يؤكد أنها البداية فحسب!
يشهد النشاط الدبلوماسي العالمي ازدياداً ملحوظاً، تجاوز دوائره التقليدية، فلم تعد الدول العظمى المركز الأساسي لهذا النشاط، بل بتنا نلحظ خطوات وأجندات تتحرك على مستوى أقاليم بسرعة محسوسة، ودرجة عالية من الاستقلالية، كما لو أنها خرجت من سُبات بعد شتاء طويل.
بالرغم من التحركات الملحوظة التي بدأ يشهدها الملف اليمني، إلا أنّ المؤشرات على اقتراب الحل لا تزال متناقضة، بل تبدو بعيدة جداً عند النظر إلى درجة التعقيدات الكبرى التي تراكمت هناك، وتكاد الصورة تبدو متشابهة في بعض تفاصيلها على الشط المقابل للبحر الأحمر، وتحديداً في السودان الذي لا تزال المعارك الملتهبة تتصاعد فيه دون بوادر تهدئة مستدامة.
يبدو أن الاتفاق بين السعودية وإيران - وكما هو متوقع - يتحول بسرعة ملحوظة إلى حدث محرّك أساسي على مستوى الإقليم، فما جرى الاتفاق عليه في بكين لم يكن مجرد حجر حرّك المياه الراكدة، بل بات عنصراً أساسياً لا يمكن تجاهله في السياسات الخارجية والأمنية لدول المنطقة، التي برّمجت سلوكها السابق على أساس تناحر دائم بين القوى الإقليمية الأساسية.