أهالي ريف منبج الجنوبي يشكون إهمال الحكومات

شكا أهالي القرى المترامية الأطراف في ريف منطقة منبج لـ«قاسيون» إهمال الحكومة وتجاهلها لهذه المنطقة الهامة، التي كانت يوماً سنداً وداعماً للاقتصاد الوطني بمساهمتها بزراعة القطن والقمح والشوندر السكري، ولكن هذه المنطقة تعاني الآن، كما يعاني الريف السوري بمجمله من الجفاف وتغير المناخ، ويضاف إليه إهمال الحكومة للمشاريع التنموية التي قد تكون بديلاً هاماً عن قصور المطر، وهذا يؤدي إلى خسارة جزء هام من منتوجاتنا الزراعية الاستراتيجية التي تساهم بدورها في تأمين وتعزيز الأمن الغذائي والاقتصادي.

يمتد ريف منبج على مسافة حوالي 70 كيلومتراً في كل اتجاه بدءاً من منبج، وهو ريف واسع ومترامي الأطراف، وكله من الأراضي الزراعية الخصبة التي كانت تنتج القمح والقطن والشوندر السكري، والموسم الأهم والأساسي الشعير، وكانت الأراضي مروية بالآبار منذ أكثر من 20 سنة، وعندما بدأت مواسم الجفاف وقلة الأمطار نضبت الآبار، وأصبحت المواسم الزراعية تنقطع في منتصفها، فيموت الزرع الهام والاستراتيجي جداً للمنطقة ولجزء من الاقتصاد الوطني، فانقلبت حياة أهل المنطقة وتدمرت الزراعة، وبدأ الشباب بالهجرة والعمل في المغترب وتركوا أراضيهم بوراً، مع أنها كانت رافداً هاماً للاقتصاد الوطني، فخسر الوطن زراعته وأولاده. وبدأ الفلاحون يبيعون أراضيهم ويهجرونها.

الهم الأكبر والمطلب الأساسي لكل قرى المنطقة هو جر مياه لري الأراضي من نهر الفرات الذي يبعد عنها فقط مسافة لا تزيد عن 20 كيلومتراً، وهي مسافة غير عصية على الحكومة، وأسوة بمنطقة الباب المخدَّمة بالري الحديث بالتنقيط، مع أن المسافة تبلغ 40 كيلومتراً، بينما منطقة حيمرجيس ـ أبو كهف يلزمها ساقية ري من الفرات بنصف المسافة، تبدأ من الخفسة مروراً بتل أسود، رأس عين الحمر، أربعة كبير، أربعة صغير، مزيون الحمر، حيمرجيس، أبو كهف، وصولاً إلى المروح، مع أن هناك مجرى واد طبيعي يمكن بكل بساطة تغذيته من مصرف صغير يخرج من الفرات شمال الخفسة، وهذا المشروع بسيط جداً ولا يستعصي على الدولة التي جرت مياه الري للأراضي الزراعية ومزارع الدولة عبر ساقية دير حافر الموازية للوادي الموجود في المنطقة.  مع أن هذا المشروع كان قد طُرح سابقاً، ولكن لا نعلم لماذا لم تهتم الحكومة بتنفيذه إنقاذاً لزراعتنا وغذائنا، ويمكننا لو نُفِّذ هذا المشروع أن يعود الشباب الذين يهاجرون خارج الوطن بحثاً عن لقمة العيش، لأنه سيكون لهم فرص عمل كثيرة في أراضي أهلهم وجدودهم المهجورة حالياً، مع أنها كما قلنا خصبة ومعطاءة، وهي في ماضي السنوات قد حصَّلت بطولة الإنتاج الزراعي، ولها فضل كبير في هذا المجال. ويجب أن تعود إلى دورها الفعال في خدمة الوطن وأهالي المنطقة.