«الهيشة».. ضيعة ضائعة
لا أظن أن هناك قرية ينطبق عليها اسم المسلسل السوري الشهير «ضيعة ضايعة» أكثر من قرية «الهيشة»، هذه الضيعة الوادعة المستلقية على شاطئ البحر المتوسط جنوب مدينة طرطوس، وتبعد عنها 10 كم فقط.
لا أظن أن هناك قرية ينطبق عليها اسم المسلسل السوري الشهير «ضيعة ضايعة» أكثر من قرية «الهيشة»، هذه الضيعة الوادعة المستلقية على شاطئ البحر المتوسط جنوب مدينة طرطوس، وتبعد عنها 10 كم فقط.
اشتكى عدد من أهالي قرية سمريان في محافظة طرطوس، من تلوث مياه الشرب فيها منذ فترة طويلة.
تتعرض غاباتنا الطبيعية لجريمة بيئية منذ سنوات، خاصة في فترة الأزمة، مترافقة مع الارتفاع الفاحش لأسعار المحروقات، والذي بدأته الحكومة قبل الأزمة، واستمر ليكون السبب الرئيسي في الاعتداء على الغابات، من أجل، التحطيب أو التفحم للتدفئة.
كل يوم نسمع قصة هنا وأخرى هناك عن معاناة جديدة لمواطننا السوري الفقير المتعب، فهذا يشكو الغلاء، وآخر يعاني من الظلم، وذاك من البطالة.. والجميع يشكون من الفساد والإهمال والتسيب... إلخ.
وأما الشكوى التي تقدم بها المواطن جميل شبلي إلى جريدة قاسيون، فكانت صرخة من مواطن عادي ومزارع منتج في وجه المهملين والفاسدين، حيث جاءنا المواطن شبلي متحدثاً بحرقة عن معاناته مع مديرية الري في طرطوس، ومديرية البيئة، ومع بلدية يحمور..
كاد المنتخب السوري في عام 1986 أن يتأهل لنهائيات كأس العالم بالمكسيك، حيث كان يحتاج إلى التعادل فقط في مباراته الأخيرة أمام المنتخب العراقي، ولكنه بكل أسف، خسر المباراة رغم أدائه الطيب..
انتصبت صوامع الحبوب العملاقة التابعة لشركة منذر العساف وغسان الدردري وشركائهم في منطقة زراعية خضراء هادئة على أطراف مدينة طرطوس، وسط عشرات الهكتارات من بيارات البرتقال التي تنتشر كجنات خضراء على الشريط الساحلي القريب من البحر، مستفيدة من هجمة المنشآت الصناعية الخاصة على الساحل السوري الضيق أصلاً، فصارت هذه المنشآت تملأ هذا المتنفس المناخي والسياحي لكل السوريين بشكل عشوائي.
علمنا كارل ماركس أن أية ظاهرة اجتماعية يجب دراستها من بوابة الصراع الطبقي أي الصراع الاجتماعي والاقتصادي وصراع المصالح في المجتمع وأية ظاهرة يجب دراستها من مختلف جوانبها وأسبابها وظروفها وليس من جانب واحد لأن أية ظاهرة لا ندرسها بشكل منطقي وعلمي ومن خلال الصراع الطبقي ستكون دراسة وتحليلاً ناقصاً أو فاشلاً أو خاطئاً وبالتالي المعالجة لها ستكون خاطئة أو فاشلة تماماً وأما ظاهرة الشبيحة هذا المصطلح الأكثر تداولاً وشهرة في الأزمة السورية فهي الرائجة كالنار في الهشيم خاصة في الفضائيات الخليجية والفضائيات الدينية المتطرفة المأجورة مثل (الصفا والوصال وغيرها) والتي تؤجج وتُسَعر للاقتتال الطائفي والحقيقة فإن كلمة الشبيحة هي موازية لكلمة البلطجية في مصر ولكن مصطلح الشبيحة هو إنتاج سورية بامتياز ولكنها ظاهرة أكثر خطورة من البلطجية؟
لاشك بأن العام 2012 سيدخل التاريخ عند السوريين وخاصة في الساحل فالوطن يشهد أصعب أزمة في تاريخه المعاصر لدرجة أن الوطن مهدد بكيانه ووحدته ويضحي السوريون بالغالي والنفيس وبالدماء الطاهرة لكي تنقذ هذا الوطن الغالي وأما الطبيعة القاسية فأبت هذا العام إلا أن تعقد الأمور وتزيد الطين بلة على الفلاحين فكما فرحنا كثيراً لسقوط المطر الغزير وامتلاء السدود وتفجر النيابيع، حزنا كثيراً على المآسي التي ألمت بالمزارعين جراء الصقيع والعواصف الشديدة والتنين الذي ضرب أكثر من مرة وفي أكثر من منطقة ليخلف وراءه الخسائر الكبرى..
اعتصم أكثر من مئتي معلم ومعلمة منتدبين إلى محافظة حلب والمناطق الشرقية أمام مبنى محافظة طرطوس لثلاثة أيام احتجاجاً على معاناتهم وعدم تلبية مطالبهم في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، ومنها الوضع الأمني المتدهور والذي زاد من مأساة هؤلاء المعلمين، حيث جرى حل جزئي لمشكلتهم بإعطائهم إجازات مرضية وإجازات بدون راتب لكن هذا الأمر توقف فجأة وأعطت وزارة التربية ومديرية التربية في حلب تعليمات بوقفها لهذه الإجازات ودعوة المدرسين للالتحاق بمدارسهم وكل مخالف ستجري بحقه الملاحقة القانونية والتي قد تؤدي إلى فصلهم من وظائفهم..
مرة جديدة تنشر قاسيون معاناة المهجرين بمحافظة طرطوس، وأغلبهم يشكون الإهمال والفوضى والروتين، والفساد المتفشي في الهلال الأحمر بطرطوس.