في طرطوس.. معاناة على أطراف (المجد)

في طرطوس.. معاناة على أطراف (المجد)

مرة جديدة تنشر قاسيون معاناة المهجرين بمحافظة طرطوس، وأغلبهم يشكون الإهمال والفوضى والروتين، والفساد المتفشي في الهلال الأحمر بطرطوس.

 

فبالقرب من ضاحية المجد، وبجانب كازية المعروف وبين أشجار الزيتون، تنتشر عشرات الخيام المتناثرة، مشيرة إلى وضع مأساوي ومزرٍ على مستوى ساكنيها، في ظروف صعبة، أقل ما يقال عنها بأنها لا تصلح إنسانياً.

افتقاد لأبسط مقومات الحياة

وصلت عدة شكاوى إلى قاسيون، من أهالي هذه المنطقة المهجرين من مدينة حلب، وقد زارت قاسيون الموقع، وعند الوصول إلى هناك لم يدر بخلدنا بأن بين أشجار الزيتون هناك خيام لأهلنا السوريين المهجرين، وهم يفتقدون لأبسط مقومات الحياة والبقاء.

فهؤلاء، وبعد أن تهدمت بيوتهم بسبب الحرب وأهوالها في حلب، لا يستطيعون استئجار منزل أو حتى غرفة واحدة، بظل تردي الواقع الاقتصادي المعيشي، وبظل هذا الغلاء الفاحش.

فقراء ومهمشون

قاسيون استطلعت معاناة ومشاكل هؤلاء المهجرين، وقد كانوا بغالبيتهم من الفقراء والمهمشين، الكثير منهم لم يجرؤ على البوح باسمه، خشية تداعيات ذلك على مستوى الانتقام منهم، عبر المساعدات المقدمة عن طريق الهلال الأحمر، على الرغم من قلتها وعدم انتظامها.

شروط تعجيزية

المواطنة م.ن من حلب قالت بحرقة: «نحن محرومون من أية مساعدة، عينية أو غذائية، لأنهم يطلبون شروطاً تعجيزية لا نستطيع تأديتها، حيث يشترطون من أجل تقديم المساعدة أن يكون هناك عقد للإيجار، فكيف نؤمن عقد إيجار ونحن مقيمون بخيام، ولو كان لدينا أي وفر أو سيولة لاستغنينا عن تلك المعونات أولاً»، وأضافت: «نحن على حذا الحال منذ ثلاث سنوات».

نعامل كسياح

المواطن خ.س قال: «طلبوا أوراق إثبات بأننا مهجرون من حلب، مثل إيصالات الكهرباء أو الماء والهاتف، ورغم تقديم البعض منا لهذه الأوراق، لم نحصل على شيء من هذه المساعدات»، وأضاف: «ألا تكفي الهوية الشخصية لإثبات أننا من حلب، وقد أتينا رغماً عنا بسبب الحرب وليس بقصد السياحة، فهل هذا معقول؟».

كما أشار إلى واقع تقديم بعض الخدمات بقوله: «حتى عدادات الكهرباء التي سمحوا لنا بها، يتم احتساب استهلاكنا منها على أساس الرسوم السياحية، وكأننا نقيم بشاليهات، أو نعمل بالصناعة أو التجارة!».

إهمال ونسيان

المواطنة م.ط قالت: «راجعنا المحافظة والهلال الأحمر نشكو معاناتنا، ووعدونا بزيارة لجنة التقييم لتشاهد حياتنا على أرض الواقع، ولكن الإهمال والنسيان هو مصيرنا حتى الآن، حيث تهربوا من زيارتنا»، وأضافت متسائلة: «هل نحن سوريون أم هنود حمر، لا نعرف؟!».

مطالب بالاعتراف بالمواطنة

المواطن ن.ز، عسكري مصاب ومسرح صحياً، شرح لنا معاناته مع الهلال والمحافظة قائلاً: «أنا خدمت بالجيش العربي السوري، والعشرات مثلي في هذه المنطقة، وقد طلبوا مني بيان عائلي وتقرير إصابة رسمي من أجل الحصول على المساعدة، وقد تقدمت بتلك الأوراق حسب ما طلب تماماً، ولكني لم أحصل على أية مساعدة، بسبب عدم توفر دفتر عائلة!»، وأضاف: «دفتر العائلة فقدته مع منزلي المهدم، ومثلي العشرات من العائلات، الذين فقدوا أوراقهم الرسمية، وكأن لا أحد يكترث لوجودنا».

أماني بالسلام والعودة

وعقب بشكل مباشر بالقول: «مشكورة جريدة قاسيون لأنها الوحيدة التي زارتنا، لترى معاناتنا وتشرحها، وكلنا أمل بعودة السلام والوئام للبلاد، كي نعود إلى ديارنا، فنحن لا نطلب إلا الاعتراف بنا، وبأننا أبناء هذا الوطن».

فأين الدولة من رعاية هؤلاء، الذين من المفترض أن تعتبرهم من أبنائها المشردين، بما لهم من حقوق عليها؟، ولكن مع الأسف فهم فوق تشردهم وعوزهم تهدر كرامتهم كل يوم!؟.