أروى المصفي
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
مع مرور خمس سنوات على بدء الأحداث في سورية، لا تزال القطاعات كافة تتأثر سلباً بقرارات الحكومة التي لم تتقن إدارة الأزمة، بما يخفف من تداعياتها على الشعب السوري، فكانت قراراتها الاقتصادية تصب في مصالح قلة قليلة من التجار وغيرهم.
أطلقت جمعية حماية المستهلك، في دمشق وريفها، تحذيرات من تناول الجبنة الناعمة المباعة في الأسواق، لغياب الرقابة على مراحل التصنيع، والتي قد تشكل تهديداً للصحة العامة، فيما كشف باعة الحلويات عن ابتكارهم طرق خاصة لغش المنتجات، وخاصة التي تحتاج منها إلى المكسرات، عبر استخدام البازيلاء الخضراء بعد تحضيرها بطرق خاصة.
تميز عام 2015 بافتضاح السياسات الاقتصادية التي تسير عليها الخطى الحكومية، وتخالف كل ما يقال عن استهدافها مصلحة المواطن السوري، وتحسين مستوى معيشته، إذ يمكن وسم ذاك العام بصفة الأسعار الصاعدة والارتفاعات المتتالية، على حساب جيوب المواطنين، ولقمة عيشهم.
تحول موسم الأعياد في دمشق إلى هم وعبء على الأسرة السورية، ما أفقده بهجته وفرحة الاحتفال به، إذ لم تكن الحرب وفقدان الكثير من العائلات السورية لأحد افرادها أو تهجيرهم من منازلهم وحدها من يقف وراء معاناة المواطن، ليكون دور التجار والمستغلين مكملاً ورديفاً، بإثقال كاهل الأسرة، وحرمانها من الشعور ولو بجزء من فرحة العيد.
أكد عدد من الصيادلة لجريدة «قاسيون» محدودية الإجراءات التي قامت بها وزارة الصحة، إزاء وجود عدد من المستحضرات الدوائية المخالفة في الأسواق، حيث لم تكن الجولات الرقابية للصحة شاملة لكل المناطق، ما يدع الأمر وقفاً على ضمير الصيدلي للاستجابة لتلك التعاميم والامتناع عن بيعها للمواطن.
لا تزال انقطاعات الكهرباء عن مختلف المناطق متصدرة حديث المواطن، بعد الأيام المظلمة التي عاشها في الأسبوع الماضي، والتي تمكنت وزارة الكهرباء من إيجاد مبررات جديدة وغير مطروقة لها، حيث التمست عذراً لها في موجة الصقيع التي طرأت على المنطقة..
بات «سامح» وحيداً في محله، بعد أن سافر آخر شاب عمل معه في مصبغته، حيث تتالى على العمل معه عدد من الشباب، جميعهم اختاروا السفر خارجاً، هرباً من صعوبة المعيشة في ظل الأزمة، وأسباب عديدة أخرى، فقرروا سلك طريق البحر والمخاطرة بحياتهم، على أمل إيجاد فرص أفضل في الحياة، وتأمين وسيلة لإخراج عائلاتهم من البلاد بعدهم.
مازال الكثير من المواطنين يعيشون على أمل تعويض لو جزء بسيط مما فقدوه في الأزمة، سواءً كانت خسارتهم نتيجة القذائف أو نتيجة المعارك التي دارت في العديد من المناطق بسورية.
لم تف وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بوعودها حول تحسين جودة رغيف الخبز بعد رفع سعره إلى 50 ليرة للربطة، حيث مازالت مشكلة لون الخبز وانخفاض جودته مشكلة تواجه الكثير من المواطنين، إلا أن اللافت هو تلاشي هذه المشكلة لدى بعض المناطق التي تتميز أفرانها بإنتاج خبز ذوي نوعية جيدة ولون أبيض، ما يثير تساؤلات عن سبب هذه الاختلافات، رغم كون تلك الأفران عامة وليست خاصة، وبالتالي تدخل في صناعة رغيفها مواد واحدة من مصدر واحد؟؟..
يبرز إلى الضوء مجدداً، موضوع تحرير قطاع النقل الجوي، وما قد يؤدي إليه هذا التوجه من نتائج سلبية على القطاع بالعموم، حيث ما زال الموضوع، قيد الدراسات والنقاشات، رغم قدم طرحه قبل أعوام، وتعدد الدراسات والمباحثات بين الجهات المعنية، لكن الخط العام لعمل الحكومة بسياساتها الاقتصادية، يصر على خصخصة القطاعات كافة، وبسط يد القطاع الخاص، على حساب العام، رغم انعكاساته السلبية على المواطن السوري في نهاية المطاف.